بيروت-لبنان اليوم
يملك الفنان مارون جرجس رزق ريشة تهز القلوب إذ جسد ضمن إطار لوحته التي رسم فيها المرفأ ركامًا بعد هول العصف، أصبح للماء مرايا أخرى في شتات الروح، فقد طوى الظل في الصمت المهيب، فظهر القمح اللاهب الذي ضجّ شغفًا للإنبات، منعتقًا من أسوار الدمار، لينعم بما فاته من شوق الرغيف للنار، فرشاة جالت في الظلمات ذات انفجار، فأشرقت من عمق المأساة، راسمة على وجنة الذل #لوحة نقاء حزين ومحنة بقاء.
تمادى الرماد لهيبًا وألوانًا، فخرج دهشةً للناظر، حين تهاوت سماوات حزينة من فضاء الرسم على كتف الإهراء المفجوع.
أهي يد القدر الآسف أسف الرب على عذاب النبي أيوب، يدٌ طاهرة ظاهرة في أمكنة مخفية من علياء الرسم، تحاول انتشال المدينة من عذاب استمر منذ الأبد، أم ريشة فنّان مرهف، تجهد لانتزاع الوهم القاتل، من قلب المكان الحائر بين التحليق والغوص؟
فنّان امتهن شذا اللون إبداعًا، لخطى حلم يجوب أرصفة ضالّة وسط الركام، ففاض المعنى بعيني من نظر إلى الألوان الشاكية نبوءة قدر مدينة غاب بدرها، فتجلّت لوحته ومضة دهر غاضب أبعد بسمة الفجر الآتي.وصف بريشته المبدعة أحلامًا تحولت إلى مهزلة أمام الوطنية على كل رافعة مخسوفة، فكمنت في تفاصيل اللوحة كل حقيقة.تحدّثت اللوحة مع الفضاء الواجم، فازداد حقل رؤية العين لوعة، وسرج نور الألوان لهفة القلوب الملتاعة، فأصبحت المتعة قبلة الروح في مساحات غرقت بأنهار دموع انهمرت من شعيرات الفرشاة.سفينة راسية أصيبت بداء الدهشة، عاجزة عن الإبحار، تحلم بشراع. فقد رسمت لها اللوحة علامات استفهام كبيرة، هل تبحر في بحرٍ اصطبغ بقاني العروق والأوردة، أم تنتظر عندما تتكلّل بيروت برداء يمخر عباب المنى، حين يتراقص رماد الفينيق.
قد يهمك ايضا
أرسل تعليقك