حضّ الرئيس الأميركي جو بايدن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مكالمة هاتفية الأربعاء على التوصل لوقف لإطلاق النار مع حركة حماس في غزة، وفق ما أعلن البيت الأبيض مع تعثر محادثات الهدنة.
وجاء في بيان للرئاسة الأميركية أن "الرئيس شدد على الضرورة الملحة لإنجاز اتفاق وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن وناقش المحادثات المرتقبة في القاهرة لإزالة أي عقبات متبقية"، حسب فرانس برس.
ووصفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" المكالمة بين بايدن ونتنياهو بأنها كانت صعبة.
وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية أن نتنياهو أصر خلال مكالمته مع بايدن على تواجد الجيش الإسرائيلي في محور فيلادلفيا (صلاح الدين) بين قطاع غزة ومصر.
كما أضافت أن "لا قمة بالقاهرة ولا اتفاق إذا أصرت إسرائيل على التواجد بفيلادلفيا".
فيما أردفت أن "الموقف الأميركي لم يكن صارماً بما فيه الكفاية".
ولفتت إلى أن "فرص التوصل لاتفاق (في غزة) ضئيلة للغاية".
"الوقت داهم"
يشار إلى أنه في ختام جولة شرق أوسطية هي التاسعة له في منطقة الشرق الأوسط، سعى خلالها إلى إقناع كل من إسرائيل وحماس بالموافقة على "خطة تسوية" طرحتها واشنطن لوقف النار في قطاع غزة، حذر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن من أن "الوقت داهم".
وفي تصريح أدلى به على مدرج مطار الدوحة قبيل مغادرته، مساء الثلاثاء، عائداً إلى واشنطن، جدّد بلينكن دعوته حماس للموافقة على "خطة التسوية" الجديدة التي طرحتها بلاده لوقف إطلاق النار في غزة والتي أعلن سابقاً أن إسرائيل وافقت عليها.
فيما اعتبر مسؤولون أميركيون أن الاقتراح الذي قدمه الوسطاء يعالج الفجوات بطريقة تسمح بتنفيذ الاتفاق سريعاً.
إلا أن تصريحات وتعليقات الجانب الإسرائيلي، لاسيما نتنياهو، وحماس لم تكن مبشرة. و ما يشي بأن الاتفاق الرامي إلى إنهاء القتال في القطاع الفلسطيني المدمر على وشك الانهيار، فيما لا يوجد اتفاق بديل واضح يمكن طرحه في الوقت الحالي، وفقاً لما أوضح مسؤولون أميركيون وإسرائيليون.
و اعتبر هؤلاء المسؤولين أن الاقتراح الحالي الذي تمت مناقشته من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل ومصر وقطر على مدار عدة أسابيع في يوليو الماضي، هو الأقوى حتى الآن، لأنه يتضمن شروطاً مصممة خصيصاً لتلبية مطالب كل من حماس وإسرائيل، حسب صحيفة "بوليتيكو".
غير أنهم لفتوا إلى وجود مخاوف عميقة لدى الإدارة الأميركية وبشكل متزايد من احتمال تعثر هذا الاقتراح كما حدث مع المقترحات السابقة، مع استمرار الخلافات بين حماس وإسرائيل، وعدم وجود سبيل واضح لإنهاء القتال.
وهذا تقييم أكثر خطورة بكثير مما قدمه المسؤولون الأميركيون علناً، لاسيما أنهم أعلنوا مراراً وتكراراً في الأيام الماضية أنهم باتوا أقرب من أي وقت مضى إلى إقناع الجانبين بالمضي في اتفاق وقف النار وإطلاق سراح الأسرى.
و تأتي تلك الأجواء فيما يتوقع أن يعود المفاوضون، بمن فيهم كبير مستشاري البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك، إلى القاهرة هذا الأسبوع لمحاولة التوصل إلى توافق حول تفاصيل الصفقة.
أما إذا لم يتمكنوا من إقناع حماس ونتنياهو، فقد لا تكون أمامهم خيارات، ما يزيد من فرص توسع الصراع، وإمكانية حدوث مواجهة مباشرة بين إسرائيل وطهران.
"مواجهة شاملة"
وفي السياق، قال أحد المسؤولين المطلعين على موقف إسرائيل في المفاوضات الجارية: "لا نعرف ما إذا كان زعيم حماس يحيى السنوار يريد هذه الصفقة، لكن إذا لم نتوصل إلى اتفاق، فهناك احتمال أن تهاجم إيران ما قد يؤدي إلى مواجهة شاملة".
وكان نتنياهو قد أكد الثلاثاء أن إسرائيل لن تتخلى عن السيطرة على معبر رفح الحدودي مع مصر ومحور فيلادلفيا (صلاح الدين) فضلاً عن نيتساريم الذي يقسم غزة شمالاً وجنوباً، بعد أن أعلن بلينكن سابقاً أن تل أبيب وافقت على المقترح الأميركي المعدل.
بينما رأى مسؤول أميركي كبير رافق بلينكن في جولته بالشرق الأوسط، أن "تصريحات نتنياهو المتشددة هذه ليست بناءة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار"، وفق فرانس برس.
أما حماس فاعتبرت أن الإدارة الأميركية خضعت للشروط الإسرائيلية، مؤكدة في بيان أن المقترح المطروح حالياً مختلف تماماً عما عرض عليها في الثاني من يوليو الماضي، ومغاير للخطة التي طرحها بايدن أواخر مايو الماضي وأيدها مجلس الأمن الدولي.
يذكر أنه إلى جانب مسألة السيطرة على تلك المعابر والمحاور، تتمسك إسرائيل بفرض رقابة وعمليات تفتيش على عودة النازحين من جنوب القطاع إلى شماله، فضلاً عن وضعها فيتو على عدد من أسماء الأسرى الذين تطالب حماس بإطلاق سراحهم.
فيما ترفض الحركة الفلسطينية تلك الشروط، وتتشبث بمطلب الانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة، ووقف النار الدائم.
أجرى الرئيس الأميركي جو بايدن اتصالا هاتفيا برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأربعاء، تناول مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحركة حماس، وفق ما أفاد البيت الأبيض.
وقال البيت الأبيض في بيان مقتضب إن الاتصال الذي انضمت إليه نائبة الرئيس كامالا هاريس ناقش "وقف إطلاق النار وصفقة الإفراج عن الرهائن والجهود الدبلوماسية لاحتواء التوترات الإقليمية".
وكان مسؤول أمريكي قال إن الرئيس جو بايدن سيتحدث مع نتنياهو فيما يتعلق بسبل استمرار المفاوضات الرامية لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الرهائن.
وقال إنه من المتوقع أن يضغط بايدن على نتنياهو لتخفيف مطلب جديد يسمح بالاحتفاظ بقوات إسرائيلية على طول الحدود بين مصر وقطاع غزة.
وتأتي المكالمة بعد زيارة سريعة لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى الشرق الأوسط انتهت أمس الثلاثاء، دون التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحركة حماس.
ويعلق بلينكن والوسطاء من مصر وقطر آمالهم على مقترح أمريكي لسد الفجوات بين الجانبين في حرب غزة المتواصلة منذ 10 أشهر.
وفي محادثات وقف القتال في قطاع غزة المستمر منذ 10 أشهر تريد حماس انسحابا إسرائيليا كاملا من القطاع بما في ذلك ممر فيلادلفيا على طول الحدود الجنوبية لغزةمع مصر.
وتريد إسرائيل الاحتفاظ بالسيطرة على الممر، الذي استولت عليه في أواخر مايو، بعد تدمير عشرات الأنفاق تحته والتي تقول إنها كانت تستخدم لتهريب الأسلحة إلى الجماعات المسلحة في غزة.
ذكر موقع "أكسيوس" الإخباري الأميركي، أنه من المتوقع أن يتحدث الرئيس الأميركي جو بايدن مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأربعاء، لحثه على إظهار المزيد من المرونة بشأن الحدود بين مصر وغزة، في محادثات وقف إطلاق النار.
وقال الموقع نقلا عن مصدر لم يكشف عنه، إن بايدن يريد أن يخفف نتنياهو موقف إسرائيل في هذا الشأن.
وتريد حركة حماس في محادثات وقف الحرب المستمرة في قطاع غزة منذ 10 أشهر، انسحابا إسرائيليا كاملا من القطاع، بما في ذلك محور فيلادلفيا البالغ طوله 14.5 كيلومتر على طول الحدود الجنوبية لغزة مع مصر.
وفي المقابل، تريد إسرائيل الاحتفاظ بالسيطرة على الممر، الذي استولت عليه في أواخر مايو الماضي.
وقالت إسرائيل إنها دمرت عشرات الأنفاق تحت محور فيلادلفيا، مشيرة إلى أنها كانت تستخدم لتهريب الأسلحة إلى الجماعات المسلحة في غزة.
ويرى المفاوضون الإسرائيليون والمسؤولون الأميركيون أن مطلب نتنياهو بشأن استمرار السيطرة على المحور، تحول إلى عقبة كبيرة أمام التوصل إلى اتفاق محتمل.
وكان مسؤولون إسرائيليون ومصريون وأميركيون التقوا في القاهرة يومي الأحد والإثنين، لمناقشة وضع ممر فيلادلفيا.
وقال المسؤولون الإسرائيليون إنه "بناء على أوامر نتنياهو، قدم الجانب الإسرائيلي خريطة أظهرت أن إسرائيل قلصت بعض قواتها، لكنها لا تزال تنشرها على طول المحور".
وحسب "أكسيوس"، رفض المصريون هذه الخريطة التي تبقي على قوات إسرائيلية داخل غزة وقرب الحدود مع مصر، كما أخبرت الولايات المتحدة إسرائيل أن خطتها غير قابلة للتنفيذ.
وقال نتنياهو إنه أبلغ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الإثنين، أنه يطالب بأن يظل الجيش الإسرائيلي مسيطرا على ممر فيلادلفيا بالكامل، كما أخبر عائلات الرهائن المحتجزين لدى حماس في غزة أنه ربما أقنع بلينكن بالموافقة.
ورد مسؤولون في وزارة الخارجية قائلين إن بلينكن لم يقتنع، وأكدوا أن الولايات المتحدة لا تتفق مع نتنياهو في هذا الأمر.
ووفق "أكسيوس"، اعتبر مسؤول أميركي في حديثه للصحفيين الثلاثاء، أن "تصريحات نتنياهو المتطرفة ليست بناءة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وتخاطر بالقدرة على المضي قدما نحو الاتفاق".
والثلاثاء قال بلينكن في الدوحة قبل مغادرة المنطقة، إن "الولايات المتحدة تعارض أي احتلال إسرائيلي طويل الأمد لأي جزء من قطاع غزة".
وذكر الموقع أن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت ورؤساء الأجهزة الأمنية الإسرائيلية توصلوا إلى أنهم قادرون على تخفيف خطر سحب القوات من ممر فيلادلفيا.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن غالانت والمفاوضين أبلغوا نتنياهو يوم الأحد، أن تأخير أي اتفاق حتى يتم تلبية مطلبه الجديد بشأن ممر فيلادلفيا قد يعرض الرهائن الذين ما زالوا في غزة للخطر، كما يزيد من احتمالات الحرب الإقليمية.
والأربعاء زار غالانت قوات الجيش الإسرائيلي في ممر فيلادلفيا، وأكد القضاء على لواء رفح التابع لحماس.
قد يُهمك ايضـــــًا :
أرسل تعليقك