بيروت - لبنان اليوم
يستمرّ الاشتباك السياسي في أخذ أشكال متعددة خصوصا في الأيام الأخيرة، إذ بدأ بشكل أساسي بعد تسريبات حول ما قيلا إنها خطة الحكومة اللبنانية للإنقاذ المالي والاقتصادي، وتطور ليصبح اشتباكا تقليديا يطال مختلف الجوانب الخلافية، وحسب مصادر مطلعة فإن الاشتباك السياسي والإعلامي الحاصل لا يزال في بدايته، وسيتطور في المرحلة المقبلة وستزداد حدّته، إذ إنه ليس مرتبطا بالخطة المالية والاقتصادية عموما بل بالشك الذي له علاقة بالقطاع المصرفي.
وتعتبر المصادر أن الصراع الذي ينعكس توتراً سياسيا في لبنان هو في حقيقته صراع بين حزب قريب ومقرب من المصارف اللبنانية، وبين حزب يرغب في رمي كل مشاكل البلد والحلول عليها من دون الأخذ بالاعتبار أي طرق أخرى.
وتقول المصادر إن العنوان الاساسي الذي يخرج منه الاشكال الحالي هو إعادة هيكلة المصارف، الذي يعتبره البعض محاولة لتأميم المصارف، بمعنى آخر هناك من يعتبر أن الحل يجب أن يبدأ بدمج المصارف واعادة هيكلتها، وهذا ما يحمي ويحفظ حقوق المودعين، في حين أن آخرين يجدون أن حقوق المودعين يمكن حفظها من دون المس بصلب النظام الحرّ، بل يمكن إعطاء المودعين اسهماً بدل اموالهم التي ستقتطع.
وتلفت المصادر إلى أن رئيس الحكومة حسان دياب هو من الفريق الاول يقف الى جانبه بشكل اساسي "حزب الله" وبعض حلفاء سوريا في لبنان، في الوقت الذي لم يحسم "التيار الوطني الحرّ" موقفه العميق من القضية بعد.
وتعتبر المصادر أن "حزب الله" يحاول منع حصول اشتباك حقيقي بين حركة "أمل" وحكومة دياب، ويسعى إلى إدارة التباينات والخلافات وتحديداً في قضية المصارف منعا لتطيير الخطة الاقتصادية، التي يعني سقوطها سقوط جدوى وجود الحكومة الحالية بعد انتهاء كورونا.
وتشير المصادر إلى أنه في حين أن "التيار" يجد أن جمهوره يميل إلى الدفاع عن الحكومة، فإن مصالحه العميقة لا يمكن أن تكون ضد المصارف، لذلك يتجه الى الانكفاء وعدم الذهاب ليكون رأس حربة في هذه المعركة.
وتعتبر المصادر أن ما حصل هو هجوم استباقي من القوى المعارضة للحكومة خصوصا أن ما سرّب ليس خطة الحكومة الاقتصادية، بل هي احدى الافكار المطروحة والتي تستفيد منها الحكومة، كما من غيرها لصياغة الخطة النهائية.
وتقول المصادر إن "حزب الله" سيذهب بعيداً بالدفاع عن الحكومة ومع خطتها الاقتصادية، شرط أن تكون هذه الحكومة موحدة ومتماسكة وجاهزة للدفاع عن نفسها.
قد يهمك أيضًا
حزب الله يسعى ىلإستقطاب أصدقاء دوليين وعرباً لخروج لبنان من الملعب
حزب الله يسعى إلى استقطاب أصدقاء دوليين وعرباً لدفع لبنان خارج الملعب الأميركي
أرسل تعليقك