ارتفعت أسعار الذهب أمس الأربعاء، منهية سلسلة من الخسائر امتدت لأربع جلسات بفعل عمليات شراء ترجع لعوامل فنية، في ظل توقعات بأن البنك المركزي الأوروبي سيقدم على تحفيز نقدي ويخفض أسعار الفائدة.
وبحلول الساعة 06:11 بتوقيت غرينيتش، ارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.5 في المائة إلى 1493.50 دولار للأوقية (الأونصة). وفي الجلسة السابقة، هبطت الأسعار إلى أدنى مستوياتها منذ 13 أغسطس (آب) عند 1483.90 دولار. وصعدت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.2 في المائة إلى 1502.2 دولار للأوقية.
وتراجعت أسعار المعدن الأصفر ما يزيد على 4 في المائة أو أكثر من 60 دولارا منذ بلغت ذروة أكثر من ستة أشهر عند 1557 دولارا في الرابع من سبتمبر (أيلول).
وتلقى الإقبال على المخاطرة الدعم قبل قرارات بشأن السياسة النقدية ستصدر عن البنك المركزي الأوروبي اليوم الخميس ومن اجتماع لمجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) الأسبوع القادم، إذ يأمل المستثمرون في المزيد من التيسير في ظل تباطؤ النمو العالمي.
وربحت أسعار الذهب نحو 18 في المائة أو ما يزيد على 200 دولار منذ بلغت أدنى مستوى منذ بداية العام عند 1265.85 دولار في الثاني من مايو (أيار). وعلى جبهة التجارة، قلص مستشار كبير بالبيت الأبيض التوقعات الثلاثاء بشأن الجولة القادمة من المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وحث المستثمرين والشركات والعامة على التحلي بالصبر بشأن تسوية النزاع التجاري.
في غضون ذلك، استقر مؤشر الدولار بينما تماسكت أسواق الأسهم الآسيوية وارتفعت عوائد السندات أمس الأربعاء.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ربحت الفضة 1.1 في المائة إلى 18.21 دولار للأوقية، بعد أن بلغت أدنى مستوى في أسبوعين عند 17.75 دولار في الجلسة السابقة. وارتفع البلاديوم 0.3 في المائة إلى 1566.28 دولار للأوقية، بينما زاد البلاتين 1.2 في المائة إلى 941.35 دولار.
ورغم ارتفاع أسعار الذهب والفضة الأيام الماضية إلى مستويات قياسية، يتوقع المحللون والمستثمرون استمرار ارتفاع أسعار المعادن النفسية في ظل اتجاه البنوك المركزية الكبرى إلى خفض أسعار الفائدة وإطلاق حزم تحفيز اقتصادي جديدة وهو ما سيلقي بظلال كثيفة على أسعار العملات الرئيسية من الدولار إلى اليورو.
وبحسب نيد نايلور ليلاند مدير صندوق الاستثمار “مريان غولد آند سيلفر فاند” الموجود في لندن، فإن الأسعار القياسية الحالية للذهب والفضة ستواصل الارتفاع في ظل موجة قوية من الطلب الاستثماري على المعادن النفيسة.
وأضاف نيد نايلور الذي يدير أصولا قيمتها 423.6 مليون دولار في مقابلة مع وكالة “بلومبرغ” للأنباء في سنغافورة أن أسعار الذهب والفضة ستواصل الارتفاع مع اتجاه مجلس الاحتياط الاتحادي (البنك المركزي) الأميركي والبنوك المركزية الكبرى الأخرى إلى خفض الفائدة وإطلاق إجراءات تحفيزية.
وقال نيد نايلور إن “الموضوع ليس فقط خفض الفائدة ولكن الأدوات الأخرى التي ستلجأ إليها البنوك المركزية في المستقبل”، مشيرا إلى أن كل أدوات الاستثمارية النقدية ستكون أقل جاذبية للمستثمرين وهو ما يدعم استمرار ارتفاع أسعار الذهب والفضة.
وقد وصلت أسعار الذهب خلال الشهر الحالي إلى أعلى مستوى لها منذ ست سنوات، مع تخفيف البنوك المركزية للسياسة النقدية من أجل مواجهة تباطؤ نمو الاقتصاد في ظل الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة بشكل خاص. ويتوقع المستثمرون أن يعلن المركزي الأوروبي خفضا جديدا للفائدة التي تقل بالفعل عن صفر في المائة إلى جانب إجراءات أخرى لتحفيز الاقتصاد، في حين يتوقعون إعلان مجلس الاحتياط الاتحادي الأميركي خفض الفائدة.
قد يهمك ايضا:
السودان يبقي على دعم السلع في برنامجه الاقتصادي «الإسعافي»
عبد العزيز بن سلمان رجل المفاوضات لحقيبة «الطاقة»
أرسل تعليقك