أثار القصف الإيراني لقاعدتين عسكريتين أميركيتين مخاوف العراقيين من تحول بلادهم إلى ساحة لتصفية الحسابات بين واشنطن وطهران فيما تتعالى الأصوات الدولية والإقليمية منادية بالتهدئة وخفض التصعيد.
وعبّرت الخارجية العراقية الأربعاء في بيان عن رفضها تحويل العراق إلى ساحة حرب لتصفية الحسابات، مشيرة إلى أنها ستستدعي السفير الإيراني للاحتجاج على الضربات الصاروخية.
لكن البيان يتناقض مع إعلان رئاسة الحكومة العراقية بأن إيران أبلغتها بالهجمات على قاعدتي عين الأسد في الأنبار وقاعد اربيل في كردستان حيث تتواجد فيهما قوات أميركية، قبل التنفيذ بقليل.
وقالت الخارجية العراقية إنها ستبلغ السفير الإيراني رفض بغداد لاعتداءات طهران، مؤكدة أنها لن تسمح بأن يكون العراق ممرا لتنفيذ اعتداءات أو مقرا للإضرار بدول الجوار، وشددت على أن العراق بلد مستقل وأن أمنه الداخلي يحظى بالأولوية، رافضة الاعتداءات الإيرانية معتبرة إياها خرقا للسيادة.
وأعرب الرئيس العراقي برهم صالح الأربعاء خلال استقباله السفير البريطاني ستيفن هيكي عن استنكاره للقصف الصاروخي الإيراني الذي طال مواقع عسكرية تضم جنودا أميركيين على الأراضي العراقية فجرا، ردا على تصفية قائد فيلق القدس الجنرال الإيراني قاسم سليماني في بغداد.
وقال صالح في بيان إن رئاسة الجمهورية "تجدد رفضها الخرق المتكرر للسيادة الوطنية وتحويل العراق إلى ساحة حرب للأطراف المتنازعة"، وأدان رئيس مجلس النواب (البرلمان) العراقي محمد الحلبوسي أيضا القصف الصاروخي الإيراني للقاعدتين في العراق، معتبرا أنه "انتهاك لسيادة" البلاد.
وقال الحلبوسي في بيان "في الوقت الذي ندين فيه الانتهاك الإيراني للسيادة العراقية، نؤكد رفضنا القاطع لمحاولة الأطراف المتنازعة استخدام الساحة العراقية في تصفية الحسابات".
ودعا الحلبوسي الحكومة إلى "اتخاذ الإجراءات والتدابير السياسية والقانونية والأمنية اللازمة لإيقاف مثل هذه الاعتداءات والعمل على حفظ السيادة العراقية من الانتهاكات، وإبعاد بلاده عن الصراع الدائر وأن لا يكون ساحةً للتصفيات والاقتتال أو طرفا في أي صراع إقليمي أو دولي".
كما دعا رئيس البرلمان جميع الأطراف إلى "ضبط النفس وتغليب الحكمة"، لافتا إلى "أهمية تضامن القوى والفعاليات الوطنية لمواجهة التحديات وحفظ استقرار البلد وأمنه ومصالحه وتجنيب شعبنا ويلات الحروب".
وأصدرت اربيل الأربعاء بيانا على اثر اجتماع طارئ للرئاسيات الثلاث في الإقليم دعت فيه للتهدئة وخفض التصعيد، مؤكدة أيضا أن الخيار العسكري ليس حلا، وقالت في بيانها إن "الاجتماع بحث بشكل مفصل الأحداث الأخيرة في العراق وموقف الإقليم منها، حيث أعربت الرئاسات الثلاث عن أسفها الشديد للأحداث التي شهدها العراق والمنطقة في وقت لا يزال خطر الإرهاب قائما على الإقليم والعراق والمنطقة".
وتابعت "الخيار العسكري لا يحل المشكلات بأي شكل من الأشكال"، مضيفة أن الإقليم مع تهدئة الأوضاع والحوار واللجوء إلى الطرق الدبلوماسية، كما دعت الرئاسيات الثلاث في الاقليم جميع الأطراف إلى إبعاد إقليم كردستان عن الخلافات والصراعات، موضحة أن إقليم كردستان يعتبر دعم لتحالف الدولي للإقليم والعراق في مواجهة الإرهاب أمرا مهما.
كما دعا الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين الأربعاء "كل الأطراف إلى ممارسة ضبط النفس" لوضع حد للتصعيد بين الولايات المتحدة وإيران، وقال الرئيسان في بيان مشترك في ختام مباحثاتهما في اسطنبول "نؤكد التزامنا بنزع فتيل التوتر في المنطقة وندعو كل الأطراف إلى ممارسة ضبط النفس والتصرف بحكمة وإعطاء الأولوية إلى الدبلوماسية".
وأعلن الحرس الثوري الإيراني فجر الأربعاء استهدافه قاعدتين أميركيتين بالعراق، بعشرات الصواريخ الباليستية، ردا على مقتل سليماني، وينتشر نحو 5 آلاف جندي أميركي في قواعد عسكرية بأرجاء العراق ضمن التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي.
وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية الأردنية الأربعاء إن وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي ونظيره الفرنسي جان إيف لودريان دعوا إلى التحرك من أجل خفض التصعيد في منطقة الخليج بعد مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني في ضربة أميركية في بغداد.
وقال البيان إن الصفدي ولودريان أكدا خلال اتصال هاتفي الأربعاء "ضرورة إطلاق تحركات فاعلة لتخفيض التصعيد وإنهاء التوتر في منطقة الخليج العربي"، وأضاف أن الوزيرين شددا على "ضرورة بذل كل جهد ممكن لحل الأزمة بالطرق السلمية وتجنيب المنطقة تبعات أزمة جديدة ستهدد إن تفاقمت الأمن والسلم الإقليميين والدوليين".
وبحسب البيان، أكد الصفدي ولودريان "أهمية دعم استقرار العراق وأمنه وحماية مسيرة إعادة البناء التي بدأها".
وأكدا أيضا "ضرورة الحفاظ على تماسك التحالف الدولي ضد داعش والجهود المستهدفة منعه من إعادة بناء قدراته"، في إشارة إلى تنظيم الدولة الإسلامية، واتفقا على "إدامة التشاور والتنسيق في جهودهما المستهدفة تجاوز أزمات المنطقة وتحقيق الأمن والاستقرار".
وطالب لودريان الاثنين طهران بالعدول عن الرد على مقتل سليماني. وقال في تصريح لمحطة 'بي اف ام' التلفزيونية الفرنسية "من الضروري أن تعدل إيران عن الرد والتصعيد"، مؤكدا أنه "لا تزال هناك مساحة للدبلوماسية"، وصرح مصدر حكومي فرنسي لم يشأ كشف هويته الثلاثاء بأن فرنسا "لا تعتزم" سحب جنودها المنتشرين حاليا في العراق لتنفيذ مهمات تدريب.
قد يهمك ايضا:
ميليشيات حزب الله العراقي تختطف 15 مدنيًا في بابل
مقتل قيادي بارز في حزب الله العراقي في البصرة
أرسل تعليقك