رام الله - وليد ابوسرحان
اكدت مصادر اسرائيلية الثلاثاء بان "هناك قرارا فلسطينيا رسميا بمنع اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة في ظل تواصل الاعتداءات الاسرائيلية على الفلسطينيين واستمرار البناء الاستيطاني"، مشيرة الى ان "مردَّ القرار بمنع اندلاع انتفاضة جديدة هو خشية القيادة الفلسطينية من اقدام اسرائيل على استغلالها للقضاء على
السلطة الوطنية وانهاء كل مقوماتها".
وقالت صحيفة معاريف العبرية صباح اليوم الثلاثاء ان "السلطة الفلسطينية تمنع اشعال الانتفاضة الثالثة بقرار من الرئيس الفلسطيني محمود عباس للاجهزة الامنية الفلسطينية بمنع الانتفاضة ومتابعة اي اعمال على الارض".
واشارت الصحيفة الى ان "قرار ابو مازن بتهدئة الامور وعدم الذهاب الى انتفاضة ثالثة، مرده ان اسرائيل ستستهدف السلطة الفلسطينية وتحاول انهاءها ومهاجمتها"، مشيرة الى ان "القيادة الفلسطينية تدرك مدى تطرف ويمنية الحكومة الحالية التي تعتبر السلطة عدوا لها لانها تحاول احراجها على الصعيد الدولي" .
ولفتت الصحيفة الى ان "السلطة منعت مسيرات وفعاليات احتجاجية تقود الى مواجهة مع الجيش الاسرائيلي حتى لا يتم تدهور الاوضاع الامر الذي سينعكس سلبا على الساحة الفلسطينية عموما والسلطة الفلسطينية خصوصا".
واوضحت "معاريف" ان "كل ما جرى ويجري من احداث ما هو الى محاولات فردية سواء عمليات القاء الحجارة او المولوتوف، مع التاكيد على ان حماس تحاول استثمار هذه الاحداث والضغط عبر وسائل اعلامها لاظهارها على انها مقدمات للانتفاضة الثالثة التي تخطط لها حماس" .
واشارت الصحيفة الى ان "المسؤولين الفلسطينين يعتقدون ان هناك محاولات لجر الضفة الغربية الى حالة من الفوضى كون هذه الحالة ستخدم جهات مختلفة منها "حماس" التي تريد نقل ازمتها وتوريدها الى الضفة الغربية بعد تشديد الحصار واغلاق المعابر والانفاق من مصر" .
ويرى المسؤولون الفلسطينيون ان من مصلحة اسرائيل وحكومة اليمين فيها بتدهور الاوضاع بالضفة واظهار عجز السلطة للتملص من الضغوط الدولية، خصوصا بعد استطاعة السلطة احراج اسرائيل في اكثر من محفل دولي مما دفع الحكومة الاسرائيلية واقطابها الى اعتبار ان السلطة نظام معادي لاسرائيل بشكل ناعم لكنه يؤثر سلبا فيها ويجب محاربتها بكل قوة دون الظهور على انها هي من يحارب السلطة ورئيسها".
وبحسب الصحيفة فان "هناك عاملاً مهماً يساعد السلطة الفلسطينية، الا وهو ان الغالبية من المواطنيين الفلسطينيين لا يرون في انتفاضة ثالثة مصلحة فلسطينية في ظل الظروف الصعبة اقتصاديا وسياسيا التي يعايشونها مما اعطى قدرة للاجهزة الامنية الفلسطينية حتى الان للسيطرة على مجريات الامور" .
كما ادعت "معاريف" بوجود خلافات حتى داخل القيادة الفلسطينية نفسها فهناك من يرى بضرورة وقف المفاوضات وقطع العلاقات نهائيا مع اسرائيل على خلفية الاستيطان، فيما يرى اخرون ان استمرار المفاوضات والتنسيق مع اسرائيل يعطي قدرة للقيادة الفلسطينية على الاستمرار بالمناورة على الساحة الدولية رغم الضغوط الداخلية.
أرسل تعليقك