انطلقت المرحلة الأولى من خطة إجلاء اللبنانيين من بلاد الاغتراب في 5 نيسان الحالي لتنتهي في 14 منه، وفي 27 نيسان، تنطلق المرحلة الثانية من عملية العودة، علما بأن عدد المسجلين الراغبين بالعودة تخطّى العشرين ألف اسم لبناني، ومع بدء العدّ العكسي لموعد استئناف الرحلات، تعكف وزارة الخارجية والمغتربين على وضع اللمسات الأخيرة على برنامج العودة والذي سيشمل إعادة عدد أكبر من المغتربين.
ويشمل جدول الرحلات، إضافة إلى البلدان نفسها التي شملتها المرحلة الأولى، البلدان التي سجّل فيها الراغبون بالعودة أسماءهم، وفق ما يكشف مدير مكتب الوزير، هادي هاشم لـ"نداء الوطن"، حيث ستشمل الدفعة الثانية من اعادة اللبنانيين دول افريقيا واوروبا والولايات المتحدة الاميركية وكندا إضافة الى دول الخليج. ويوضح انه سيتم تسيير رحلات الى ابيدجان ولاغوس وأكرا، والمحاولات جارية لترتيب رحلات خاصة الى مناطق لا تصل إليها عادة رحلات الـ"ميدل إيست"، ككينشاسا وسيراليون وكوناكري، وحسب قدرة مطارات البلدان الأفريقية واستعداداتها لاستقبال الطائرات الكبيرة.
وفي أوروبا، سيتم إجلاء دفعة جديدة من اللبنانيين من باريس ولندن وربما من روما. كذلك سيتم تسيير رحلات خاصة للقادمين من الولايات المتحدة الأميركية وكندا، إما عبر الدوحة في قطر أو عبر لندن، بالإضافة الى إجلاء عدد من اللبنانيين من دول الخليج، ولا سيما من دبي وابو ظبي وجدة والرياض والدمام والدوحة. وسيتم تنظيم رحلات خاصة الى اوروبا الشرقية لإعادة الطلاب الراغبين بالعودة، وخصوصا من كييف وبيلاروسيا ورومانيا وروسيا.
ويؤكد هاشم ان الوزارة مستعدّة لإعادة جميع المغتربين اللبنانيين، يرى أن العائق الوحيد يتمثّل في القدرة الاستيعابية لوزارة الصحة العامة على اجراء فحوصات الـ PCR لجميع الوافدين وطاقة الفرق المختصة في مطار بيروت.
ويشدّد هاشم على ان الوزارة هي الحاضن الأول للمغتربين والمسؤولة عن همومهم وشجونهم، ويشير الى ان الوزير حتي يتابع شخصياً عملية العودة ويشرف عليها وهو على اتصال مباشر مع السفارات اللبنانية في الخارج، وقد أعطى توجيهاته الواضحة للسفراء بوجوب التزام المعايير والآلية المعتمدة في اختيار الأسماء وتحديد الفئات ذات الأولوية للعودة، من دون اي تدخلات سياسية.
ويؤكد أن الوزارة تقوم بعملها بشكل دقيق وموضوعي والسفراء والقناصل العامون يبذلون جهوداً استثنائية لبلوغ هذا الملف نهاياته السعيدة، وإعادة كافة اللبنانيين الراغبين بالعودة الى لبنان، مع الحفاظ في الوقت نفسه، على اللبنانيين المقيمين لكي لا تتكرر تجربة اوروبا في انتقال عدوى "كوفيد 19" في لبنان.
التحويلات المالية
ويتابع وزير الخارجية باهتمام، مسألة التحويلات المالية للطلاب اللبنانيين في كل انحاء العالم، الا ان مطالبته بالافراج عن مبالغ مالية، ولو زهيدة، لا يبدو انها تجد آذاناً صاغية عند جمعية المصارف والمصارف، ما يُصعّب عملية العودة، فتحويل مبلغ مالي زهيد بقيمة 400 دولار يساعد الطالب على الصمود حيث هو. وعليه يُحمل حتّي المصارف والجمعية مسؤولية عدم دفع هذه المبالغ للطلاب.
ويتابع حتّي مسألة المساعدات للبنان، وقد أجرى لهذه الغاية، اتصالات مع الجهات المعنية، ولا سيما مع الاتحاد الاوروبي، الا ان الردود التي يتلقّاها في هذا الشأن لا تأتي مشجّعة كثيراً، كما يفيد هاشم، كون الازمة الحالية هي أزمة عالمية، طاولت كل الدول التي تفتقر ايضاً الى عدد كاف من فحوص الـ PCR، وليست ازمة محلية او اقليمية.
وينتظر وزير الخارجية أن تحطّ ازمة كورونا رحالها وان تفتح المطارات لكي يكون على متن اول طائرة تغادر مطار بيروت ليبدأ جولة عربية واوروبية واميركية، بهدف حشد الدعم الاقتصادي للبنان، علماً ان خطته، قبل ان تفرض جائحة "كورونا" نفسها وتعمل على تأجيل تنفيذها، كانت تقضي بالسفر الى الولايات المتحدة الاميركية، اضافة الى عقد سلسلة لقاءات مع وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي في بروكسيل في 23 آذار الفائت.
ويؤكد هاشم اخيراً ان مواقف وزير الخارجية تنبع من قناعاته بوجوب ادانة اي عمل عدائي على دولة عربية شقيقة، وسيكون له الموقف نفسه عند تعرّض اي دولة لعدوان، وهذا لا يتعارض ابداً مع سياسة النأي بالنفس المعتمدة في لبنان.
قد يهمك ايضا:لبنان يتقدم بشكوى ضد اسرائيل امام مجلس الامن الدولي
التصويت في الأمم المتحدة على قرار يلزم إسرائيل بدفع 856,4 مليون دولار للبنان
أرسل تعليقك