تأثرت السياحة المصرية كثيرًا في الفترة التي أعقبت ثورة 25 يناير/ كانون الثاني، وحتى العام قبل الماضي، الذي بدأت تتعافى فيه السياحة مجددًا، إلى أن وقع حادث سقوط الطائرة الروسية بالقرب من شرم الشيخ، وما تبعه من قرارات لعدة دول بوقف رحلاتها إلى مصر، وأهمها بريطانيا وروسيا.
وتأثرت قطاعات عدة تعمل في المجال السياحي، بأزمة تراجع السياحة المصرية، والتي أثّرت على أوضاعهم بالسلب، مؤكدين أن عودة الطيران الروسي مجددًا سيكون بمثابة بصيص أمل في المرحلة المقبلة، وقال كريستوفر ليند المدير التنفيذي لشركة "كوليرز إنترناشونال" المتخصصة بأبحاث الفنادق، إن نسبة الإشغالات في الفنادق المصرية سترتفع بصورة مطردة خلال السنوات الخمس المقبلة مع تعافي القطاع السياحي، وفق ما ذكرته صحيفة ديلي نيوز إيجيبت. وتتوقع الشركة أن ترتفع نسبة الإشغالات في فنادق القاهرة إلى 69% والغردقة بنحو 61% وشرم الشيخ بنسبة تبلغ 51% والإسكندرية بـ 71%.
وجاء ذلك في الوقت الذي قال فيه عدد من منظمي الرحلات في ألمانيا إن مصر تأتي كواحدة من أهم المقاصد للسياح الألمان خلال 2018، وفقًا لما ذكره موقع "FVW". وتصدر السياح الألمان لائحة السياحة الوافدة إلى مصر في 2017 مع وصول 1.23 مليون سائح إلى البلاد خلال العام الماضي، وقال حسن النحلة، نقيب المرشدين السياحيين لـ"مصر اليوم" إن القطاع السياحي في مصر عانى خلال الـ7 سنوات الماضية، مرجعًا ذلك إلى الأحداث السياسية وقتها، لافتًا إلى أن القطاع حاليًا يبدأ في التعافي خطوة خطوة، حتى يصل إلى ما كان عليه قبل ثورة يناير/ كانون الثاني، 2011، مؤكدًا أن الإدارة العليا في البلاد تسعى بكل طاقتها إلى إعادة القطاع السياحي بشكل كبير لأنه يعد من المصادر الأساسية للدخل القومي.
وأضاف أن المرشدين السياحيين تأثروا كثيرًا بأوضاع السياحة التي تردت أحوالها خلال الأعوام الماضية، فمنهم من أخرج أبنائه من المدارس الدولية واللغات إلى مدارس حكومية، ومنهم من طلَّق زوجته بسبب ظروفه الصعبة، ومنهم من عمل في أي مهنة أخرى لقضاء حاجة أسرته. وتابع: بعد صبر 6 سنوات بدأنا نشعر ببعض التغييرات الإيجابية في سوق السياحة العالمي، فالإرادة السياسية المصرية تدير هذا الملف بذكاء شديد، فمثلًا عندما تجد الآن الولايات المتحدة الأميركية تحذِّر رعاياها من الذهاب إلى أوروبا لقضاء رحلات الكريسماس وتحذر من الذهاب لتركيا وتدعوهم للذهاب لمصر لقضاء الكريسماس هذا يدل على تغييرات جذرية في هذا الملف، وأيضًا يؤكد أن مصر مازالت دولة الأمن والأمان ونجد، أيضًا منظمة السياحة العالمية تناشد بريطانيا برفع الحظر عن السفر لشرم الشيخ، إذن هناك توالي للتصريحات الإيجابية لعودة النشاط السياحى إلى مصر على عكس ما كانت عليه الصورة منذ 6 أشهر مضت، وأتوقع أن تعلن كثير من الدول في الفترة المقبلة أن مصر آمنة وتدعو رعاياها للذهاب إليها ونحن نتفاءل بالمرحلة المقبلة.
وقال فيما يتعلق بأثر ارتفاع سعر الدولار على السياحة المصرية: السائح يدفع بالدولار، عندما يصبح الدولار الآن يساوي 20 جنيهًا مصريًا إذن القيمة الشرعية للدولار في مصر أصبحت أكبر بكثير، فعلى سبيل المثال الرحلة التي كانت تباع للسائح بألف دولار أصبحت تكلفتها الفعلية 500 دولار، وذلك سيشجع السائح فالبرنامج السياحي أصبح أقل سعرًا، مما كان عليه، وذلك سيزيد من السياحة الوافدة إلى مصر ويشجع المستثمر الأجنبي داخل مصر لبناء الفنادق والمنتجعات وهذا سيفتح مجالًا للعاملين في هذه الأماكن للتوسع. وقال مودي الشاعر، نائب رئيس غرفة شركات السياحة، إن الحوادث التي وقعت أخيرًا وأبرزها حادث الطائرة الروسية أثّرت بشكل كبير على وضع العمالة المصرية في مجال السياحة، وتسببت في غلق العديد من الفنادق، ولكن الفترة الحالية شهدت استعادة الروح للسياحة المصرية مجددًا، خاصة مع تفعيل الطيران المباشر إلى مطار مرسى علم التي تعتبر أحد المناطق البديعة في مصر، والتي كانت بديلا جيدًا لشرم الشيخ خلال فترة توقف الرحلات الجوية إليها.
وتحدث إلى "العرب اليوم"، بأن شركات الطيران قامت بجهد كبير ساعد في زيادة الحركة السياحية الوافدة إلى المدن السياحية، وخاصة شركة إير كايرو، مع عزوف عدد من الأسواق عن الذهاب إلى تركيا وعلى رأسها السوق الألماني. وأشار إلى أن الأسواق الناشئة مثل أسواق بولندا والتشيك وأوكرانيا وجورجيا وصربيا وكازاخستان كانت تعتبر أسواقًا غير معروفة، لكنها أصبحت من أكثر من الأسواق نشاطًا في مصر، وخاصة في المدن الساحلية، وذلك بعد المنافسة الشديدة بين الشركات.
وأكد رئيس هيئة تنشيط السياحة هشام الدميري، أن عام 2017 شهد زيادة في عدد السياح يصل إلى 55% وزيادة الليالي السياحية لتصل لـ100% بالمقارنة بعام 2016 ووصف عام 2016 بأنه الأسوأ على الإطلاق في السياحة، مشيرًا إلى أن السياحة الثقافية كان لها نصيب الأسد في زيادة الحركة السياحية الوافدة إلى مصر. وكشف الدميري، أنه بصدد وضع خطة شاملة ومحكمة لتطوير جميع أنشطة الهيئة ومكاتبها الخارجية والداخلية، وتشمل تلك الخطة كلا من: حملة ترويجية كبرى تخاطب كل سوق بثقافته واحتياجاته السياحية، واعتماد الحملات الترويجية على الرحلات التعريفية، وحملات العلاقات العامة التي تساعد كثيرًا في تحسين الصورة الذهنية عن مصر واستضافة المشاهير التي تؤثر بشكل كبير على السوشيال ميديا التي أصبحت من أهم الوسائل الترويجية. وأوضح أنه يجري التنسيق مع جميع الجهات المعنية والوزارات المعنية لتطوير جميع المنشآت السياحية، والبنية التحتية لجميع المحافظات السياحية والمقاصد السياحية، قائلا إن السياحة صناعة، لذا يجب علينا إبهار السائح في تقديم الخدمات، ووسائل نقل ممتازة، ومعاملة متميزة من العاملين في السياحة.
وأبدى وكيل لجنة السياحة عمرو صدقي استحسانًا لورود بعض الأنباء الإيجابية عن السياحة المصرية، واستعادتها لنشاطها، مشيرًا في تصريحات إلى "مصر اليوم"، أنه لايجب أن نغرق في تفاؤل كامل، لأن القطاع السياحي لايزال له العديد من المتطلبات العديدة والأساسية، والغائبة بسبب قلة الموارد المالية
وأضاف أنه من "حسن الحظ" أنه لم تستأنف حركة السياحة بالكامل لأن البلاد ليست في حالة جاهزية تامة بعد، موضحًا أن السياحة الروسية التي تتناقل المواقع المصرية حالة تفاؤل كبير بشأنها ويعولون عليها ويعتبرون قرار عودتها انتصارًا، السبب وراء عودتها هو محطة الضبعة النووية، لاستقبال العلماء الروس ومعاونيهم، وليس للسياحة بالمعنى الحرفي
وتابع: روسيا مقبلة على كأس العالم وهوحدث يستغله كل فرد روسي هناك، فلن يتركوا بلادهم وفرص العمل لكي يأتوا ويتنزهوا في مصر، لافتًا إلى أن الوعود الحكومية المعلن عنها لإنقاذ القطاع السياحي لم ينفذ منه 10%، لافتًا إلى أن نواب البرلمان لديهم حزمة من الأفكار التي لن يكلوا من طرحها في انتظار تفعيلها وتنفيذها.
أرسل تعليقك