بيروت ـ لبنان اليوم
يسجلّ مطلع الأسبوع المقبل زيارة رسمية لوزير خارجية الكرسيّ الرسولي المونسنيور بول غالاغر بدءاً من الاثنين المقبل، تأتي في سياق متابعة الفاتيكان لأوضاع لبنان، إضافة الى مشاركته في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر "البابا يوحنا الثاني ورسالة لبنان"، الذي تفتتحه جامعة الروح القدس ‒ الكسليك صباح الأربعاء 2 شباط في قاعة البابا يوحنا بولس الثاني، في حرم الجامعة، ويشارك فيه، الى غالاغر، الرئيس للعام للرهبانية اللبنانية المارونية الأباتي نعمة الله الهاشم وسفير لبنان لدى الكرسيّ الرسولي الدكتور فريد الياس الخازن، الذي بذل جهداً كبيراً في تنظيم هذا المؤتمر، الذي يستمرّ الى الخميس 3 منه. ويطرح المؤتمر 5 محاور تتناول مواضيع تاريخية وموضوع العيش المشترك وتلاقي وثيقة الأخوّة الإنسانية مع "لبنان الرسالة" بمشاركة عدد من الباحثين والمفكرين وأهل التخصّص.
التقت "النهار" السفير الخازن في مقابلة عن مجريات هذه الزيارة الرسمية لغالاغر وأهمّية المؤتمر.
أكد الخازن أن "زيارة وزير خارجية الكرسي الرسولي رئيس الأساقفة المونسنيور بول غالاغر هي الأولى، وهي تدخل في سياق الزيارات المتتالية لكبار المسؤولين في الكرسي الرسولي التوّاقين لسماع وجهات نظر مختلفة للواقع اللبناني المأزوم".
وذكر أن "غالاغر سيلتقي بكبار المسؤولين وبعض القيادات الروحية المسيحية والإسلامية وسيطرح معهم مسائل تهمّ الطرفين، بمعنى دعم لبنان "المأزوم" ومساعدته بالوسائل المتاحة الديبلوماسية والإنسانية"، مشيراً الى أن هذا "يعود بدون شك للفاتيكان، الذي له علاقات وازنة مع الدول المعنيّة بالشأن اللبناني، ولا سيّما فرنسا، ودول الاتحاد الأوروبي وأميركا".
وعمّا إن كانت زيارة البابا فرنسيس للبنان مدرجة على جدول أعمال غالاغر قال: "لا، ليست على جدول أعماله. إن زيارة البابا للبنان مطروحة، وفد عبّر شخصياً عن رغبته في المجيء الى لبنان في أكثر من مناسبة".
عن تبريره لزيارة البابا فرنسيس العراق بدلاً من لبنان قال: "زيارة العراق كانت مقرّرة وأُجّلت منذ زمن البابا يوحنا الثاني وارجئت تكرارا بسبب جائحة كورونا".
توقف الخازن عند "أهمّية زيارة غالاغر، التي تأتي في سياق سياسة الفاتيكان الداعمة للبنان في العامين الماضيين، والاهتمام الشخصي الذي أظهره البابا فرنسيس في مناسبات عدّة، للموضوع اللبناني"، مشيراً الى أن "من الدلائل لهذا الاهتمام مواقف البابا فرنسيس الداعمة للبنان في خطاباته الكبيرة ولقائه المسؤولين اللبنانيين وصولاً الى حضوره ليوم كامل اللقاء الجامع غير المسبوق في تاريخ الفاتيكان الذي ضمّ رؤساء الكنائس الكاثوليك، الأرثوذكس والإنجيليين في 1 تموز 2021 وبحثوا في هذا الاجتماع شؤوناً اجتماعية واقتصادية خاصة بلبنان".
وشدّد الخازن على أن "اهتمام الفاتيكان في لبنان متواصل"، مشيراً الى أنه "سبق هذا اللقاء الجامع لرؤساء الكنائس زيارة قام بها أمين سر الفاتيكان الكاردينال بياترو بارولين منتدباً من البابا فرنسيس بعد أيام قليلة من فاجعة انفجار مرفأ بيروت، إضافة الى التزام الفاتيكان بتأمين مساعدات عينية في مجالات عدّة منها في الصحّة، الاستشفاء، التربية، إضافة الى المتابعة الديبلوماسية الخاصة بالوضع اللبناني، الذي بات متحوّلاً بنحو سريع، وهذا ما لا يساعد على التركيز على موضوع محدّد من قبل المجتمع الدولي، وهذا يعني فعلياً أن مفاتيح الحلول ليست كلها في يد الخارج سواء كان من الفاتيكان أو سواه...".
أكد الخازن أن "الفاتيكان هو بشكل أساسي الطرف الخارجي الوحيد الذي يساعد لبنان في المجالات كلها، دون مقابل ودون انتظار أيّ مردود"، مشيراً الى "حرص الكرسي الرسولي على التشديد على لبنان الدولة والمجتمع، وتحديد معاناة الناس اليومية في المعيشة وفي صون العيش المشترك، مع العلم بأن الفاتيكان يلتقي مع مطالب الجهات الدولية للإصلاح ووضع حدّ للهدر والفساد في لبنان".
انتقل الخازن الى موضوع المؤتمر وعنوانه "البابا يوحنا بوس الثاني ولبنان الرسالة"، مذكّراً بأن "هذا الكلام قاله البابا يوحنا بولس الثاني في 7 أيلول 1989 في رسالة وجّهها الى اللبنانيين، ثم استعاد البابا فرنسيس الخط نفسه الذي طرحه سلفه، من خلال الكلمة التي ألقاها في ختام لقائه ورؤساء الكنائس الكاثوليكية، وتحدّث فيها عن لبنان البلد الصغير الكبير، ولبنان مشروع السلام...".
رأى أننا "نحن اللبنانيين من حظنا أن البابا يوحنا بولس الثاني في أهمّيته والذي ترك له رهبة كبيرة الى اليوم في روما، اهتمّ بوطننا وزاره في عام 1997 لإعلان مقرّرات السينودوس الكنسي الوحيد غير المسبوق لبلد واحد"، مشيراً الى "أن علينا كلبنانيين أن نأخذ هذا الكلام على محمل الجدّ لمحاولة إبراز أهميته في هذا الوقت الراهن وكيفية تظهير هذه الرسالة في ما يخصّ العيش المشترك...".
وشدّد على أن "الصيغة الحالية للمؤتمر هي اليوم بالتعاون مع جامعة الروح القدس الكسليك بعد أن كان مقرّراً انعقاده قبل عامين لتكون بداية إطلاقه في روما في حضور المسؤولين اللبنانيين السياسيين والروحيين وإكماله في لبنان، إلا أن جائحة كورونا فرضت علينا تأجيله الى اليوم حيث سيشارك وزير خارجية الكرسي الرسولي رئيس الأساقفة المونسنيور بول غالاغر في جلسة الافتتاح"، آملاً متابعة "موضوع المؤتمر وتوصياته".
وخلص الخازن الى اعتبار أن "موضوع المؤتمر يثير خصوصية الوضع اللبناني في إطار رسالة البابا وميزة العيش المشترك المسيحي والإسلامي على مستوى المجتمع في كل من التربية، الثقافة والحرّيات والإعلام لأنه ليس من بلد آخر ينعم وخصوصاً في محيطنا العربي بحرّية دينية وسياسية وإعلامية رغم المصائب والتحدّيات الكبرى".
لفت الى أن "المؤتمر يتناول تجربة العيش المشترك التي هي غير مصطنعة وليست مفروضة من قبل السلطة خلافاً لأوضاع مشابهة في بلدان أخرى، إضافة الى أن المؤتمر يتناول محاور عدّة منها تلاقي وثيقة الأخوّة الإنسانية "إعلان أبو ظبي" مع "لبنان الرسالة"...
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
فريد الياس الخازن يمنح من البابا فرنسيس وساماً بابوياً
البابا فرنسيس يغرد من أجل لبنان في ذكرى انفجار مرفأ بيروت
أرسل تعليقك