بيروت ـ أحمد الحاج
بعد هول الانفجار المروع الذي وقع مساء الجمعة، داخل مسجد بن كعب التابع لحركة "حماس" في الطابق السفلي الذي يضم أسلحة وذخائر في مخيم برج الشمالي للاجئين الفلسطينيين، جنوب لبنان استفاق اهالي المخيم على الاضرار التي خلفها في المباني والمحال والسيارات.
أوضحت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" حقيقة سبب الانفجار في بيان لها إنه "بعد الوقوف على ملابسات الحادث، والاستماع لشهود العيان ومَن كانوا يوجدون بالقرب من الحادث، تبيّن لنا أنه ناتج عن تماس كهربائي في مخزن يحوي كمية من أسطوانات الأوكسجين والغاز المخصصة لمرضى الكورونا، وكمية من المنظّفات والمطهّرات والمواد الأولية المخصّصة لمكافحة وباء كورونا".
وأكدت حماس أن هذه كانت مخصّصة للتوزيع ضمن الجهود الإغاثية.
ولفتت إلى أن النيران ألحقت الضرر ببعض الممتلكات، وكانت الخسائر محدودة.
وعبرت حماس عن ألمها لهذا الحادث، موجهة التحية لـ"حالة الوعي والمسؤولية التي أظهرها المجتمع الفلسطيني في لبنان بتضامنه وتلاحمه".
كما حيت صمود وشهامة أهلنا في مخيم البرج الشمالي، وتكبر فيهم حسّ المسؤولية، وحسن التصرّف في التعامل مع الحدث، هذا المخيم الصامد الذي قاوم الاحتلال الإسرائيلي، ومتمسّك بحق العودة إلى فلسطين.
واستنكرت حركة حماس حملة التضليل الإعلامي، ونشر الأخبار الكاذبة التي رافقت الحدث.
وأكدت أن ما جرى نشره من أخبار عن أسباب الحادث، ومقتل عشرات القتلى، ما هو إلا أخبار مفبركة لا أساس لها من الصحة.
كما أكدت حماس أنه لا صلة للحركة بأي بيان صدر عن الحادث.
وشكرت جميع المؤسسات الصحية والإسعاف والدفاع المدني التي سارعت إلى التعامل مع الحريق.
كما عبرت عن تقديرها عاليًا للجهود الطيبة التي بذلها المجتمع اللبناني المجاور، والتسهيلات التي قدموها للتعامل مع الحدث.
وأشارت "الوكالة الوطنية للاعلام" السبت، أن انفجار مخزن الذخيرة التابع لاحد التنظيمات المسلحة في مخيم البرج الشمالي الذي يقع في محاذاة مسجد ابي بن كعب، أدى الى مقتل أحد العناصر وإصابة أكثر من عشرة اشخاص بحالات اختناق جراء استنشاق الدخان، إضافة الى جرح عنصرين من رجال الاطفاء في الدفاع المدني وكشافة الرسالة الاسلامية في حركة "امل".
ورأى "تجمع العلماء المسلمين"، في بيان السبت، تعليقا على انفجار مخيم البرج الشمالي، أن "الحوادث الكارثية الناتجة من أخطاء بشرية، من الطبيعي أن تحصل، ومن الطبيعي أن يبادر الناس للسؤال عن الأسباب التي أدت لهذه الكوارث، لكن من غير الطبيعي والمشبوه أن تبادر وسائل إعلامية معروفة بتوجهاتها السياسية وخلفياتها المخابراتية، لإعلان أسباب الكارثة حتى قبل وصول آليات الدفاع المدني والإسعاف إلى مكان الحادث".
وقال: "فجعنا أمس بالحادث المأسوي في مخيم البرج الشمالي، والذي تبين أنه ناتج من وجود أسطوانات غاز ووسائل تعقيم مرتبطة بمواجهة جائحة كورونا، ولكن الفاجعة الأكبر كانت باستغلال هذه الحادثة المأسوية للتصويب على حركة حماس، التي تمتلك هذا المستودع لتعلن أنه مخزن ذخيرة انفجر. ونحن هنا إذ نتوجه لوسائل الإعلام الحريصة على الحقيقة أن تتبين أسباب الحادثة وتنتظر نتائج التحقيقات وعدم الانسياق وراء الأجواء التي روجت لها الوسائل المشبوهة".
وتمنى لأهالي الجرحى الشفاء العاجل، ودعا "الاخوة في حركة حماس إلى الاستمرار في كفاحها وجهادها لرفع الظلم عن الشعب الفلسطيني في المخيمات، الذي ترك لوحده ويتعرض يوميا لأقصى الضغوط لفرض الهجرة عليه، في حين أن المطلوب هو دعم صموده حتى يعود لوطنه منتصرا".
وشدد على "تأييد قرار وزير العمل مصطفى بيرم بالسماح للاجئين الفلسطينيين بالقيام ببعض الأعمال التي تساعدهم في الصمود في مخيماتهم ولا تؤثر على العامل اللبناني".
كما دعا رئيس "الإتحاد العالمي لعلماء المقاومة" الشيخ ماهر حمود، في بيان اليوم عن انفجار برج الشمالي، الجهات المسؤولة إلى أن "تتحرى الحقيقة قبل إصدار المواقف والتعامل مع سلاح المقاومة، في حال وجد، في أي مكان كشأن مقدس، وليس كمرتكب مشبوه نتربص أخطاءه لنبحث عن إدانة مفترضة له".
وقال: "تنفيذا للتعليمات الأميركية - الصهيونية، يقوم دائما بعض الأطراف اللبنانيين المرتبطين، باستغلال أي حادث لتشويه المقاومة بكل فصائلها، ولاحظنا ردات الفعل السريعة الصادرة عن جهات سياسية وإعلامية، أكثرها مشبوه، وسارعوا جميعا إلى إدانة سلاح المقاومة قبل التحقق من حقيقة الأمر".
ولفت إلى أن "الأحداث المتلاحقة ستكشف تباعا المتربصين شرا بالمقاومة، وتكشف نواياهم المبيتة".
قد يهمك ايضاً
أرسل تعليقك