جعجع وجبران باسيل يتأهّبان لـ الحرب بعدما ولّىزمن المصالحة
آخر تحديث GMT18:05:27
 لبنان اليوم -

كسرا "المحظورات" ورفعا لهجة "التحدّي" إلى الحدّ الأقصى

جعجع وجبران باسيل يتأهّبان لـ "الحرب" بعدما ولّى"زمن المصالحة"

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - جعجع وجبران باسيل يتأهّبان لـ "الحرب" بعدما ولّى"زمن المصالحة"

جعجع وجبران باسيل
بيروت - لبنان اليوم

وداعًا "أوعا خيّك". أما المصالحة، التي وُصِفت يومًا بـ "التاريخية"، فقد غسل طرفاها يدهما منها، وأعلنا "البراءة" من كلّ مفاعيلها السياسية والاجتماعية، بل دفناها من دون أسف، لا على "شبابها"، ولا على "ثمارها"...، هي ببساطة الخلاصة التي لا يمكن لمن يطّلع على خطاب رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع الأحد، وردّ "التيار الوطني الحر" غير المسبوق عليه الإثنين، إلا أن يستنتجها، بعدما كسر الطرفان "المحظورات"، ورفعا لهجة "التحدّي" إلى الحدّ الأقصى.

باختصار، دلّ موقفا "القوات" و"التيار" على أنّ زمن "المصالحة"، التي "أفرطا" في التباهي بها منذ إبرامها، وأبقيا على "إيجابيّاتها" حتى بعد نعي "تفاهم معراب"، قد ولّى، بل ثبت "زيفه" من الأساس، بعدما استعادا بيُسْرٍ شديد "أدبيّات" الحرب بكلّ معالمها...

"انتفاضة" جعجع

البداية من خطاب رئيس حزب "القوات" في ذكرى "شهداء المقاومة اللبنانية". لا شكّ أنّ الرجل، الذي اختار "التمرّد" على التسوية السياسيّة، وتحمّل كلّ "العواقب"، أراد "توظيف" الذكرى لإيصال الرسائل للحلفاء والخصوم، ولكن قبل ذلك، لتحقيق الكثير من المكاسب السياسية الآنية، فضلًا عن الشعبويّة التي تنسجم مع إصراره على مطلب الانتخابات المبكرة.

منذ اللحظة الأولى للمهرجان، والكلمة الأولى للخطاب، كان واضحًا أنّ الرجل أراد إنهاء مفاعيل "المهادنة" التي اعتمدها في الآونة الأخيرة، ولو بشكلٍ نسبيّ. اختار تسمية الأمور بأسمائها. استعاد أدبيّات "ثورة الأرز" في بداياتها، ربما لأنّه استشفّ مناخاتٍ مشابهة. ركّز على "حزب الله" وسلاحه، من دون أن يوفّر "العهد" من خطابه، بعدما اختار أن يصبّ جام غضبه على "تفاهم مار مخايل" بين "الوطني الحر" و"حزب الله"، محمّلًا إياه مسؤولية كلّ الخراب والويلات.

حيّد جعجع نفسه عن "قوى السلطة"، ولو كان جزءًا من الحكومات المتعاقبة لسنوات، فتوجّه إلى من أسماهم "أهل السلطة والتآمر والفساد والإهمال"، قائلًا لهم: "باقون حتى التخلّص منكم"، في كلامٍ ترى فيه أوساط "القوات" ملاقاةً لجمهورها، الذي التحق بساحات "الانتفاضة" منذ أيامها الأولى، والذي يقول علنًا أكثر بكثير ممّا قاله جعجع، بعدما تيقّن من أنّ "التطبيع" مع "العهد" لم يعد ذي جدوى.

"إعلان حرب"!

لم ينزل خطاب جعجع بردًا وسلامًا على "التيار". ربما توقّع "القواتيون" ذلك، باعتبار أنّ "التصعيد" كان سمة الخطاب، لكنّ أحدًا لم يكن يتوقّع أن يأتي الردّ عنيفًا لدرجة "إعلان الحرب" الذي استشفّته أوساط "القوات" من بيان "الوطنيّ الحر".

يستغرب المقرّبون من "القوات" اللهجة التي اعتمدها "التيار" في الردّ على "النقد السياسي". يكفي برأيها، استعراض المصطلحات "المُسِمّة" التي تضمّنها البيان، من "الحقد إلى التحريض إلى الوقاحة إلى الافتراءات". بيد أنّ "الأخطر" برأي هؤلاء، تمثّل باستعادة "أدبيّات" الحرب، التي بدا واضحًا أنّ أحدًا لم يطوِ صفحتها، بخلاف كلّ الادّعاءات.

هكذا، أثار البيان مسألة "الطبع الميليشياوي" لجعجع، والذي غلب "قدرته على التطبّع مع السلام". اتهم جعجع بـ "نكء الجراح وإثارة الغرائز" لكنّه لم يقصّر في المقابل، سواء في حديثه عن "ضحايا غدره"، وإشارته إلى أنّ "معظم شهداء المقاومة سقطوا على يديه"، أو في تذكيره بالأحكام الصادرة بحقه باغتيال زعماء وقادة، واعتبار أنّ "مكانه معروف، وهو لا يمكن أن يصل إلى رأس الدولة إلا على أنقاض الوطن".

رغم هذه "الحدّة" في الخطاب، والمفردات "الحربيّة"، يرفض المقرّبون من "التيار" تحميل الأخير مسؤولية "التفريط" بالمصالحة. يقولون إنّ بيان "التيار" لم يكن سوى "ردّة فعل"، وإنّ جعجع هو الذي "افتعل المشكل" بخطابه المناقض للأجواء التسووية. أما "تعفّفه"، فمثيرٌ لـ "الدهشة" برأيهم، بعدما أراد من "تفاهم معراب" تقاسم "المغانم"، وهو ما أدّى أصلًا إلى "طلاقه" مع "العهد"، باعترافه.

هي قصّة "إبريق الزيت". "التيار" و"القوات" يتقاذفان كرة مسؤولية تضييع "إنجاز" المصالحة، ويؤكّد كلٌ منهما أنّه "الأحرص" عليها. لكنّهما في الوقت نفسه، "يستنجدان" بترسّبات الحرب عند كلّ "خلاف"، بما يناقض كلّ أدبيّات المصالحة. وإذا كان البعض قرأ في مواقفهما الأخيرة، "عودة إلى الحرب"، فإنّ آخرين يرون أنّهما لا يزالان يعيشان "أجواء الحرب"، ولم يتخلّيا عنها من الأصل...

قد يهمك ايضا

بيانٌ من "الصرافين" بشأن المبالغ المخصصة لطلّاب الخارج

 

سقوط ثلاثة صواريخ على مطار بغداد الدولي

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جعجع وجبران باسيل يتأهّبان لـ الحرب بعدما ولّىزمن المصالحة جعجع وجبران باسيل يتأهّبان لـ الحرب بعدما ولّىزمن المصالحة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 11:49 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 لبنان اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 14:56 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"واتساب" يُعلن عن ميزة تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
 لبنان اليوم - "واتساب" يُعلن عن ميزة تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 10:23 2022 الثلاثاء ,17 أيار / مايو

توبة يتصدر ترند تويتر بعد عرض الحلقة 26

GMT 15:53 2024 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

بحث جديد يكشف العمر الافتراضي لبطارية "تسلا"

GMT 12:55 2021 الإثنين ,02 آب / أغسطس

وضعية للهاتف قد تدل على خيانة شريك الحياة

GMT 16:06 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

دكتوراه لراني شكرون بدرجة جيد جدا من جامعة الجنان

GMT 15:41 2023 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الهيئة الملكية لمحافظة العلا تدشن رسمياً إذاعة "العلا FM"

GMT 19:58 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

كارينيو يتخطى الانتقادات ويحصل على لقب الأفضل

GMT 17:21 2018 الإثنين ,31 كانون الأول / ديسمبر

انتهاء تصوير فيلم "دفع رباعي" استعدادًا لعرضه منتصف العام

GMT 03:27 2019 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

سمية الخشاب بلوك مميز في أحدث جلسة تصوير

GMT 14:28 2020 الثلاثاء ,18 شباط / فبراير

أوجعتنا الحرب يا صديقي !

GMT 18:26 2021 الأربعاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الحكم بسجن لوكاس هيرنانديز 6 أشهر بسبب "ضرب" زوجته
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon