جزيرة تافيوني التابعة لفيجي في جنوب المحيط الهادي يجتمع فيها يومان مختلفان
آخر تحديث GMT15:51:31
 لبنان اليوم -

عبارة عن أنصاف دوائر وهمية تمثل إحداثيات جغرافية

جزيرة تافيوني التابعة لفيجي في جنوب المحيط الهادي يجتمع فيها يومان مختلفان

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - جزيرة تافيوني التابعة لفيجي في جنوب المحيط الهادي يجتمع فيها يومان مختلفان

جزيرة تافيوني
لندن - العراق اليوم

تذكر علامة واحدة فقط في جزيرة تافيوني الهادئة الزائرين بأنه في الماضي كان يجتمع هنا يومان مختلفان إلى جانب بعضهما بعضًا في نفس اللحظة، فإذا وقفت شرق الخط كنت في يوم أمس، أما على الجانب الغربي، فأنت اليوم، هل يبدو الأمر ضرباً من الجنون؟ إنه كذلك بالفعل.

تفسير ذلك هو أن خطوط الطول عبارة عن أنصاف دوائر وهمية تمثل إحداثيات جغرافية تمتد من القطب الشمالي إلى القطب الجنوبي، وتساعد هذه الخطوط في تحديد موقع وجود شيء ما على سطح الأرض بدقة، ويمر خط الطول الصفر عبر غرينتش بالقرب من العاصمة البريطانية لندن.

وتقع تافيوني، وهي جزيرة تابعة لفيجي في جنوب المحيط الهادي، على الجانب الآخر تماماً من الكرة الأرضية، على خط الطول الـ180، ويمتد هذا الخط من الشمال إلى الجنوب عبر مساحات شاسعة من المحيط، والأهم من ذلك هو أن هذا الخط يمثل خط التوقيت الدولي الذي يفصل الأمس عن اليوم، أو اليوم عن الغد.

وكما لو أن هذا ليس مربكاً بما يكفي، فإن الأمور قد تكون أكثر تعقيداً، وعندما يمر المسافرون على متن سفن بالقرب من تافيوني عبر خط التوقيت الدولي متجهين شرقاً، فإنهم يعيشون نفس اليوم مرتين، أما إذا توجهوا غرباً، فإنهم يخسرون يوماً كاملاً.

على متن سفينة سياحية متجهة من فيجي إلى جزيرة تاهيتي، قال القبطان للركاب: "شركة هاباج - لويد للملاحة البحرية سخية، إذ تمنحك يوماً إضافياً"، السفينة تتجه شرقاً عبر خط التوقيت الدولي، وهذا يعني أنه سيأتي مرتين على متن السفينة "لأنه كان جميلاً للغاية"، بحسب ما قال القبطان وهو يغمز بعينيه،ويقضي الركاب ساعات وهم يحاولون فهم السبب الذي يجعل على المرء أن يحيا نفس اليوم مرتين، بالحدس وحده، فإن هذا شيء لا يمكن تفهمه بسهولة.

ولمحاولة فهم "خط التاريخ"، ينبغي على المرء أن يتخيل راكبين اثنين انطلقا جواً من خط الطول الرئيسي في لندن، وطارا في اتجاهين متعاكسين، أحدهما يتجه غرباً، ويتعين عليه عند الوصول إلى كل منطقة زمنية جديدة إعادة ساعة يده ساعة زمنية إلى الوراء، بينما يطير الآخر شرقًا، ويتعين عليه بدوره تقديم ساعته بمقدار ساعة واحدة للأمام في كل منطقة زمنية جديدة.

وعندما يصل الراكبان إلى خط الطول الـ180، سيكون كل منهما قد سافر بنفس المدة الزمنية، ومع ذلك فإن أحدهما قد ظل بصورة متكررة يفقد ساعة زمنية بينما ظل الآخر يكسب ساعة، ومنطقياً، بما أن أياً منهما لم ينتقل إلى الماضي أو المستقبل، فيجب أن يكون هناك نوع من التوازن، ولذلك، فإن المسافر القادم من الغرب يعود يوماً إلى الوراء، بينما المسافر القادم من الشرق تقدم يوماً للأمام.

ويعود اختيار خط الطول الصفري ليكون ماراً عبر غرينتش إلى قرار تعسفي إلى حد ما اتخذ في مؤتمر دولي عقد في عام 1884، مما يعني أنه من الناحية النظرية، يمكن أن يكون "خط التاريخ" في مكان آخر أيضاً، حسب وكالة الأنباء الألمانية.

إلا أن حقيقة اختيار الخط الدولي ليكون ماراً عبر المحيط الهادئ، حيث يعيش عدد قليل من الناس، كان بالفعل أمراً متعمداً، فهذا يعني أن مساحة صغيرة جداً من الأراضي الفعلية هي المقسومة في تقويمها إلى يومين، ورغم ذلك، لا يتخذ خط التاريخ الدولي تماماً نفس مسار خط الطول الـ180، حيث يتخذ الخط بعض التعرجات كون أن وجود تاريخين قد يمثل مشكلة كبيرة للبلدان التي يوجد بها.

وينطبق الأمر نفسه على المناطق الزمنية، التي نادراً ما تتبع خط طول ثابتاًـ وهكذا، فخط التاريخ الدولي لم يعد يمر اليوم عبر جزيرة تافيوني، ويتخذ خط التاريخ الدولي مساراً أشبه بالمطرقة بالقرب من خط الاستواء، قريباً من جمهورية جزيرة كيريباتي. 

وفي عام 1995، سئمت كيريباتي من تقسيم توقيتها إلى يومين مختلفين، ومن ثم قررت أنها ستقع كلياً غرب خط التاريخ الدولي. وتم إعلان تعديل المنطقة الزمنية مطلع الألفية، وهو ما أعطى الدولة الأرخبيل الواقعة في النصف الجنوبي من المحيط الهادي لقب "جزر الألفية".

وفي عام 2011، أعلنت ساموا تعديل توقيتها من الجانب الشرقي لخط التاريخ الدولي إلى الجانب الغربي لأن هذا يحقق لها فوائد في تجارتها مع أستراليا ونيوزيلندا وآسيا، وقبل ذلك، كان توقيت ساموا متأخرًا بيوم من الناحية العملية، إلا أن ساموا الأميركية ظلت في الشرق.

وعلق أحد الركاب على متن السفينة السياحية مع اقتراب الرحلة من نهايتها بالقول: "لقد ألهمنا خط التاريخ الدولي التفكير كثيراً في بعض الأشياء"، ويضيف الراكب، الذي يعمل محاضراً، في إشارة إلى اليوم الذي تكرر على متن السفينة: "ما زلت لا أعرف ما إذا كنت قد دفعت مقابل اليوم الثاني".

قد يهمك ايضا

قبرص توفر وجهة سياحية مثالية للعائلات في صيف 2019

أفضل 7 أحياء مميزة للإقامة في لوس أنجلوس

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جزيرة تافيوني التابعة لفيجي في جنوب المحيط الهادي يجتمع فيها يومان مختلفان جزيرة تافيوني التابعة لفيجي في جنوب المحيط الهادي يجتمع فيها يومان مختلفان



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 11:49 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 لبنان اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 17:54 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
 لبنان اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 14:56 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"واتساب" يُعلن عن ميزة تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
 لبنان اليوم - "واتساب" يُعلن عن ميزة تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص

GMT 09:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:05 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 08:48 2023 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

أبرز العطور التي قدمتها دور الأزياء العالمية

GMT 15:27 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

علي ليو يتوج بلقب "عراق آيدول" الموسم الأول

GMT 11:57 2023 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

برومو ”الاسكندراني” يتخطى الـ 5 ملايين بعد ساعات من عرضه

GMT 16:26 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:28 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لاستغلال زوايا المنزل وتحويلها لبقعة آسرة وأنيقة

GMT 09:37 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

طرق تنظيم وقت الأطفال بين الدراسة والمرح

GMT 14:26 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

متوسط أسعار الذهب في أسواق المال في اليمن الجمعة

GMT 19:03 2019 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

منى عبد الوهاب تعود بفيلم جديد مع محمد حفظي

GMT 17:45 2021 الخميس ,21 تشرين الأول / أكتوبر

الكاظمي يؤكد العمل على حماية المتظاهرين بالدستور

GMT 08:32 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرفي علي نصائح للتعامل مع الطفل العنيد

GMT 11:05 2014 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لرئيسهم العاشر بطولته في "قديم الكلام"!
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon