الجزائر - سميرة عوام
يمزج جامع أبو مروان الشريف بين جمال الطراز الإسلامي في الجزائر مع الفسيفساء و المنمنمات التي تختزلها كنيسة القديس أغسطين، والتي تقبع هي الأخرى في الجهة الشرقية لهذا المعلم الديني أين تحاول البازليك فرض وجودها في التاريخ ، لكن أضواء قباب الجامع تسرق مسامع المآذن
التي تصدح بالآذان الذي يرصد أجواء الصلاة بالمسجد.
ويعتبر المسجد من أكبر المعالم الدينية الاسلامية في الوطن العربي التي تحررت من الاستعمار الفرنسي بالمغرب العربي ، بعد أن كان الفرنسيين يستغلونه كمركز لتنفيذ عملياتهم التفجيرية ضد الشعب الجزائري وحسب ديوان الآثار في وزارة الاتصال فإن هذا الجامع تم بناءه في أواخر القرن4الهجري في عهد الدولة الزريرية، إبان حكم المعز لحكم الله، و قد تم بناءه فوق حصن عنابة من قبل أبي الليث البوني، و يسمى بمسجد أبي بن مروان بن علي الأزدري المولود بإشبيلية، والذي قام بإنجاز أول جامعة دينية بالمسجد وتم الربط في الدروس المقدمة فيها بين العلوم العسكرية والدينية. وكان في وقت مضى يضم في جانبه السفلي ما يسمى بحديقة الرباط، والتي كانت بمثابة ناد للضباط في البحرية.
ويرى المختصون في علم الآثار بالجزائر أن إزالته للقباب الـ5 الخاصة بالمسجد والشامخة في سماء بلاص دارم، يعد جريمة في حق هذا المعلم الديني الذي حجبته المباني والأزقة المتراصة بالمدينة العتيقة بعنابة الجزائرية لكن مازال صوت المؤذن يدوي في ويدعو المصلين لإقامة صلاة التراويح فيه وإقامة حلقات الذكر خلال المناسبات الدينية.
ورغم أهمية هذا المعلم الديني والذي يدخل ضمن المعالم و المساجد الاسلامية الكبرى في العالم إلا أنه مازال في صراع دائم مع التهميش والاندثار رغم مكانته التاريخية· وما تحمله هذه الآثار الإسلامية قيما ودلالات كبيرة تختزن أصالة هذه المدينة العريقة، لكنها أهملت من طرف وزارة الثقافة التي لم تعرها أدنى اهتمام نتيجة عدم إدراكها للموروث الثقافي والحضاري الذي تختزنه هذه القبات المرصعة بفسيفساء أندلسية نادرة وأسوار بنيت من المرمر الأصيل. بعد حقبة من الزمن تآكلت جدرانها.
أرسل تعليقك