تتوالى الردود الدولية المحذرة من خطر التصعيد في الشرق الأوسط، في أعقاب تقارير أفادت بتنفيذ إسرائيل لهجوم على الأراضي الإيرانية، فجر الجمعة.وحث بيان لوزراء خارجية مجموعة السبع، إيران وإسرائيل على تجنب أي تصعيد آخر، مشيرين إلى أنهم سيحاسبون إيران على "أفعالها الخبيثة المزعزعة للاستقرار" في الشرق الأوسط، حسبما نقلته رويترز.
ودعت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، إيران وإسرائيل وحلفائهما إلى الامتناع "عن أي تحرك جديد".
وأوضحت فون دير لايين، خلال زيارة لفنلندا "علينا القيام بكل ما بوسعنا كي تمتنع جميع الأطراف عن التصعيد في تلك المنطقة. من الضروري أن تبقى المنطقة مستقرة وأن تمتنع جميع الأطراف عن القيام بأي تحرك جديد".
من جهتها، جددت مصر الإعراب عن "قلقها البالغ" تجاه التصعيد الإيراني الإسرائيلي المتبادل، محذرة من عواقب اتساع رقعة الصراع وعدم الاستقرار فى المنطقة، وآثارها الخطيرة على أمن وسلامة شعوبها.
وطالبت مصر الطرفين بـ"ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، والامتثال الكامل لقواعد القانون الدولى وميثاق الأمم المتحدة"، محذرة من عواقب اتساع رقعة الصراع.
وأكدت مصر على أنها ستستمر فى تكثيف اتصالاتها مع جميع الأطراف المعنية والمؤثرة من أجل احتواء التوتر والتصعيد الحالي.
ودعا وزير الخارجية الإيطالي، أنطونيو تاياني، قبل اجتماعه مع نظرائه من مجموعة السبع، إلى "وقف التصعيد".
وقال لمحطة "راي" التلفزيونية، "ندعو الجميع إلى توخي الحذر لتجنب تصعيد" مضيفا أن مجموعة السبع التي تضم إيطاليا وبريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا واليابان وكندا تريد "تهدئة مطلقة" في الشرق الأوسط.
بدورها، قالت وزيرة الخارجية الكندية، ميلاني جولي، قبل الاجتماع "نحن نراقب الوضع عن كثب. سنناقش الوضع برمّته مع وزراء الخارجية في جلسة مجموعة السبع هذا الصباح في إيطاليا".
وكانت عدة دول قد حذرت بالفعل من أن أي هجوم انتقامي إسرائيلي للرد على الضربات الإيرانية الأخيرة ينذر بجر المنطقة بأكملها إلى حرب إقليمية أوسع نطاقا.
وأُبلغ عن وقوع انفجارات، فجر الجمعة، في وسط إيران، اعتبرها مسؤولون أميركيون ضربة إسرائيلية وفق ما نقلته وسائل إعلام أميركية، ردا على هجوم إيراني غير مسبوق بمسيرات وصواريخ على إسرائيل، نهاية الأسبوع الماضي.
ومن جانبها، ذكرت صحيفة "جوروزاليم بوست"، الإسرائيلية نقلا عمن وصفته بالمصدر الحكومي والأمني أن اسرائيل هي التي تقف خلف الهجوم.
وقال المصدر للصحيفة: "العين بالعين والسن وبالسن، إسرائيل ردت بضرب المكان الذي هاجمها"، وفق ما ذكره مراسل الحرة بالقدس.
وتتزايد المخاوف من حدوث امتداد إقليمي كبير للحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة، والتي بدأت في 7 أكتوبر، عقب تنفيذ الحركة الفلسطينية المصنفة إرهابية، هجوما غير مسبوق على الأراضي الإسرائيلية، ردت عليه إسرائيل بعمليات جوية وبحرية وبرية، استهدفت القطاع المحاصر.
وقال رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، إنه لن يتكهن بشأن التقارير التي تفيد بأن إسرائيل شنت هجوما على الأراضي الإيرانية، الجمعة.
وأضاف سوناك: "إنه وضع متطور، ولن يكون من الصواب بالنسبة لي التكهن حتى تصبح الحقائق أكثر وضوحا، ونحن نعمل على تأكيد التفاصيل مع الحلفاء".
وأدلى سوناك بهذه التصريحات عقب خطاب ألقاه في وسط لندن، مضيفا أن "التصعيد الكبير ليس في مصلحة أي شخص. ما نريد أن نراه هو أن يسود الهدوء في جميع أنحاء المنطقة".
بدوره، قال وزير العمل والمعاشات البريطاني، ميل سترايد، إنه يأمل أن يكون نزع فتيل التصعيد بين إيران وإسرائيل ما زال ممكنا.
وأشار الوزير في حديث لشبكة "جي.بي نيوز:، "بينما لا نزال نجهل التفاصيل في الوقت الراهن فإنني آمل أن يكون نزع فتيل التصعيد هو السبيل للمضي قدما، بغض النظر عما حدث في إيران".
وقال الكرملين، إنه يدرس المعلومات المتعلقة بالضربة الإسرائيلية المزعومة على إيران ويحث الجانبين على ضبط النفس.
ودعت تركيا جميع الأطراف إلى الامتناع عن الخطوات التي قد توسع رقعة الصراع في الشرق الأوسط.
وقالت وزارة الخارجية التركية، في بيان، إن أولوية المجتمع الدولي يجب أن تكون "وقف المذبحة في غزة وضمان السلام الدائم" في المنطقة من خلال إقامة دولة فلسطينية.
وأضافت "يزداد وضوحا أن التوتر الناجم في الأساس عن الهجوم الإسرائيلي غير القانوني على السفارة الإيرانية في دمشق قد تتحول إلى صراع دائم".
وأدانت سلطنة عمان في بيان صادر عن وزارة الخارجية، الجمعة، الهجوم الإسرائيلي على الأراضي الإيرانية، وكذلك "اعتداءات إسرائيل العسكرية المتكررة في المنطقة".
وأضاف ناطق باسم وزارة الخارجية، بأن "سلطنة عمان تناشد مجددا المجتمع الدولي بضرورة معالجة أسباب وجذور التوتر والنزاع عبر الحوار والدبلوماسية والحلول السياسية، والتركيز على جهود وقف إطلاق النار في غزة والاحتكام للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، للتوصل إلى حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية من أجل استعادة الأمن والاستقرار والسلام الشامل للمنطقة بأسرها".
وفي تفاعلها مع الموضوع، قالت الخارجية الصينية، إن بكين "تعارض أي إجراء من شأنه تصعيد التوتر".
من جانبه، قال نائب وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، إن فرنسا تدعو إلى وقف التصعيد في الشرق الأوسط.
وقال بارو لراديو سود: "كل ما يمكنني قوله هو إن موقف فرنسا هو دعوة جميع الأطراف إلى وقف التصعيد وضبط النفس".
وصرح وزير شؤون مجلس الوزراء الياباني، يوشيماسا هاياشي، بأن طوكيو "تشعر بقلق عميق إزاء الوضع في الشرق الأوسط وتدين بشدة أي أعمال تؤدي إلى تصعيد الوضع".
وأضاف، أن "اليابان ستواصل بذل كل الجهود الدبلوماسية اللازمة لمنع تفاقم الوضع بشكل أكبر".
قد يهمك أيضــــــــــــــا
أرسل تعليقك