كييف - جلال ياسين
مع ارتفاع الخسائر الفادحة في باخموت شرق أوكرانيا، عقب أسابيع من المعارك الدامية بين القوات الروسية والأوكرانية، اعترف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بصعوبة الوضع في الخطوط الأمامية من المدينة.وبينما أكد الرئيس على أن الأولوية هناك تأتي للحفاظ على أرواح الجنود، ألمح لإمكانية حدوث انسحاب قريب.وأضاف الأربعاء من العاصمة البولندية، أن قرار الانسحاب سيأتي في حال زادت المعارك تعقيدا.أتت هذه التطورات بينما لا تزال المدينة مربط الفرس بين الطرفين دون معلومات واضحة عما يجري هناك.فعلى الرغم من إعلان مستشار الرئاسة الأوكرانية سيرغي ليشتشنكو أن قوات بلاده لم تعد تسيطر سوى على ثلث المدينة، التي تحولت إلى "مفرمة لحم"، اختارت روسيا السكوت تماماً.وقالت كييف إنها تسيطر على ثلث باخموت، مقابل 65% تسيطر عليها القوات الروسية بعدما تقدمت في الأيام الخمسة الماضية، لا سيما في الشرق.
من جانبه، أكد مؤسس مجموعة "فاغنر" يفغيني بريغوجين قبل ساعات، رفع العلم الروسي فوق مقر إدارة باخموت (أرتيوموفسك)، موضحا أن قواته سيطرت على هذه المدينة "بالمعنى القانوني".إلا أن الجيش الأوكراني عاد وأكد أنه ما زال "مسيطرا" على باخموت.يشار إلى أن باخموت البالغ عدد سكانها قبل الحرب حوالي 70 ألف نسمة، باتت رمزا للمعركة بين الروس والأوكرانيين للسيطرة على منطقة دونباس الصناعية، بفعل طول المعركة الجارية حولها والخسائر الفادحة التي لحقت بالطرفين.
وتقدمت القوات الروسية في الأشهر الأخيرة في شمال المدينة وجنوبها، فقطعت عددا من طرق الإمدادات الأوكرانية وسيطرت على القسم الشرقي منها.
وعلى صعيد أخر أكد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ملتزمان بمواصلة دعم أوكرانيا. وأضاف في مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قبل اجتماع وزراء خارجية حلف الناتو في بروكسل، أن نشر روسيا أسلحة نووية في بيلاروسيا، هو تهديد مباشر للأمن الأوروبي. وتابع أن على الصين واجبا أخلاقيا يحتم عليها المساهمة في إرساء السلام في أوكرانيا، ويتعين عليها الإحجام عن دعم المعتدي، في حرب بدأتها روسيا باجتياح أوكرانيا. وقال: «الصين عليها واجب أخلاقي للمساهمة في إحلال سلام عادل... لا يمكنها أن تنحاز إلى المعتدي».
في 25 مارس (آذار) أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن موسكو ستنشر أسلحة نووية «تكتيكية» على أراضي بيلاروسيا، الدولة الحليفة الواقعة على أبواب الاتحاد الأوروبي، مما أثار قلق كييف والغرب. ووفق بوتين، ثمة عشر طائرات جاهزة لاستخدام هذا النوع من السلاح، وسيتم إنجاز بناء مستودع خاص للأسلحة النووية التكتيكية على أراضي بيلاروسيا بحلول الأول من يوليو (تموز) المقبل. وقد تتسبب الأسلحة النووية المسماة «تكتيكية» في وقوع أضرار جسيمة، لكن نطاق تدميرها محدود أكثر من الأسلحة النووية «الاستراتيجية».
الأسبوع الماضي، قال الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو إنه مستعد لنشر الأسلحة النووية «الاستراتيجية» الروسية على أراضيه، بالإضافة إلى الأسلحة «التكتيكية». ولم يتوان مسؤولون روس مرارا عن إطلاق تهديدات شبه مبطنة باللجوء إلى السلاح النووي في أوكرانيا في حال حصول تصعيد كبير للنزاع.وبدأ جنود بيلاروسيون بالفعل تدريبهم في روسيا على استخدام أسلحة نووية «تكتيكية»، وفق ما أعلنت موسكو ومينسك الثلاثاء. وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو: «تم تسليم منظومة صواريخ تكتيكية طراز (إسكندر - إم) للجيش البيلاروسي. وهي تسمح باستخدام الصواريخ العادية والصواريخ النووية أيضاً»، وأضاف خلال اجتماع «منذ 3 أبريل (نيسان) يتم تدريب طواقم بيلاروسية على استخدامها (...) في مركز تدريب روسي». وذكرت وزارة الدفاع البيلاروسية، من جانبها، في بيان أن «طاقم هذه الوحدات سيدرس بالتفصيل المسائل المتعلقة بمحتوى الذخائر النووية التكتيكية واستخدامها». وأشارت الوزارة إلى أن «الجنود البيلاروسيين سيخضعون لدورة تدريبية كاملة في مركز لتدريب القوات المسلحة الروسية»، من دون أن تحدد مدة هذا التدريب.
وبحث وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا أمس الثلاثاء مع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي تسريع تطبيق خطة الاتحاد لتزويد كييف بالذخيرة لدعمها في مواجهة روسيا. وقال كوليبا عبر حسابه على «تويتر» إنه بحث مع بوريل سبل تعزيز الدعم داخل مرفق السلام الأوروبي.
من ناحيته، أكد بلينكن أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يواصلان العمل على قدم وساق، جنبا إلى جنب مع تحالف عريض من الشركاء في جميع أنحاء العالم، لضمان أن أوكرانيا يمكنها الدفاع عن نفسها والحق في اختيار طريقها الخاصة. وأشاد بلينكن بالإعلان الأوروبي عن تقديم ملياري يورو إضافية من الذخيرة، منوها بالجهود الأوروبية لتقديم المساعدات لأوكرانيا، والتي بلغت نحو 13 مليار دولار، من المساعدات العسكرية حتى الآن، إضافة إلى عشرات المليارات من المساعدات الاقتصادية والإنسانية، والدعم الاستثنائي للاجئين الأوكرانيين. وأكد بلينكن أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يعملان معا بشكل أكبر للدفاع عن الطاقة والأمن الغذائي لملايين الأشخاص حول العالم، الذين تضرروا من حرب الرئيس بوتين في أوكرانيا، للضغط من أجل المساءلة عن الفظائع الروسية، ودعم الجهود الدبلوماسية الهادفة لتحقيق سلام عادل ودائم. كما أكد أن واشنطن وبروكسل تتشاركان القلق نفسه بشأن دعم الصين لروسيا.
وفي وقت سابق، أكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، أنه سيتم الإعلان عن تخصيص مساعدات أميركية مقبلة لأوكرانيا أيضا هذا الأسبوع. وكانت وكالة «رويترز»، قد نشرت الأسبوع الماضي تقريرا، أشار إلى أن حزمة مساعدات عسكرية جديدة بقيمة 2.6 مليار دولار يمكن أن تشمل رادارات للمراقبة الجوية، وصواريخ مضادة للدبابات، وشاحنات وقود سيتم الكشف عنها قريبا، وذلك استعدادا لهجوم الربيع الأوكراني.
قد يهمك ايضا
أرسل تعليقك