فيينا ـ سليم الحلو
يستأنف المفاوضون حول الملف النووي الإيراني محادثاتهم في فيينا الاثنين المقبل، بحسب الاتحاد الأوروبي الذي يريد "تسريع وتيرتها" في محاولة لإنقاذ اتفاق 2015، فيما استبقت إيران استئناف الجولة الثامنة من المفاوضات مع القوى الدولية بمهاجمة فرنسا وألمانيا. وفي إطار حديثه عن محادثات فيينا، انتقد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، خلال مؤتمر صحفي عقده، الخميس، مع نظيره العراقي فؤاد حسين في طهران، الموقف الفرنسي، واصفا بعض المواقف الأوروبية بأنها "غير بناءة".
وقال عبد اللهيان: "كنا نتوقع أن تركز فرنسا على دور بناء في المفاوضات النووية، لكن موقفها لم يكن بناء".
وزعم أن "مشكلة أخرى للأوروبيين تتمثل في عدم وجود مبادرة جديدة لديهم لتقديمها إلى المفاوضين الإيرانيين خلال الجولات السابقة من المفاوضات".
وأشار إلى الرسائل المتبادلة بين إيران والولايات المتحدة، وقال إن "الجانب الأميركي يبعث ببعض الرسائل غير المكتوبة إلى الإيرانيين ويتلقى الرد اللازم".
وقال الوزير الإيراني محذرا الدول الأوروبية: "إذا كانوا يريدون إعطاء نقطة واحدة لنا والحصول على 10 نقاط منا، فهذا غير ممكن ولن نقدم تنازلات".
وأوضح عبد اللهيان موقف إيران الرسمي بشأن رفع العقوبات، قائلا "إذا تم حل جميع المخاوف بشأن برنامج إيران النووي السلمي، فينبغي رفع جميع العقوبات".
ومخاطبا الأطراف الأوروبية التي تتفاوض مع إيران: "نقول بصوت عالٍ إذا كنتم تريدون معالجة المخاوف بشأن تقدم برنامج إيران النووي السلمي، فارفعوا جميع العقوبات".
وقال منسّق الاتحاد الأوروبي انريكي مورا في تغريدة الخميس "من المهم تسريع وتيرة القضايا الرئيسية العالقة (…) من خلال العمل من كثب مع الولايات المتحدة".
واضاف "اهلا بكم في الجولة الثامنة من المباحثات" التي ستستأنف في 27 كانون الأول/ديسمبر.
ويهدف استئناف محادثات فيينا إلى إعادة الولايات المتحدة التي تشارك بشكل غير مباشر إلى الاتفاق، اذ ترفض طهران إجراء حوار مباشر مع واشنطن.
بعد عدة أيام من المناقشات "الجادة والمكثفة" بحسب طهران، غادرت الوفود الأسبوع الماضي متحدثة عن إحراز بعض التقدم على المستوى التقني.
لكن دبلوماسيين كبارا من فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة اعتبروا أن توقف المحادثات "مخيّب للآمال" بعد أن عبّر رئيس الوفد الايراني المفاوض علي باقري عن رغبة في العودة الى طهران.
واعرب المفاوضون الأوروبيون عن أملهم بالاجتماع مجدداً قبل حلول العام الجديد، مشيرين إلى أنه لم يبق سوى "مساحة صغيرة جدًا" للحوار.
وبعد جولة أولى في الربيع قطعت بسبب انتخاب رئيس ايراني جديد من المحافظين المتشددين في حزيران/يونيو، التقى الدبلوماسيون في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر وأجروا منذ ذلك الحين محادثات مكثفة تخلّلها توقف قصير.
وفي 2018، انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الدولي الذي أبرم في فيينا عام 2015 ويهدف إلى الحد من برنامج إيران النووي مقابل رفع العقوبات الدولية ضد إيران. ثم أعادت فرض عقوبات على طهران تؤثر بشدة على الاقتصاد الإيراني.
وبعد نحو عام من الانسحاب الأميركي من الاتفاق، تراجعت إيران تدريجا عن تنفيذ غالبية الالتزامات الأساسية التي ينصّ عليها.
وحذّر المفاوض الأميركي روب مالي الثلاثاء من أن الهامش الزمني المتاح لإنقاذ الاتفاق النووي بات يقتصر على "بضعة أسابيع" إذا ما واصلت إيران تطوير أنشطتها الذرية بالوتيرة الحالية، مشيرا إلى خطر اندلاع "أزمة" إذا فشلت الجهود الدبلوماسية.
ومن المقرر أن تستأنف، الإثنين المقبل، المفاوضات النووية في فيينا بين إيران ومجموعة 4+1 بمشاركة أميركية غير مباشرة، فيما تضع طهران عراقيل أمام التوصل لتفاهم يعيد إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 الذي انسحبت منه الولايات المتحدة عام 2018.
وتصر إيران على رفع جميع العقوبات مقابل العودة إلى التزاماتها النووية التي تملصت منها منذ آيار/مايو 2019، ورفعت لاحقا مستوى تخصيب اليورانيوم بنسبة 60 بالمائة مع نصب أجهزة طرد مركزية متطورة بهدف الإسراع في عمليات التخصيب.
وفي تصريحات سابقة، قال المرشد الإيراني علي خامنئي إن طهران لن تتوقف عند هذا المستوى من تخصيب اليورانيوم، وستزيد ذلك إذا دعت الحاجة إليه.
وأعلن المنسق الأوروبي لمحادثات فيينا النووية، إنريكي مورا، اليوم عبر حسابه بموقع تويتر، أن "المباحثات ستستأنف من جديد وذلك بعد فترة قصيرة من توقفها وسط دعوات لطهران بالتوقف عن المماطلة وحلحلة التعقيدات".
وانتهت الجولة السابعة من المفاوضات النووية بين إيران ومجموعة 4+1 في 17 ديسمبر/كانون الأول الجاري، دون إحراز تقدم.
قد يهمك أيضا
لقاء "عابر ومجاملة" بين وزير الخارجية الإيراني ونظيره السعودي في باكستان
واشنطن تستعد لفشل الحلول الدبلوماسية مع إيران وطهران تسعى لكسب مزيد من الوقت
أرسل تعليقك