موسكو ـ حسن عمارة
أخلت روسيا، اليوم الاثنين، أجزاء من منطقة حدودية ثانية مجاورة لأوكرانيا وسط زيادة حادة في النشاط العسكري الأوكراني قرب الحدود، بعد أيام فقط من أكبر توغل لها في الأراضي الروسية منذ بداية الحرب في 2022.
واقتحمت القوات الأوكرانية الحدود الروسية في وقت مبكر من يوم الثلاثاء واجتاحت بعض الأجزاء الغربية من منطقة كورسك الروسية، في هجوم مفاجئ من المحتمل أنه يهدف إلى تعزيز موقف كييف في محادثات وقف إطلاق النار المحتمل عقدها بعد الانتخابات الأميركية.
وبدا أن روسيا قد باغتها الأمر، لكنها تمكنت، بحلول أمس الأحد، في إعادة الاستقرار للجبهة في منطقة كورسك.
وقال مدونون روس يكتبون عن الحرب إن أوكرانيا تمكنت رغم ذلك من استقطاع جزء صغير من الأراضي الروسية حيث تستمر المعارك اليوم الاثنين.
وقال فياتشيسلاف غلادكوف، حاكم منطقة بيلغورود المجاورة إلى الجنوب من كورسك اليوم الاثنين، إن السلطات الروسية بدأت بإخلاء أجزاء من المنطقة بسبب "نشاط العدو على الحدود" الذي يشكل "تهديدا".
وفرضت السلطات الروسية نظاما أمنيا شاملا في مناطق كورسك وبريانسك وبيلغورود الحدودية، في حين أرسلت بيلاروسيا، الحليف القوي لموسكو، مزيدا من القوات إلى حدودها مع أوكرانيا متهمة كييف بانتهاك مجالها الجوي بطائرات مسيرة.
وتهدف أوكرانيا من الهجمات الجريئة على الأراضي الروسية السيادية إلى أن تظهر لمؤيديها الغربيين أن كييف لا تزال قادرة على حشد عمليات عسكرية كبرى بينما تحاول كسب ورقة مساومة قبل محادثات وقف إطلاق النار المحتملة.
وفي سياق متصل قالت مديرة الاتصالات في محطة الطاقة النووية في زابوريجيا، يفغينيا ياشينا، اليوم الإثنين، أن برج التبريد بمحطة زابوريجيا للطاقة النووية، احترق من الداخل؛ وسيتم تحديد مدة الإصلاح بعد تقييم الأضرار.
وفي وقت سابق، ذكرت شركة "روساتوم" الحكومية الروسية أن برج التبريد في محطة زابوريجيا للطاقة النووية تعرض لأضرار جسيمة، نتيجة ضربتين مباشرتين بطائرات مسيرة هجومية تابعة للقوات الأوكرانية.
وأضافت الشركة أنه تم إخماد الحريق، وسيجري المختصون تقييما بشأن خطر انهيار الهيكل.
ووصفت "روساتوم" الهجوم، الذي شنته القوات الأوكرانية على منشأة أنظمة التبريد بمحطة زابوريجيا ، بأنه عمل من أعمال "الإرهاب النووي".
من ناحيته، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، إنه لا توجد تهديدات للسلامة النووية لمحطة زابوريجيا للطاقة النووية؛ وفي وصف الأضرار، التي لحقت ببرج التبريد بالمحطة.
ولم يذكر غروسي الجهة المسؤولة عن ضربات الطائرات المسيرة على المحطة.
المسؤول الذي عيّنته روسيا في منطقة زابوريجيا أعلن، في وقت سابق اليوم الاثنين، أنه تم إخماد الحريق الذي اندلع، مساء الأحد، في محطة زابوريجيا للطاقة النووية.
وقال فلاديمير روغوف إنّ "الحريق الذي اندلع في برج التبريد في محطّة زابوريجيا للطاقة النوويّة بعد هجوم للقوّات الأوكرانيّة قد أخمِد بالكامل".
وكانت روسيا وأوكرانيا تبادلتا الاتهامات بإشعال حريق في محطة زابوريجيا النووية، وحثت أوكرانيا السكان على التحلي بالهدوء ولم تبلغ عن أي دلالة على ارتفاع مستوى الإشعاع، بحسب رويترز.
وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة والتي لها وجود في المنشأة الضخمة المكونة من 6 مفاعلات إن خبراءها شاهدوا دخانا كثيفا يتصاعد من المنطقة الشمالية للمحطة التي تسيطر عليها روسيا بعد عدة انفجارات.
واتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي روسيا بإشعال حريق قال إنه أمكن رؤيته من مدينة نيكوبول الخاضعة لسيطرة كييف والتي تطل على المحطة.
في الوقت نفسه اتهم يفغيني باليتسكي المسؤول الذي عينته روسيا في منطقة زابوريجيا المحتلة، قوات كييف بالتسبب في الحريق من خلال قصف مدينة إنيرهودار القريبة التي استولت عليها روسيا في فبراير 2022 مثلما حدث مع محطة زابوريجيا.
قد يٌهمك ايضـــــًا :
أرسل تعليقك