أحرج المذيع البريطاني تيم سيباستيان، مستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والمتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالن، خلال لقاء تلفزيوني في 27 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، تناول العملية العسكرية التركية ضد الأكراد في شمال شرق سورية، عند سؤاله عن الانتهاكات التي ارتكبتها فصائل موالية لتركيا.
وقال المذيع الشهير خلال المقابلة إن عددا محدودا من الدول دعمت العملية التركية في سورية، مشيراً إلى أن المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري أكد أن تركيا شنت عمليتها العسكرية رغم اعتراض واشنطن، وشردت المدنيين ودمرت البنية التحتية.
ليرد كالن بالنفي والتأكيد على أن الولايات المتحدة كانت على علم بالعملية، وأن الكثير من الاجتماعات كانت بينه وبين جيفري الذي وصفه كالن بالصديق.
عندها تابع سيباستيان، قائلاً إن "جيفري أكد أن هناك حالات تعذيب وانتهاكات". فرد كالن بالقول: أعطني أمثلة.
ليرد المذيع الشهير قائلاً: السفير جيفري هو من سيعطيك أمثلة. وأضاف "أن المعارضة السورية المدعومة من أنقرة ارتكبت جرائم حرب، وقد طلبنا توضيحا من تركيا"، وتابع مخاطبا كالن "زعمت أن تحقيقات جارية في انتهاكات حقوق الإنسان، لذا أنت تسألني عن شيء تعرفه؟" ليباغته بالسؤال: "كم عدد التحقيقات التي أجريت وبواسطة من؟".
بدوره، ارتبك المتحدث الرسمي باسم الرئاسة التركية وابتسم، وقال "تم إطلاق عدد من التحقيقات". إلا أن المذيع تابع حديثه وسأله مجدداً: "كم عددهم؟ كم عددهم سيد كالن؟".
إلا أن الرد التركي أتى عاماً، فقال كالن "بعضها ما زالت قيد التحقيق". فأصر سيباستيان على الضيف التركي سائلاً "أخبرني عن التحقيقات".
لكن المتحدث باسم الرئاسة التركية رد بابتسامة وملامح ارتباك واضحة قائلاً: "الصحافي الجيد يمكنه أن يبحث ويجد الإجابة"، ليرد عليه سيباستيان "أنت لا تعرف.. لا تعرف الإجابة!".
يذكر أن تركيا وفصائل موالية لها بدأت هجوماً ضد المقاتلين الأكراد شمال شرق سوريا في التاسع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، سيطرت خلاله على منطقة حدودية بطول نحو 120 كيلومتراً، وارتكبت خلالها انتهاكات وسُجلت عدّة حالات خطفٍ في رأس العين وتل أبيض بحق المدنيين على غرار ما يحصل في عفرين بعد تمكن بعضهم من الوصول لبيوتهم في المدينتين.
وبحسب نازحين فرّوا من رأس العين وتل أبيض، فإن عدد المختطفين لدى الجماعات المسلحة الموالية لأنقرة قد بلغ أكثر من 30 شخصاً، لا يزال مصيرهم مجهولاً.
خطف وسرقات
من جهتها، أكدت منظمة "سوريون من أجل الحقيقة والعدالة" أن الانتهاكات في رأس العين وتل أبيض، "تنوّعت ما بين احتجاز مدنيين في مناطق الاشتباكات المباشرة، وما بين عمليات سرقة أموال وقطعان الماشية والاستيلاء على المنازل والمحلات التجارية".
وعلقت تركيا هجومها في 23 تشرين الأول/أكتوبر بعد وساطة أميركية ثم اتفاق مع روسيا على أن تسهل موسكو انسحاب وحدات حماية الشعب الكردية من منطقة بعمق 30 كيلومتراً من الحدود مع تركيا. كما تم الاتفاق على تسيير دوريات مشتركة قرب الحدود.
قد يهمك ايضا:
مأساة الصحافيين تتفاقم في تركيا و120 من أصحاب الأقلام خلف القضبان
رضوى الشربيني تتّخذُ قرار حاسم بخصوص برنامجها وتفاجئ عدد كبير من جمهور
أرسل تعليقك