وسّعت إسرائيل أمس الإثنين، ضرباتها الجوية من الداخل السوري إلى الداخل اللبناني، مستهدفة مقرًا للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة في منطقة قوسايا الحدودية مع سورية في شرق لبنان، في ضربة وصفها خبراء بأنها “رمزية ومحدودة” بالطائرات المُسيّرة بعد ساعات على تهديد أمين عام “حزب الله” حسن نصر الله بإسقاط الطائرات المسيّرة الإسرائيلية في الأجواء اللبنانية.
وفيما يترقب لبنان تسارع التطورات الأمنية خلال اليومين الماضيين والتي تمثلت في الخروقات الإسرائيلية وتهديدات “حزب الله”، وسط مساعٍ لبنانية للتهدئة عبر تفعيل القنوات الدبلوماسية، استهدفت إسرائيل بعد منتصف ليل الأحد - الاثنين موقعًا لفصيل فلسطيني موال لدمشق في شرق لبنان قرب الحدود السورية.
وأشارت “الوكالة الوطنية للإعلام” الرسمية اللبنانية إلى “ثلاث غارات معادية” (إسرائيلية) “استهدفت سلسلة جبال لبنان الشرقية المقابلة لجرود بلدة قوسايا، حيث مواقع عسكرية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة”. وقالت إن أفراد عناصر الموقع “ردوا بوابل من الرصاص المضاد للطيران”.
اقرأ أيضًا:
إسرائيل تهدم 10 بنايات على الأقل في "وادي الحمص" الخاضع للسيطرة الفلسطينية جنوب القدس
وقال المسؤول الإعلامي للجبهة الشعبية أنور رجا إن “ما جرى هو قصف إسرائيلي بطائرة مسيّرة، واقتصرت الأضرار على الماديات البسيطة، إذ كان قد تمّ إخلاء النقطة المستهدفة”.
وقالت مصادر ميدانية إن الأضرار ألحقت بغرفة خارجية في أطراف الموقع العسكري، وهي غرفة فارغة من الحراس، كما تضررت خزانات المياه وكابل الكهرباء، لافتة إلى أن عدد المقاتلين التابعين للجبهة في الموقع “تقلص إلى حد كبير بعد تحرير الجرود اللبنانية من العناصر المتطرفة في صيف 2017، ولا يتعدى عدد عناصر الفصيل الفلسطيني فيه أكثر من 30 شخصًا”.
و”الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة” فصيل فلسطيني موال لدمشق وقريب من “حزب الله”، يتزعمه أحمد جبريل الذي يتخذ دمشق مقرًا له. ويعد هذا الفصيل الأول الذي استخدم الطائرات الشراعية في عمليات المقاومة ضد إسرائيل. ولطالما تعرضت مواقعه في لبنان، قبل تحرير جنوب لبنان في العام 2000 لضربات إسرائيلية استهدفت مواقعه في قوسايا الواقعة شرق مدينة زحلة في البقاع، والناعمة الواقعة في جنوب مدينة بيروت.
وقللت “الجبهة الشعبية” من تأثير الضربات الإسرائيلية، إذ نقلت “وكالة الصحافة الفرنسية” عن رجا قوله إن إسرائيل من خلال القصف تحاول أن “تقول إنها قادرة على ضرب محور المقاومة حيث تشاء”، مشيرًا إلى “نوع من الاستفزاز بهذه الضربة، التي جاءت بعد ساعات من خطاب” الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصر الله. واعتبر خبراء أن هذه الضربة “رمزية” وتتحدى فيها إسرائيل نصر الله الذي توعد مساء الأحد بالرد على الهجوم الإسرائيلي على لبنان “مهما كلف الثمن”، بعد سقوط طائرة استطلاع وتنفيذ ضربة أخرى على “هدف” في معقله في الضاحية الجنوبية لبيروت ليل السبت - الأحد. كما توعد نصر الله الجنود الإسرائيليين بالرد عليهم في لبنان بعد مقتل اثنين من عناصر الحزب في ضربة إسرائيلية في ريف دمشق يوم السبت.
وكثف سلاح الجو الإسرائيلي أمس من طلعاته الجوية في الأجواء اللبنانية، وسط غياب ملحوظ لدوريات القوات الإسرائيلية في المنطقة الحدودية المقابلة لجنوب لبنان.
فقد أفادت “الوكالة الوطنية للإعلام” بتحليق طائرة استطلاع معادية فوق النبطية وقرى إقليم التفاح، على علو منخفض، بعد خرق طائرة استطلاع إسرائيلية من دون طيار في ساعة مبكرة من فجر أمس الأجواء اللبنانية فوق مزارع شبعا، ونفذت الكثير من الطلعات الاستكشافية فوق قرى وبلدات العرقوب وصولا إلى المنحدرات الغربية لجبل الوسطاني في جنوب شرقي لبنان.
كما حلقت طائرة استطلاع إسرائيلية فوق مدينة بعلبك وضواحيها في شرق لبنان بموازاة تحليق الطيران الحربي الإسرائيلي في أجواء قرى قضاء مرجعيون على علو متوسط.
وخلافًا للطلعات الجوية، شهدت الحدود الجنوبية من منطقة الوزاني وكفركلا وصولا إلى بلدة عديسة، هدوءًا حذرًا وترقبا لما يمكن أن تؤول إليه الأوضاع في القرى الحدودية، حيث غابت حركة دوريات الجيش الإسرائيلي الراجلة والمؤللة عن الحدود قبالة قرى منطقة مرجعيون، واختفت نهائيا، و”تمركز جنود العدو داخل مواقعهم المحصنة على طول الخط الأزرق”، بحسب ما أفادت “الوكالة الوطنية”.
وفي مقابل ذلك قام الجيش اللبناني وقوات “اليونيفيل” بدورياتهما المشتركة كالعادة، وتمركز البعض الآخر منها قبالة بلدة عديسة.
قد يهمك ايضا :
ناشط سعودي يزور إسرائيل ويلتقي بمسؤولين في الكيان الصهيوني
العراق يقتل المزيد من عناصر "داعش" ويُدمِّر مخابئهم قرب سورية
أرسل تعليقك