اهتمام صيني بالاستثمار في السكك الحديدية اللبنانية رغم الأزمة المالية
آخر تحديث GMT18:47:13
 لبنان اليوم -

"CMEC" تراسل دياب وتبدي اهتمامها بالخط من طرابلس إلى بيروت

اهتمام صيني بالاستثمار في السكك الحديدية اللبنانية رغم الأزمة المالية

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - اهتمام صيني بالاستثمار في السكك الحديدية اللبنانية رغم الأزمة المالية

حسان دياب
بيروت - لبنان اليوم

كتب إيلي الفرزلي في صحيفة "الأخبار" تحت عنوان "القطار في لبنان: ثلاث سكك تنتظر التنفيذ": " منذ مئتي عام ولدت السكك الحديدية والقطارات في العالم. ذلك الاختراع الذي كان شريان الحياة لعالم ما بعد الثورة الصناعية، وصل إلى ما بات يُعرف لاحقًا بلبنان الكبير في العام ١٨٩٥. تعايش مع سكان لبنان أيام العثمانيين وأيام الفرنسيين وأيام الاستقلال وأيام الحرب الأهلية، قبل أن يفرمله السلم الأهلي، فيسيّر رحلته الأخيرة في العام ١٩٩٥، منهيًا مسيرة استمرت مئة عام. فترة التسعينيات التي توصف بمرحلة الإعمار، أول ما أطاحته هو الرابط بين الناس والمناطق والثقافات. انقطاع صلة الوصل هذه، أسهم سريعًا في تغيير نمط الحياة. نزوح من كل حدب وصوب إلى العاصمة. أُهملت المناطق وأُهملت القطاعات الزراعية والصناعية، وصارت بيروت السياحة والخدمات والأرباح الريعية هدفًا للسلطة وإغراءً للساعين إلى أقصر الطرق نحو الثروة.

لم يعرف أحد لماذا قررت سلطة ما بعد الطائف إعادة لبنان إلى الوراء مئة عام. لكن هذا كان "الحلم". والحلم كان محصورًا في الاستثمارات السهلة، بغياب التنمية، بغياب القطار والمترو الذي كانت كل الدراسات تجد فيه بداية الإعمار، فيما كانت السلطة تجد فيه ما لا يتناسب مع حلم تحويل وسط بيروت إلى واحة للأغنياء فقط.

منذ العام ١٩٩٥، لم تتوقف محاولات الجمعيات الأهلية، وأحيانًا بعض من مرّ على السلطة، لإعادة إحياء القطار. لكن بدلًا منها كان الإسفلت يُفلش على سكة القطار، في سعي لاستيعاب الكميات المتضخمة من السيارات، بعد أن أصبح شراء السيارة والمنزل، حتى لمن لا قدرة مالية له، سهلًا ومتاحًا عبر الإغراءات التي تقدّمها المصارف.

تلك الماكينة التي انطلقت في بداية التسعينيات توقّفت. المصارف أفلست. حلم الثراء سقط، بعدما تبيّن أن الدولة ومصرف لبنان كانا يحقنان الناس بمخدّر اسمه تثبيت سعر الصرف، يسمح لهم بحياة مليئة بالترف المصطنع. انتهت الكذبة، وتبيّن أن الشغل مش ماشي. عاد الناس للبحث عن ماضيهم، عن قراهم ومناطقهم وزراعتهم. ذلك قد يؤسّس لإصلاح في النظام الاقتصادي، وهذا تلزمه الأدوات. النقل العام الحقيقي إحدى هذه الأدوات. شبكة من الباصات تربط المناطق في ما بينها، والأهم عودة الزمن إلى الوراء قليلًا، إلى أيام سكة الحديد، التي تربط اللبنانيين بعضهم ببعض وتربط لبنان بمحيطه العربي، ومنه بأوروبا غربًا، وبآسيا وصولًا إلى الصين شرقًا.

محاولات رسمية عديدة أجريت في هذا السياق، لكنّ أيًا منها لم يتّسم بالجدية. في العام ٢٠١٤، قررت الحكومة دراسة إمكانية إعادة إحياء القطارات، على أن تكون البداية إنشاء سكّة بين بيروت وطرابلس. تكفّل الاتحاد الأوروبي، عبر البنك الأوروبي للتثمير، بتمويل الدراسة لخط سكة الحديد من بيروت إلى طرابلس بكلفة تصل إلى مليوني يورو. في المرحلة الأولى، أنجز الاستشاري الدولي شركة egiss الفرنسية دراسة الجدوى للخط، بالتعاون مع الاستشاري المحلي شركة "جيكوم". وفي المرحلة الثانية كان يفترض أن تجرى دراسة تنفيذية للقسم الممتد من بيروت إلى طبرجا، لكنها لم تستكمل.

خلاصة دراسة الجدوى أن لعودة القطار فوائد اقتصادية واجتماعية كبيرة. وبالتالي، لا نقاش في الجدوى منه، لكن يبقى البحث في الخط الذي سيسلكه، وفي حجم التعديات على حرمه خلال السنوات الثلاثين السابقة.

الخبر المفرح، الذي سبق أن أعلنه وزير الأشغال السابق يوسف فنيانوس، أن لا تعديات جوهرية على السكة. كذلك، فإن الدراسة التي أعدّتها شركة "جيكوم" بيّنت أن لا تعديات من النوع الذي لا يمكن إزالته أو يشكّل عائقًا أمام تنفيذ المشروع. واللافت أيضًا أن المتعدّي الأكبر هو الدولة، ممثلة بوزارة الأشغال، إذ إن معظم التعديات هي عبارة عن طرقات استحدثت على مسار السكّة، والعيّنة الأبرز عنها هي الطريق البحرية، الممتدة من المرفأ حتى ضبية. لكن المشكلة أن هذه التعديات أسّست لأبنية وأشغال محاذية للطرقات، وهي أبنية بالرغم من تصنيفها أنها غير معتدية على حرم السكة، إلا أنها أعطيت خلافًا للقانون حق الدخول والخروج إلى الحرم. مع ذلك، فإن الدراسة تلحظ حلولًا لكل المعوقات التي تواجه السكة، من بينها إنشاء جسور، أو تغيير مسارها في بعض المناطق، إضافة إلى لحظ تمرير السكة تحت الأرض في كل من جونيه وجبيل، مع استحداث نفق خاص في شكا.

لم تنفذّ المرحلة الثانية من الدراسة لأن البنك الأوروبي فرمل اندفاعته، بعدما تقاطعت الدراسة مع دراسة أخرى كان أعدّها مجلس الإنماء والإعمار، بالتعاون مع البنك الدولي، لإنشاء خط باصات يصل بيروت بطبرجا. اقترح لبنان حينها استبدال المنطقة المقرر إجراء الدراسة التنفيذية لها، والبدء بالقسم الممتد من طبرجا إلى طرابلس بداية، على أن يتكامل المشروعان من خلال إنشاء محطة للربط بينهما في طبرجا. وفي وقت لاحق تُسكتمل دراسة الخط من طبرجا إلى بيروت. ونتيجة التفاوض، أبدى البنك الأوروبي للتثمير استعداده لاستكمال الدعم والمؤازرة اللازمتين للمشروع، لكنه ربط موافقته بمدى اهتمام الحكومة اللبنانية والتزامها بأن يكون هذا المشروع ضمن أولويات المشاريع المقترحة للتنفيذ وبالتالي التمويل.

لم يحصل أي تطور منذ ذلك الحين، وتردّد أن البنك الأوروبي تراجع عن الهبة بسبب عدم اهتمام السلطات اللبنانية. أسدلت الستارة على المشروع لنحو سنتين، إلى أن ظهر الصينيون، فأبدوا، العام الماضي، اهتمامًا بالاستثمار في شبكة القطارات، تمويلًا وتشغيلًا. لكن الدخول في نفق الأزمة المالية وتأليف الحكومة أعاد الأمور إلى النقطة الصفر، قبل أن تتبين إعادة تحريك الملف، عبر تحديث العرض الصيني المقدم إلى لبنان، إذ راسلت شركة CMEC رئيس الحكومة حسان دياب، في ١٦ آذار الماضي، معلنة اهتمامها بمشروع سكة الحديد من طرابلس إلى بيروت، وبأي مشاريع سكك حديد أخرى، موضحة أنها سبق أن أنجزت مشاريع في ٦٣ دولة، آخرها سكة حديد في الأرجنتين بطول ٢٤٠٠ كيلو متر. وقد ترافق هذا العرض مع كتاب من بنك الصين يبدي فيه استعداده لتمويل المشروع".

قد يهمك ايضا:تقرير يرصد خطة حاكم مصرف لبنان لتثبيت سعر الدولار 

 قرار ظني في حق أحد الصرافين العاملين من دون ترخيص

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اهتمام صيني بالاستثمار في السكك الحديدية اللبنانية رغم الأزمة المالية اهتمام صيني بالاستثمار في السكك الحديدية اللبنانية رغم الأزمة المالية



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 17:54 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
 لبنان اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 12:03 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

تعرف على تقنية "BMW" الجديدة لمالكي هواتف "آيفون"

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 07:21 2021 الثلاثاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات ساعات متنوعة لإطلالة راقية

GMT 09:17 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

6 نصائح ذهبية لتكوني صديقة زوجك المُقربة

GMT 12:59 2021 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

مصر تعلن إنتاج أول أتوبيس محلي من نوعه في البلاد

GMT 06:22 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

استغلال وتزيين مساحة الشرفة المنزلية الصغيرة لجعلها مميزة

GMT 21:49 2022 الأربعاء ,11 أيار / مايو

عراقيات يكافحن العنف الأسري لمساعدة أخريات

GMT 12:22 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

أفضل العطور النسائية لصيف 2022

GMT 21:09 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

القماش الجينز يهيمن على الموضة لصيف 2023

GMT 17:08 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

اتيكيت سهرات رأس السنة والأعياد

GMT 21:25 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 06:17 2014 الثلاثاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

السيسي يجدد دماء المبادرة العربية

GMT 09:55 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

المغربي سعد لمجرد يُروج لأغنيته الجديدة "صفقة"

GMT 08:41 2023 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

مكياج مناسب ليوم عيد الأم
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon