توافدت أعداد كبيرة من المتظاهرين في العراق، الجمعة، على ساحات التحرير والخلاني في العاصمة بغداد، و9 محافظات أخرى، للبدء بيوم جديد من التظاهر وتأكيد المطالب بحلّ الحكومة والبرلمان وإجراء انتخابات مبكرة.
وذكر متظاهرون، حسب وكالة الأنباء الألمانية، أن قوات الأمن عززت من انتشارها في الشوارع المؤدية إلى ساحات التظاهر، وفي محيط الأبنية الحكومية، لفرض الأمن وعدم اتساع رقعة المظاهرات التي اقتربت من أسبوعها الخامس على التوالي، وما زالت الحكومة تبحث عن حلول في إطار المهلة المحددة من القوى السياسية للحكومة، البالغة 45 يوماً، للبحث عن حلول للاستجابة لمطالب المتظاهرين.
وقال مسؤولون في ميناء أم قصر، لوكالة «رويترز» للأنباء، إن قوات الأمن أعادت فتح الميناء الرئيسي بالبلاد، بعدما فرقت بالقوة محتجين كانوا يسدون مدخله.
وذكرت المصادر أن الموظفين تمكنوا من دخول الميناء، الواقع قرب البصرة، الذي كان المتظاهرون يغلقونه منذ يوم الاثنين، لكن العمليات لم تستأنف بعد.
وتوقفت العمليات في أم قصر، منذ 29 أكتوبر (تشرين الأول) إلى 9 نوفمبر (تشرين الثاني) مع استئناف قصير لها بين 7 و9 نوفمبر.
ويستقبل الميناء واردات الحبوب والزيوت النباتية وشحنات السكر لإطعام العراق الذي يعتمد بشدة على المواد الغذائية المستوردة.
وطالبت المفوضية العليا لحقوق الإنسان، رئيس الوزراء، عادل عبد المهدي، بضرورة إلزام الأجهزة الأمنية بعدم استخدام الرصاص الحي والمطاطي والغازات المسيلة للدموع ضد المتظاهرين السلميين، ودعوة مجلس القضاء الأعلى لإطلاق سراح المتظاهرين السلميين الموقوفين.
وحذّرت المفوضية من استمرار ارتفاع حالات الخطف والاغتيال، الذي طال عدداً من المتظاهرين والمدونين والناشطين والمحامين والصحافيين من جهات مجهولة، وتؤكد المفوضية مطالبتها للحكومة والأجهزة الأمنية المختصة بتحري مصير المختطفين وإطلاق سراحهم وتقديم الجناة للعدالة.
يذكر أن أكثر من 330 متظاهراً قتلوا، وأصيب أكثر من 15 ألفاً آخرين، منذ انطلاق المظاهرات في الأول من أكتوبر الماضي، حسب إحصائيات استقتها وكالة الأنباء الألمانية من بيانات سابقة صادرة عن المفوضية العليا لحقوق الإنسان.
ووصلت قوة من شرطة مكافحة الشغب، صباح الجمعة، إلى ميناء أم قصر جنوبي العراق في وقت تجددت المواجهات بين قوات الأمن والمتظاهرين في جسر الأحرار وسط بغداد.
وأفاد مراسلنا بأن القوة وصلت إلى بوابة الميناء، المطل على الخليج العربي، بينما لا تزال بوابة الميناء مغلقة، وتراجع المتظاهرون الذي كانوا يغلقون الطريق المؤدي إلى الميناء إلى مدخل مدينة البصرة المجاورة.
ويغلق متظاهرون الطريق المؤدي إلى الميناء منذ 5 أيام، في إطار الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ بداية أكتوبر الماضي، وسبق للمتظاهرين أن أغلقوا الطريق مرات عدة خلال أسابيع التظاهرات، قبل أن تعود السلطات وتفتحه.
ويستقبل ميناء أم قصر، وهو الميناء الرئيسي للعراق على الخليج، شحنات الحبوب والزيوت النباتية والسكر، لبلد يعتمد بدرجة كبيرة على واردات الغذاء.
وأطلقت قوات الأمن وابلا كثيفا من قنابل الغاز المسيل للدموع باتجاه المتظاهرين عند جسر الأحرار في بغداد، بعد يوم دام من المواجهات في محيطه.
حصيلة الساعات الأخيرة
كانت مصادر عراقية ذكرت في وقت سابق أن 14 قتيلا من المتظاهرين سقطوا خلال تفريق قوات الأمن لتظاهرات عند جسر، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
واستخدمت القوات العراقية الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي لإبعاد المتظاهرين عن ساحات وجسور بغداد، إلا أن المحتجين لا يزالون يسيطرون على أجزاء كبيرة من جسور السنك والأحرار والجمهورية المؤدية إلى المنطقة الخضراء شديدة التحصين، حيث مقر الحكومة العراقية، وسفارات أجنبية.
وقتل أكثر من 330 شخصا، غالبيتهم متظاهرون، منذ بدء موجة الاحتجاجات. وأدت الاحتجاجات إلى قطع ثلاثة جسور رئيسية بين شطري بغداد، هي الجمهورية والأحرار والسنك.
وتهز احتجاجات انطلقت منذ الأول من أكتوبر، بغداد وبعض مدن جنوبي العراق، مطالبة بـ"اسقاط النظام" والقيام بإصلاحات واسعة، متهمة الطبقة السياسية بـ"الفساد" و"الفشل" في إدارة البلاد.
قد يهمك ايضاً
المُتحدّث باسم الجيش الليبي يُؤكّد أنّ نجاح العملية السياسية مرتبطٌ بتفكيك الميليشيات الإجرامية
مُحتجّون عراقيون يستعيدون "الأحرار" وأوامر استدعاء جديدة تطال وزراء ومسؤولين في بغداد
أرسل تعليقك