أعرب بطريرك الكلدان الكاثوليك في العراق والعالم، الكاردينال مار لويس روفائيل الاول ساكو، عن قلقه إزاء تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وايران، متخوّفًا من أن ذلك قد يقحم العراق وسط أي نزاع محتمل بين البلدين، منوها في الوقت نفسه إلى أن هذه التطورات قد تجعل من زيارة البابا فرانسيس المقترحة للعراق العام المقبل أمرًا غير مؤكد .
وقال ساكو في لقاء مع موقع كاثوليك نيوز الاخباري من مقر اقامته في دهوك أن مسيحيي العراق ما زالوا يكابدون بعد الدمار الذي تسبب به تنظيم داعش في مناطقهم وما تبع ذلك من مصاعب بعد سنوات من العنف الطائفي والعرقي الذي زعزع العراق .
وأضاف ساكو قائلاً "ينتابنا الخوف عندما نسمع أناسا يقولون إنه ستكون هناك حرب وما يمكن أن يحصل. ولكنني أتمنى أن لا تحصل حرب وان الايرانيين سيأخذون بحسبانهم ما عاناه العراق من حروب. بعد مرور 15 عاما ما يزال العراق يعاني وهناك ارباك. ليست هناك مواطنة سوى الطائفية في العراق.
المسيحيون عانوا كثيرا ."
ووصل تعداد المسيحيين في العراق قبل الغزو الاميركي للعراق عام 2003 إلى ما بين 1.5 إلى 2 مليون شخص، والآن تراجع تعدادهم الى ما يقارب من 200,000 ألف مسيحي فقط. وتعرض المسيحيون للعنف الطائفي والتهجير والتشريد، حيث ينتمي اكثر مسيحيي العراق للكنيسة الكلدانية الكاثوليكية .
وقال ساكو أن المسيحيين كانوا منتشرين بكثرة في العراق وبالأخص في بغداد والبصرة وكذلك في كركوك والموصل وإقليم كردستان .
وأضاف الكاردينال قائلا: "أما اليوم فتكاد الموصل أن تخلو من المسيحيين، كان هناك اكثر من 30,000 مسيحي قبل العنف الطائفي وداعش. كنت هناك بمنصب كاهن ابرشية في حينها."
ومضى ساكو بقوله "بعد مرور أسبوع على تحرير الموصل من تنظيم داعش ذهبت الى هناك ورأيت جميع كنائسنا وقد دمرت. قسم من هذه الكنائس يعود تاريخها الى ما بين القرن الخامس والعاشر الميلادي. لم تعد هناك كنائس. نخشى أن يحصل نفس الشيء في ايران، وان العراق سيتأثر أيضا بهذه الحرب ."
الأجواء المرتبكة هذه قد دعت أيضا للتساؤل فيما اذا ستحصل الزيارة المرتقبة للبابا فرانسيس الى العراق العام القادم .
وقال ساكو بهذا الخصوص: "لا اعرف كيف ستسير الامور، ربما يكون البابا بالانتظار. لقد اعرب عن رغبته بزيارة العراق عندما دعوته لذلك ."
ويذكر أن رئيس العراق برهم صالح ورئيس الوزراء عادل عبد المهدي قد بعثا ايضا برسائل للبابا فرانسيس يدعواه فيها لزيارة العراق .
وكان البابا فرانسيس قد أشار خلال اجتماع له بائتلاف وكالات الفاتيكان للتمويل في 10 حزيران بانه يرغب بزيارة العراق بحلول العام 2020 .
وقال ساكو أن جميع المسيحيين والمسلمين في العراق يتطلعون لهذه الزيارة التي ستكون على غرار زيارة البابا لدولة الامارات العربية في شباط الماضي وستكون بمثابة حدث مهم.
وبخصوص الدمار الذي لحق بمناطق المسيحيين في سهل نينوى واماكن اخرى في شمالي العراق قال ساكو انه رغم تعرض كثير من البيوت الى الحرق والتدمير الكامل فان قسما من العوائل المسيحية عادت لمناطقها، مشيرا الى حاجتهم الى أموال ليتمكنوا من اعادة اعمار بيوتهم وكنائسهم .
وقال الكاردينال ساكو: "نحن كمسيحيين كلدانيين لدينا اكثر من 15 كنيسة مدمرة بشكل كامل في الموصل. من الذي سيعيد بناء هذه الكنائس؟"، مشيرا الى انه "رغم حصولهم على مساعدات مالية من الكنيسة ومجاميع خيرية اخرى ومن الولايات المتحدة وهنغاريا فانها غير كافية مع احتياج معظم البنى التحتية للمناطق المسيحية الى اعادة اعمار وتأهيل" .
اقرأ ايضًا
عادل عبد المهدي يؤكّد ثبات الموقف العراقي من تمرير "صفقة القرن" الأميركية
رئيس البرلمان العراقي يُطمئن الفلسطينيين باستحقاقات الورثة للحقوق التقاعدية للعاملين
أرسل تعليقك