يهيمن الشأن ألأوكراني على اجتماع وزراء خارجية دول مجموعة السبع الذي يبدأ أعماله الأحد في مدينة كارويزاوا السياحية في وسط اليابان، كذلك ينشغل المجتمعون بالضغط الصيني المتزايد على تايوان وأمور دولية أخرى. يعقد وزراء خارجية دول مجموعة السبع اعتبارًا من الأحد اجتماعا في مدينة كارويزاوا السياحية في وسط اليابان لإجراء مناقشات يهيمن عليها الحرب الروسية على أوكرانيا وقضايا دولية أخرى أبرزها كما يبدو الضغط الصيني المتزايد على تايوان.
و أكدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك أن مجموعة الدول الصناعية الكبرى بالعالم "جي7" تعتزم مواصلة التصدي بحسم لأية اعتداءات روسية في أوكرانيا.
وقالت بيربوك اليوم الأحد: "من المهم حاليا إظهار تصميمنا (للرئيس الروسي فلاديمير) بوتين أنه لن يحقق أهدافه من خلال الاستنزاف والانهاك" وتابعت الوزيرة الألمانية: "بصفتنا مجموعة السبع فإننا أقوياء سويا، لأننا نعلم بدقة تماما ما نعمل لأجله: لأجل نظام عالمي، يكون لسيادة القانون والقانون الدولي الأولوية على قانون البقاء للأقوى".
وأشارت بيربوك إلى أن مجموعة السبع، التي تضم أنظمة ديمقراطية قوية اقتصاديا، عارضت بصفتها "فريق إدارة أزمات يعمل باستمرار"، عدوان روسيا: بمساعدات الشتاء للمواطنين في أوكرانيا، وبفرض عقوبات ضد روسيا وبوضع سقف لأسعار النفط.
وأكدت وزيرة الخارجية الألمانية:"من خلال دعمنا صمدت أوكرانيا في مواجهة حرب الطاقة الروسية وحملة الشتاء... سنصقل التزامانا خلال لقائنا في اليابان".
التصعيد الصيني ضد تايوان
كما يشغل التوترالصيني مع تايوان حيزا كبيرا من اجتماع مجموع السبع، وقبل أيام أجرت الصين مناورات عسكرية حول تايوان شملت محاكاة لهجمات وحصار للجزيرة التي تعتبرها جزءًا لا يتجزأ من أراضيها. وحذرت مجموعة السبع بكين باستمرار من أي محاولة لتغيير الوضع القائم بالقوة فيما يتعلق بتايوان ودق بعض أعضائها ناقوس الخطر في الأيام الأخيرة.
وقالت بيربوك في بكين الجمعة إن أي "تصعيد عسكري في مضيق تايوان سيكون سيناريو كارثيا للعالم بأسره".
وكشف النزاع في أوكرانيا وتفاقم الخلافات الصينية الأميركية أهمية الأمن الاقتصادي والحاجة إلى تنويع سلاسل التوريد في مجال الطاقة وكذلك في مجال أشبه الموصلات.
يأتي ذلك في ظل التطورات بشرق آسيا بعد إطلاق كوريا الشمالية الخميس ما وصفته بأنه "نوع جديد" من الصواريخ البالستية العابرة للقارات (آي سي بي ام) التي تعمل بالوقود الصلب، في إطار تجارب أسلحتها التي تضاعفت في الأشهر الأخيرة.
ويفترض أن يناقش وزراء خارجية الدول السبع أزمات دولية أخرى من استيلاء طالبان على السلطة في أفغانستان إلى الهجمات الأخيرة التي شنها المجلس العسكري في بورما، مرورا بالفضاء وأمن الانترنت والتضليل الإعلامي.
جهود لتحقيق الحياد الكربوني في الطاقة
ومن بين النقاط المهمة أيضا تحديد وزراء البيئة والمناخ في مجموعة السبع هدفا يتمثل بإنهاء أي تلوث بلاستيكي جديد في بلدانهم بحلول 2040، كما ورد في بيان صدر الأحد بعد محادثات في شمال اليابان.
وقال وزراء البيئة والمناخ في الدول الصناعية السبع الكبرى "نحن ملتزمون القضاء على التلوث البلاستيكي مع طموح خفض أي تلوث بلاستيكي إضافي إلى الصفر بحلول 2040".
وكانت ألمانيا وفرنسا وكندا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي قد قطعت تعهدا مماثلا العام الماضي. لكن هذه هي المرة الأولى التي يحدد فيها أعضاء مجموعة السبع التي تضم أيضا اليابان والولايات المتحدة وإيطاليا - موعدا هو 2040.
وفي مؤتمر صحافي بعد المحادثات التي استمرت يومين في مدينة سابورو اليابانية، أشادت وزيرة البيئة الألمانية شتيفي ليمكي بتعهد الكتلة الجديد بشأن التلوث البلاستيكي، ووصفته بأنه "هدف طموح".
وقال البيان إن التخلص التدريجي سيتحقق من خلال "تشجيع استهلاك وإنتاج مستدامين للبلاستيك، وتعزيز إدراجه في الاقتصاد والإدارة السليمة بيئيا للنفايات". وتضاعفت النفايات البلاستيكية في العالم خلال 20 عامًا.
وتعهد وزراء الطاقة والمناخ والبيئة في مجموعة السبع الأحد بالتخلص تدريجيا من الوقود الأحفوري وحثوا الدول الأخرى على فعل الشيء نفسه، لكنهم لم يحددوا أي مواعيد نهائية جديدة للتخلي عن مصادر الطاقة المسببة للتلوث مثل الفحم.
وكانت دول المجموعة تعهدت العام الماضي بالتخلي عن الوقود الأحفوري في الجزء الأكبر من قطاع الكهرباء بحلول 2035. وقد أكدت هذا الهدف الأحد. وفي مؤشر إلى مفاوضاتها الصعبة، لم تتمكن المجموعة من التوصل إلى موعد محدد للتخلي عن الفحم في توليد الكرباء، بينما اقترحت بريطانيا تدعمها فرنسا مهلة تنتهي في 2030.
ويعقد الاجتماع الوزاري وسط إجراءات آنية مشددة بعد إلقاء عبوة ناسفة خلال تجمع انتخابي كان يحضره رئيس الوزراء فوميو كيشيدا السبت. ويفترض أن يمهد اجتماع وزراء الخارجية لقمة رؤساء دول مجموعة السبع التي من المقرر عقدها في مايو في هيروشيما.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك