تتوقف أوساط مراقبة عند المواقف التي يطلقها رئيس حزب"القوات اللبنانية" سمير جعجع في الآونة الاخيرة والتي يحمل فيها بعنف على الطبقة الحاكمة مشيراً إلى ان لا اصلاح ولا قيامة للبنان مع هذه الطبقة. فهل من خطوات عملية تنوي "القوات" القيام بها لقلب الطاولة وتغيير الواقع؟
عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب وهبة قاطيشا، قال لـ"المركزية": "جعجع يرفع السقف لأن وتيرة الجوع والحاجة الى دولة ارتفعت، وكلما ارتفعت هذه الأمور ترتفع الوتيرة عندنا كقوات".
وهل من خطوات عملية للقوات في المرحلة المقبلة، أكد قاطيشا ان "القوات" طرحت مشاريع إصلاحية تتعلق بكل القضايا الحياتية للكهرباء والاتصالات والصناعة والمرافئ والنفايات والدواء... عملياً هذا ما يمكننا القيام به، لكننا لسنا سلطة تنفيذية كي نقلب الواقع. طرحناها في الحكومات السابقة ولكن لم يؤخذ برأينا، وهي بالتالي تحتاج الى دولة للتنفيذ وإلا لا نتيجة ويبقى في إطار كلام بكلام. ".
أضاف: "نحن كتلة مؤلفة من 15 نائبا ولا نملك الاكثرية ولسنا في الحكومة، انما المنظومة الحاكمة الحالية مستفيدة من الوضع وما زالت تحاول تقاذف التهم، لأنها وصلت الى مرحلة الانتحار وكل جهة تحاول أن تبعد المسؤولية عنها وترميها على الآخرين"، لافتاً إلى "أن هذه المنظومة الحزبية التي استلمت الدولة منذ ثلاثين عاما رأينا إلى أين أوصلتنا. منذ سنة ونصف، قبل الثورة بشهرين، طالبنا بحكومة من الاختصاصيين المستقلين خارج اطار الاحزاب، ونحن ندعمها كأحزاب".
ولفت قاطيشا إلى "أن التغيير يحصل بطريقتين او بالصندوقين، أو صندوق الذخيرة وهذا ما نرفضه وما يجب أن يرفضه كل اللبنانيين، وأما بصندوق الاقتراع، وهذا هو التغيير المطلوب، إنما تحقيقه يحتاج مرحلياً، الى حكومة الانقاذ خارج اطار الاحزاب، وخلاف ذلك، نحن ذاهبون باتجاه الفوضى".
وعن أسباب تأخير الحكومة أجاب: "لا ثقة بين المسؤولين الكبار كي يؤلفوا حكومة، وعندما لا يلتقي المسؤولون مع بعضهم البعض، من رئيس الجمهورية ورئيس المجلس النيابي والرئيس المكلف تشكيل الحكومة، فلا حل. وبدل أن يجمعهم رئيس الجمهورية فهو يعاديهم ويتخاصمون مع بعضهم البعض. فكيف سننقذ الوضع إذا لم يكن هناك اولاً ثقة بين بعضهم، وثانياً ان يسمح لذلك، لا شيء عمليا الا أن تقوم هذه المنظومة المعنية بالفساد والنكد السياسي والتفرقة والتباهي بمن هو الاقوى، كل منهم بتأليف حكومة خارج اطار الاحزاب، قادرة على القيام بعملية انقاذية".
وهل هنالك من اتصالات بين عدد من القوى السياسية لايجاد اطار تحرك سياسي جامع للمرحلة المقبلة، قال: "لا، لأن التحرك الذي قمنا به هو أننا حاولنا القيام بانتخابات مبكرة، وان نستقيل مع نواب الحزب التقدمي الاشتراكي وكتلة المستقبل من المجلس، ونتوجه الى انتخابات مبكرة لإنتاج سلطة جديدة وأن نقلب الأكثرية في اتجاه آخر مختلف، وعندها يحصل الاصلاح، لكن هذا الامر لم يتحقق".
أضاف: "بانتظار الانتخابات النيابية، علينا على الاقل تأليف حكومة، يمكنها ان تدير هذا الانقاذ بانتظار إنتاج سلطة جديدة. هذا هو المسار العملي الوحيد في الوقت الحاضر. لكنهم لا يريدون السير بهذا المسار العملي، وما زالوا ممعنين في الحصص والشعارات الوهمية".
وعن التواصل مع الرئيس المكلف سعد الحريري أوضح قاطيشا "أننا التقيناه ككتلة يوم الاستشارات النيابية واعطيناه رأينا، وقلنا له اننا لا نريد اي منصب وزاري انما نريد منك ان تؤلف حكومة انقاذ من المستقلين، وكن متأكدا أننا سنكون معك رأس حربة وندعمك حتى النهاية. فأجاب بأن هذا هدفه. ولفتنا نظره، بأنه اذا اراد ان يحصل مع اي طرف، فإن كل الآخرين يطالبون بحصص ايضاً".
وعن مسار التحقيق في انفجار المرفأ قال: "الموضوع ما زال في مرحلة التحقيق، ونحن لا نعرف ما هي المكونات التي بين يدي المحقق العدلي القاضي فادي صوان، لذلك لا يمكننا ان نغوص في التفاصيل، ولكن ما نطالب به هو حق الناس الذين تضرروا من الانفجاروالضحايا، ونبهنا ان تحقيقا كهذا، لا يمكن للبنانيين القيام به، لكن الرئيس حسان دياب أكد ان اللبنانيين يمكنهم ذلك، واليوم عند طلب التحقيق معه، تنصّل من الموضوع. لذلك، علينا ان ننتظر كي يكتمل التحقيق لنحكم عليه".
قد يهمك أيضا :
جعجع يؤكّد أنّ محاولة التعويض على باسيل أدى الى تعطيل التشكيل
جعجع يؤكد أن الحريري يحاول منفرداً تحسين نوعية الحكومة
أرسل تعليقك