تبدَّلت خريطة السيطرة والتحالفات في منطقة شمال شرق سورية، ومع إتمام "التحالف الدولي" 62 شهرا على بدء مهامه في سورية بدأت خريطة النفوذ وتوزيع القوى تتضح رويدا رويدا، بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي أعقب مكالمة هاتفية مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان في 6 أكتوبر/تشرين الأول 2019، أمر فيه بسحب القوات الأميركية من سورية قبل أن يتراجع مجددا ويعلن الإبقاء على مئات الجنود بهدف "حماية النفط" ومنع عودة السيطرة على المنشآت النفطية إلى النظام أو سيطرة إيران أو روسيا عليها، وهو ما جعل سيطرة "التحالف" منحصرة على منطقة شرق الفرات ودير الزور في منابع النفط فقط، ليفقد بذلك التحالف الدولي لمواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية" سيطرته على ما يقرب من ثلث سورية طوعا وبقرار من الرئيس الأميركي.
وأعلن الرئيس الأميركي عن سحب القوات الأميركية بالكامل من القواعد العسكرية المنتشرة في شمال شرق سورية، وهو ما كان بمثابة ضوء أخضر للعملية العسكرية التركية المسماة بـ"نبع السلام"، والتي أفضت إلى سيطرة تركيا على مساحة تزيد على 4875 كيلومترا مربعا من الأراضي السورية من رأس العين إلى تل أبيض بعمق 32 كيلومترا (9.2% من إجمالي مناطق سيطرة قسد قبل بدء العملية التركية)، وفقا للاتفاق الروسي-التركي الذي نتج عن اجتماع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان في "سوتشي".
منذ السادس من أكتوبر حتى اليوم، رصد المرصد السوري انسحاب التحالف الدولي من قواعده العسكرية في مناطق مختلفة من الشمال السوري، حيث انسحب من قاعدة "خراب عشك" قرب عين العرب (كوباني) وقاعدة القليب التي كانت تحتوي مدرجا لطائرات النقل العسكري والحوامات في منطقة "تل بيدر" بريف الحسكة، إضافة إلى الانسحاب من "منبج" و"عين عيسى" و"صرين"، قبل أن تفرض القوات الروسية سيطرتها على عدد من القواعد التي انسحبت منها القوات الأمريكية وقوات التحالف الدولي، فيما عمدت القوات الأميركية إلى تدمير عدد من القواعد التي انسحبت منها عبر غارات جوية على تلك القواعد.
مقتل البغدادي
منذ اللحظة الأولى لتشكيل التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، أعلنت "واشنطن" أن هدفها هو "القضاء على خلافة تنظيم الدولة الإسلامية" بالكامل، وهو ما تحقق بإنهاء سيطرة التنظيم على أغلب الأراضي السورية وإعلان القضاء على "دولة الخلافة" في مارس/آذار الماضي. وبعد التطورات الأخيرة والعملية العسكرية التركية "نبع السلام" وقرار الانسحاب الأمريكي، عادت قوات التحالف في مهمة جديدة لتؤكد التزامها بمواصلة عمليات مكافحة الإرهاب ومكافحة تنظيم "الدولة الإسلامية"، وفي 27 أكتوبر/تشرين الأول، رصد "المرصد السوري" خروج 8 طائرات من مطار "صرين" في ريف مدينة عين العرب (كوباني)، لاستهداف زعيم تنظيم “الدولة الإسلامية” أبوبكر البغدادي، حيث انطلقت الطائرات الثمانية من مطار "صرين" في خط مستقيم ما بين الحدود التركية-السورية، من فوق مدينة جرابلس والراعي ثم إعزاز ومن ثم عفرين وحتى ريف إدلب في قرية “باريشا”. وأضافت مصادر موثوقة: “هناك معلومات عن أن قوات مكافحة الإرهاب التابعة لاستخبارات قوات سورية الديمقراطية شاركت بالعملية، حيث إن ٣ مِن أصل المروحيات الثمانية كانت تحمل عناصر قوات
مكافحة الإرهاب التابعة لقوات سورية الديمقراطية، كما أن تلك القوات شاركت بشكل أساسي في عمليات المداهمة وتنفيذ عملية استهداف البغدادي"، وسط تحفظ على سرية المشاركة بسبب الحساسيات التركية تجاه مشاركة قوات "قسد" في العملية. وبحسب المعلومات التي حصل عليها المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن بقايا جثة "البغدادي" بعد أن فجر نفسه، نُقلت إلى قاعدة “عين الأسد” العراقية. وبحسب ما علمت مصادر "المرصد السوري"، فإن العملية التي نفذها التحالف الدولي أسفرت أيضا عن مقتل أبوحسن المهاجر المتحدث باسم تنظيم "الدولة الإسلامية"، إضافة إلى حوالي 9 أشخاص آخرين من بينهم عدد من قيادات التنظيم الأخرى، حيث كان من بين القتلى الـ9 امرأتين وطفل، بينما المنزل المستهدف جرى شراءه من قيادي جهادي قبل أيام وعرّف عن نفسه أمام أهالي المنطقة أنه حلبي.
وفي 28 أكتوبر، رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان عملية جديدة لـ"التحالف" نفذت خلالها عملية إنزال جوي فوق منطقة “الحاوي” في “جرابلس” غربي نهر الفرات، حيث جرى ضبط إحدى العائلات التي يرجح أن تكون عراقية ويشتبه في انتمائها لتنظيم “الدولة الإسلامية” من المنطقة، وبعدها غادرت المروحية مرة أخرى.
وضمن محاولات تأكيد التزام "التحالف الدولي" بعمليات مناهضة تنظيم "الدولة الإسلامية"، نفذت قوات التحالف الدولي بالتعاون مع قوات سورية الديمقراطية عدة مداهمات وحملات أمنية على خلايا تنظيم "الدولة الإسلامية". وفي 9 نوفمبر، علم "المرصد السوري" أن طائرات التحالف استهدفت 3 خيام في منطقة "خبيرة" في بادية دير الزور الشمالية الشرقية. ووفقا لمصادر موثوقة، فإن "الخيام جرى نصبها منذ نحو أسبوع من قبل أشخاص ادعوا أنهم صيادين، وقد أسفر الاستهداف عن مقتل جميع من كانوا ضمن الخيام". وفي 22 نوفمبر، علمت
مصادر "المرصد السوري" أن طائرات "التحالف" شاركت في عملية أمنية بصحبة قوات سورية الديمقراطية لمداهمة أحياء بلدة "ذيبان"، ما أسفر عن مقتل مدني مقيم في دولة قطر كان قد عاد إلى أهله ليتزوج، حيث استهدفت طائرات التحالف منزله وقتلته. وفي الوقت ذاته، علم "المرصد السوري" أن "قسد" قتلت مواطنا أثناء مداهمة أحياء البلدة، فيما أكدت المصادر أن عددا من عناصر خلايا تنظيم "الدولة الإسلامية" تمكنوا من الفرار.
وفي الوقت الذي يسعى فيه "التحالف الدولي" لتأكيد انخراطه في عمليات مواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية"، فإن الوضع على الأرض يشير إلى تخلي "التحالف" عن إنجازه الأكبر على مدار السنوات الخمس الماضية، وهو قوات سورية الديمقراطية التي شكلت الحليف الأكثر موثوقية لـ"التحالف" على الأرض، حين لجأ "التحالف الدولي" إلى التعاون مع قوات سورية الديمقراطية التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية نواتها الرئيسية، حتى باتت قوات سورية الديمقراطية (قسد) بالتعاون مع التحالف الدولي، تسيطر حتى الثلاثين من سبتمبر/أيلول الماضي، على مساحة 28.8% من مساحة سورية بإجمالي مساحة تصل إلى 53396 كيلومتر مربع من مناطق شمال وشرق سورية تشمل كامل منطقة منبج وريفها في غرب نهر
الفرات، وكامل منطقة شرق الفرات باستثناء عدة مناطق تسيطر عليها قوات النظام وحلفاؤها في شرق الفرات قبالة مدينة دير الزور، قبل أن تتبدل الأوضاع في أعقاب التدخل العسكري التركي، حيث لم يتبقى لـ"قسد" سوى 29220 كم2 بنسبة 55.2% من إجمالي المساحة التي سيطرت عليها قبل التاسع من أكتوبر، مع سيطرة "النظام" على 18821 كم2 بنسبة 35.6% من إجمالي مساحة سيطرة "قسد" قبل العملية التركية.
"التحالف الدولي" يكتفي بـ"النفط" و"الدولة الإسلامية"
منذ منتصف شهر ديسمبر/كانون الأول 2018، بدأت خريطة التحالفات تتخذ شكلا جديدا في أعقاب الإعلان الأول للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانسحاب من سورية، قبل أن يتراجع جزئيا عن قراره ويعلن تغيير أهداف التحالف الدولي في سورية من القضاء على تنظيم "الدولة الإسلامية" إلى القضاء على التنظيم ومواجهة النفوذ الإيراني، إلا أن الاتصال الهاتفي في السادس من أكتوبر بينه وبين نظيره التركي، قلب الطاولة من جديد بقراره بسحب القوات الأمريكية من الشريط الحدودي مع تركيا، ما سمح للقوات التركية والفصائل الموالية لها بالتدخل عسكريا في شمال سورية، فيما يُعرف باسم عملية "نبع السلام"، والتي نجحت حتى اللحظة في السيطرة على مساحة تقترب من 9.2% من إجمالي المناطق الواقعة تحت سيطرة قوات سورية الديمقراطية، والتي تنحصر في الشريط ما بين رأس العين (سري كانييه) وتل أبيض.
ومع تفاقم الأزمة الإنسانية الناتجة عن العملية العسكرية التركية بنزوح ما يزيد على 300 ألف مدني من منازلهم واستشهاد 120 مدنيا ومقتل المئات من المقاتلين، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن حزمة من العقوبات على تركيا، أفضت إلى الاتفاق على وقف لإطلاق النار لمدة 120 ساعة لمنح فرصة لقوات سورية الديمقراطية للانسحاب من المنطقة الحدودية، إلا أن القوات التركية والفصائل الموالية لها واصلت خرق الهدنة على مدار 5 أيام من الحصار على "رأس العين"، حيث رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان استمرار تلك القوات في قصف المنطقة ومنع سيارات الإسعاف والقوافل الطبية من الدخول إلى المدينة لإجلاء المصابين وجثث القتلى.
وما إن واجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب انتقادات داخلية هائلة، حتى أعلن هدفا جديدا للقوات الأمريكية المنضوية ضمن التحالف الدولي لمواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية"، حيث أعلن نيته الإبقاء على مئات الجنود الأمريكيين من أجل حماية منشآت النفط و"ضمان عدم سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية أو النظام أو إيران عليها"، وهو ما استتبعه تغيرات جديدة في مناطق النفوذ والسيطرة على الأرض، حيث تراجع "التحالف الدولي" إلى منطقة شرق الفرات و"دير الزور" من أجل السيطرة على آبار النفط، ورصد "المرصد السوري" في 5 نوفمبر، وصول تعزيزات عسكرية كبيرة لقوات التحالف الدولي إلى مقر "اللواء 113" سابقاً، والذي بات قاعدة عسكرية للتحالف، وأفادت مصادر لـ “المرصد السوري” أن القاعدة الجديدة هذه تبعد عن مدينة دير الزور نحو 8 كم باتجاه شرق الفرات. وكان “المرصد السوري” رصد في 2 نوفمبر، وصول دورية تابعة للقوات الأمريكية إلى قرية هيمو الواقعة على بعد 4 كلم من مدينة القامشلي من جهة الغرب، والتي تبعد كيلومترات قليلة عن الحدود السورية – التركية، حيث تجولت الدورية في القرية التي تحوي بالأصل قاعدة عسكرية أميركية. ونشر المرصد السوري، أيضاً، أن القوات الأميركية تعمل على إنشاء نقطة عسكرية جديدة تابعة لها في القامشلي.
ومع إعلان التحالف الدولي لمواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية" هدفا جديدا يتمثل في "حماية النفط السوري"، وبما أن تلك المناطق التي فرض "التحالف الدولي" نفوذه عليها واكتفى بها تحتوي على أغلب ثروات سورية من النفط والغاز، حوالي 70% من إجمالي ثروات النفط والغاز في سورية، حسب تقديرات المرصد السوري لحقوق الإنسان، حيث -بحسب مصادر موثوقة- تسيطر القوات المدعومة من التحالف الدولي في شمال وشرق سورية حتى اللحظة على حقل العمر النفطي ومحطاته وحقل التنك وحقل غاز كونيكو وحقل الجفرة النفطي التي تعد أهم حقول النفط والغاز في شمال وشرق سورية، إضافة إلى عدد من المحطات والحقول الأقل إنتاجية، مثل محطة ديرو ومحطة الكشمة وحقول رميلان وحقول الجبسة ومعمل غاز الجبسة، إضافة إلى محطة أخرى حصل الصينيون وغيرهم على حقوق تطويرها. وفي ظل تبدلات التحالفات التي جرت في الفترة الماضية، ومع مطالبة روسيا بأن تكون السيادة لـ"دمشق" في السيطرة على المنشآت النفطية في وقت يؤكد فيه الرئيس الأمريكي أن قوات التحالف الدولي ستظل المسيطر على المنشآت النفطية لضمان عدم وقوعها في أيدي النظام السوري أو إيران، فإن المرصد السوري لحقوق الإنسان يطالب الأطراف المختلفة في النزاع السوري بتقديم كافة الضمانات لضمان عدم سرقة الثروات المملوكة للشعب السوري.
وعلم المرصد السوري لحقوق الإنسان في 14 نوفمبر، من مصادر موثوقة، أن قوات التحالف الدولي انسحبت بشكل كامل من قاعدة مطار “صرين” بالقرب من عين العرب (كوباني)، وهي القاعدة التي انطلق منها فريق عملية استهداف زعيم تنظيم “الدولة الإسلامية” أبوبكر البغدادي. وفي 21 نوفمبر، أكدت القوات الروسية ما كشف عنه "المرصد السوري" في 15 نوفمبر، من أنها سيطرت على قاعدة مطار "صرين" بريف مدينة عين العرب (كوباني)، عقب انسحاب القوات الأمريكية من القاعدة. ووفقاً لمعلومات "المرصد السوري"، فإن 4 مروحيات روسية حطت في مطار "صرين" وانتشر عناصر الشرطة العسكرية الروسية في المطار. وبذلك، تكون القوات الروسية قد انتشرت في 5 قواعد سابقة للقوات الأمريكية بعد انسحاب الأخيرة منها، وهي قاعدتا عون الدادات والعسلية في منطقة منبج، وقاعدتا مشتى النور وصرين بريف عين العرب (كوباني)، بالإضافة لقاعدة مطار عين عيسى بريف الرقة الشمالي.
الضحايا ليسوا مقاتلين فقط
على الرغم من أن التحالف الدولي لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية أطلق عملياته في سورية تحت حُجة إنقاذ المدنيين ومواجهة الإرهاب، فإن المدنيين كانوا أول ضحايا ضربات التحالف على مختلف المناطق السورية، حيث وثّق المرصد السوري لحقوق الإنسان استشهاد ومقتل 14033 شخصا في الفترة ما بين 23 سبتمبر 2014 وحتى الـ23 من شهر نوفمبر من العام الجاري، وجاءت حصيلة القتلى والشهداء على النحو التالي: 3833 مواطنا سورية هم 2150 رجلا و711 مواطنة فوق الثامنة عشر و972 طفلا دون الثامنة عشر، إضافة إلى مقتل 491 شخصا من عوائل تنظيم الدولة الإسلامية، هم: 355 رجلاً و63 مواطنة فوق الثامنة عشر و73 طفلاً دون الثامنة عشر، إضافة إلى مقتل 9168 من عناصر التنظيم وقياداته، و12 من “جيش خالد بن الوليد” الذي بايع التنظيم، و11 من الفصائل الإسلامية والمقاتلة، و349 من هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) والمجموعات الجهادية، و169 من قوات النظام. وبحسب ما وثَّقه المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد أُصيب الآلاف بجراح متفاوتة الخطورة، فيما تعرض آخرون لإعاقات دائمة وبتر أطراف، ناهيك عن تدمير المباني والممتلكات سواء العامة أو الخاصة. وبالإضافة إلى ذلك، حصل المرصد السوري لحقوق الإنسان على معلومات موثقة تفيد بمقتل 215 عنصرا من المرتزقة الروس في فبراير/شباط 2018، لدى محاولتهم التقدم تجاه حقل العمر النفطي في شرق سورية، ولم يتمكن “المرصد” من توثيق القتلى الذين ثبت أنهم من جنسيات أجنبية، نظرا إلى التعتيم الشديد الذي تفرضه السلطات الروسية على المسألة.
وحسب تقديرات المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن التعداد الحقيقي للخسائر البشرية في صفوف عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” وفصائل إسلامية أخرى، أكبر مما تمكن “المرصد” من توثيقه حتى الآن، نظرا إلى التكتم الشديد من قبل الأطراف المستَهدَفة على خسائرها البشرية، فيما لا تزال عمليات البحث عن المفقودين وعمليات انتشال الجثامين مستمرة من قبل القوى المسيطرة على المناطق التي تعرضت للقصف الصاروخي والجوي للتحالف الدولي خلال السنوات الخمس الماضية.
إن المرصد السوري لحقوق الإنسان وإذ يقدم رصدا وافيا لما جرى من تطورات فيما يتعلق بعمل قوات التحالف في سورية على مدار الشهر الماضي، فإنه يؤكد أنه كان ممكنا تجنب الخسارة الفادحة في أرواح المدنيين السوريين إذا لم يكن التحالف الدولي قد صم آذانه عن دعوات “المرصد” لتحييد المدنيين عن عملياته العسكرية، حيث إن وجود عنصر من تنظيم “الدولة الإسلامية” أو من المجموعات الجهادية الأخرى في منطقة مدنية، لا يبرر بأي شكل من الأشكال قصف المنطقة وإزهاق أرواح المدنيين فيها. كما يطالب “المرصد السوري” قادة التحالف الدولي وقوات سورية الديمقراطية، بإعلان نتائج التحقيقات مع معتقلي تنظيم "داعش" والكشف عن مصير آلاف المختطفين. وكان المرصد سبق وأن طالب المجتمع الدولي
بالتحقيق في معلومات عن مقتل 200 شخص من عناصر تنظيم "داعش" وعوائلهم من النساء والأطفال، في مجزرة ارتكبتها طائرات التحالف الدولي بقصف مخيم “الباغوز”، في 21 مارس/آذار من العام الجاري. ووفقا للمعلومات التي حصل عليها “المرصد السوري” آنذاك، جرى دفن الجثث الـ200 فجر ذلك اليوم، دون معلومات عما إذا كان التحالف الدولي كان على علم بوجود أطفال ونساء من عوائل التنظيم داخل المخيم أم لا. كذلك، يؤكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه كان بالإمكان تجنب ويلات التدخل العسكري التركي على المدنيين، لو أن الرئيس الأميركي مارس ضغوطه على نظيره التركي للامتناع عن التسبب في أزمة إنسانية جديدة وتشريد الآلاف وقتل وإصابة المئات.
قد يهمك ايضا:
إيران تُدين دعم الولايات المتحدة للاحتجاجات وتعتبره تدخلًا في شؤونها الداخلية
توقعات بعودة الحريري على رأس حكومة الإنقاذ وفق شروطه وليس شروط باسيل
أرسل تعليقك