عناصر من تنظيم "القاعدة" في اليمن
صنعاء ـ علي ربيع
واصل الجيش اليمني، الأحد، هجومه على مواقع مسلحين قبليين في مأرب (شرق صنعاء) يعتقد أنهم على صلة بتنظيم "القاعدة"، مستخدمًا القذائف الصاروخية والطيران الحربي، في حين ارتفع ضحايا الكمين الذي استهدف، عصر الأحد، موكب أركان حرب المنطقة العسكرية الوسطى في الجيش اليمني،
اللواء الركن ناصر مهدي، إلى 10 عسكريين، بينهم اللواء مهدي نفسه، وضابطان رفيعان، إضافة إلى 8 مصابين.
وأكدت مصادر عسكرية لـ"العرب اليوم" أن وحدات من الجيش اليمني شنت هجومًا واسعًا على منطقة وادي عبيدة في محافظة مأرب مستخدمة الطيران الحربي وصواريخ الكاتيوشا، ما أسفر، بحسب المصادر، عن مقتل 3 مسلحين، وإصابة آخرين، بينهم قيادي في تنظيم"القاعدة" يدعى مالك المعيلي، أصيب بقصف صاروخي استهدف مزرعة يملكها في منطقة وادي عبيدة.
إلى ذلك، أكدت مصادر محلية، في مأرب، أن مجاميع مسلحة من محافظة شبوة المجاورة، يعتقد أنهم من"القاعدة" بدأت بالتوجه إلى منطقة المواجهات في مأرب، لمساندة المسلحين، في حين أشارت المصادر، إلى أن المسلحين كانوا قد هاجموا،مساء السبت، التعزيزات العسكرية المتوجهة إلى المنطقة، واستولوا على سيارة للجيش وأحرقوا 3 أخريات.
وفي الوقت الذي لم تتوفر معلومات دقيقة عن إجمالي الضحايا في صفوف المسلحين، يومي السبت والأحد، أفادت مصادر محلية لـ"العرب اليوم" في محافظة شبوة المجاورة، أن مجهولين، يعتقد أنهم على صلة بتنظيم "القاعدة"، فجروا، في وقت مبكر من صباح الأحد، الأنبوب الرئيسي لنقل الغاز المسال في اليمن، من حقول الإنتاج في صافر إلى ميناء التصدير على البحر العربي (جنوب اليمن).
وينشط تنظيم"القاعدة"في اليمن في محافظة مأرب ذات التركيبة السكانية القبلية، والبيئة الصحراوية، بشكل غير مباشر، كما أن أعدادًا من مسلحيه قد انتقلوا من أبين وشبوة(جنوب البلاد) خلال المواجهات مع الجيش منتصف2012، حيث يندمجون في المجتمعات المحلية، دون أن يتجرأ أحد على مواجهتهم، أو الوشاية بهم، فضلاً أن كثيرًا منهم ينتمون لمحافظة مأرب نفسها، الغنية بالنفط والغاز.
في السياق نفسه، توقعت مصادر عسكرية، أن تمنح الحكومة اليمنية الجيش إذنًا بتمشيط أرجاء محافظة مأرب بحثًا عن خلايا"القاعدة" وسط مخاوف من أن تتسبب الحرب المفتوحة التي ينوي الجيش بدئها، في خسائر فادحة في صفوفه، خلال المواجهة المحتملة مع مسلحي التنظيم المتمرسين على نصب الكمائن، واعتماد أساليب الكر والفر في المواجهة، فضلاً عن طبيعة المنطقة الصحراوية التي تسهل لهم عملية التخفي وشن الهجمات المباغتة.
ويتراوح عدد مسلحي تنظيم"القاعدة" في مأرب، بحسب تقديرات زعيم قبلي، تحدث لـ"العرب اليوم" ما بين 400- 500 مسلح، معظمهم ينتمي للمكونات القبلية المنتشرة بامتداد المحافظة، مؤكدًا أنهم معروفون ويتنقلون في أرجاء المنطقة في العلن،دون المجاهرة بانتمائهم للتنظيم.
وعلى صعيد منفصل، أكد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أن بلاده لن تتمكن من تحقيق تطلعاتها في التنمية، والاستقرار، والتغيير في ظل غياب الأمن، الذي اعتبره هادي من ركائز البنية التحتية للاقتصاد الوطني، كما لا يمكن التقدم، حسب قوله، في تنفيذ التسوية السياسية المرتكزة على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.
وقال الرئيس هادي في كلمة له، الأحد، على هامش ندوة علمية أقيمت في صنعاء، لبحث سبل هيكلة جهاز الشرطة "على جميع القوى السياسية أن تدرك أن العودة إلى الوراء غير ممكنة، وأن عجلة التغيير قد دارت وأنه لا بديل عن السير في اتجاه استكمال بنود هذه التسوية".
إلى ذلك طالب هادي، القوى السياسية في بلاده "أن تستشعر حساسية الظرف الحالي حيث ما يزال الوضع الأمني والسياسي والاقتصادي يعاني من الضعف، بحسب قوله، كما لا يزال اليمن بحاجة لتنفيذ استحقاقات المرحلة المتمثلة في إنجاح مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي يعول عليه، بحسب هادي، "لصياغة مفهوم جديد وعصري للنظام السياسي للدولة".
أرسل تعليقك