جمال سليمان يؤكّد أنّه يحلم بامتلاك مسرح صغير ومزرعة طيور
آخر تحديث GMT09:29:31
 لبنان اليوم -

أوضح أنه يشعر بحنين دائم لوطنه سورية

جمال سليمان يؤكّد أنّه يحلم بامتلاك مسرح صغير ومزرعة طيور

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - جمال سليمان يؤكّد أنّه يحلم بامتلاك مسرح صغير ومزرعة طيور

الفنان السوري جمال سليمان
القاهرة - لبنان اليوم

أكد الفنان السوري جمال سليمان أن الأعمال الدرامية السورية التي تم تقديمها قبل عام 2011 عادت لتحتل صدارة اهتمام اللاجئين السوريين في كل مكان بالعالم، حيث تعيدهم لأيام سوريا الجميلة التي عاشوها، مشيراً إلى أنه ينحني احتراماً لزملائه الفنانين الذين يكافحون لتبقى الدراما السورية قوية، وقال إن الأفلام التي قدمها سوريون خارج البلاد هي الأصدق -رغم بساطتها- في تناول قضية بلاده، التي تعد قضية حرية وكرامة، وأضاف سليمان في حوار مع صحيفة  «الشرق الأوسط» أنه مغرم بتجسيد الشخصيات التاريخية، وكشف عن استعداداته لتصوير مسلسل يجسد من خلاله شخصية الملك الليبي محمد إدريس السنوسي، أول ملك لليبيا بعد الاستقلال.

التاريخ يعيد نفسه

قدم سليمان عدداً كبيراً من الشخصيات التاريخية عبر أعماله الدرامية، على غرار «صلاح الدين الأيوبي» و«عبد الرحمن الداخل»، ويرى أن هناك فرقاً بين تقديم شخصية يعرفها الجمهور، وبين تقديم شخصية غير معروفة له، وأن الفيصل في ذلك هو التعبير عن روح الشخصية، وعن هذا العمل الجديد يقول: «المسلسل كتبه فاضل عفاش، ويخرجه إلياس بكار، وسيجري تصويره في تونس، ويتناول فترة حكم الملك إدريس السنوسي التي شهدت صراعاً شعبياً للتحرر من الاستعمار الإيطالي، والعمل يتعرض لتلك الحقبة بما فيها من صراعات استعمارية، وهو أمر مهم، ليس فقط لأنه يلقي الضوء على التاريخ، لكن لأنه أيضاً يشبه الوضع الراهن في العالم العربي، فرغم التحرر الذي حققته الشعوب العربية، لكن لا يزال محاطاً بصراع المصالح الدولية لبسط النفوذ عليه، هذا ليس جديداً فنحن نعيشه منذ قرون، وكما يقول ماركس إن التاريخ يعيد نفسه بأشكال أخرى، بينما يقول هيغل إنه يعيد نفسه، تارةً بشكل تراجيدي، وتارة أخرى بشكل كوميدي، غير أنني أراه الآن صراعاً تراجيدياً للغاية، فالوضع صعب جداً ومأساوي في كل من سوريا وليبيا والعراق ولبنان، ولسنا متأكدين من الاحتمالات القادمة، وأصبح الخطر وجودياً بكل ما تحمله من معنى».

وعن استعداده لأداء شخصية إدريس السنوسي وكيفية تعامله كممثل مع الشخصيات التاريخية يؤكد سليمان: «أرى أن تجسيد الشخصيات التاريخية لا يعني تقليدها، بل تجسيد روحها، لأن الجمهور يدرك أن هذا ممثل يجسّد الشخصية، فنحن نشاهد أنتوني هوبكنز يؤدي شخصية الرئيس الأميركي نيكسون أو الفنان بيكاسو، ولم يحاول تقليدهما، وكذلك ميريل ستريب حينما جسّدت شخصية رئيسة الوزراء البريطانية مارغريت تاتشر، اقتربت من روحها، فالمعيار في هذه الحالة هو أن ننفذ لروح الشخصية لنعرف كيف تفكر، وكيف تتخذ قراراتها، وهذا يبدأ بالكتابة، ثم يلتقطه الممثل والمخرج ليقدمانه بشكل مدروس، ومهما كان السيناريو رائعاً ومليئاً بالتفاصيل، ومهما كان دقيقاً تاريخياً، يظل في النهاية كلاماً على ورق، لا بد أن يتحول إلى لحم ودم على يد الممثل الذي يجب أن يقوم بالبحث الكافي والوافي عن الشخصية، ويبدأ في تمثيلها والتعايش معها، وحين جسدتُ شخصية صلاح الدين الأيوبي ظللت أقرأ لمدة عام كل ما كُتب عنه سواء معه أو ضده... السنوسي أيضاً هناك كتابات معه وأخرى ضده لا بد أن أقرأها، فأنا أستمتع بأداء الشخصيات التاريخية وأستمتع بفترة البحث عنها، وعلى سبيل المثال في مسلسل (صقر قريش) وجدت معنى أن يفقد الإنسان إحدى عينيه في سن متأخرة كما حدث مع عبد الرحمن الداخل، وانعكاس ذلك عليه ومشاعر الريبة والشك التي أحاطته وبالتالي قراراته كانت حاسمة جداً، وخلال بحثي في شخصية إدريس السنوسي وجدت تقاطعاً بينه وبين صلاح الدين، في جزئية التصوف، كما كان لديهما جانب من التسامح الذي يتناقض مع شخصية صلاح الدين العسكرية، ووجدته بنسبة أكبر عند السنوسي، فالتربية الصوفية التي تلقاها جعلته يتراجع عن قيادة المعركة ويتركها لعمر المختار».

 

ماذا سنقول للناس؟

ويستعد سليمان أيضاً لتصوير مسلسل «الطاووس» مع المخرج رؤوف عبد العزيز، وتأليف خالد الدليل ويشرف على الكتابة محمد ناير للعرض خلال شهر رمضان المقبل، وعن معايير الاختيار لديه يؤكد: «لم تختلف طريقة اختياراتي منذ دخلت مهنة التمثيل حتى الآن، فمع كل عمل جديد أتساءل: ماذا سنقول للناس؟ وأجد نفسي مسؤولاً عما يقوله العمل، مثلي مثل المؤلف والمخرج، فأنا لم أقدم عملاً يقول شيئا مختلفاً عن قناعاتي، قد أعمل مسلسلات تنجح أكثر من غيرها، فحينما قدمت مسلسل (حدائق الشيطان) لم أكن أتخيل هذا النجاح، وحينما قدمت مسلسل (قصة حب) لم أكن أتخيل أن العمل سيقابَل بهذا الإهمال ثم يشاهده الجمهور بعد ذلك ويكتشفوا أنه عمل جيد، فتقبُّل الجمهور للعمل الفني لا يستطيع أحد التنبؤ به».

 

حنين واحترام

وعُرفت الدراما السورية بأعمالها الاجتماعية والتاريخية المهمة، ويؤكد سليمان أن هذه الأعمال التي قُدمت منذ سنوات ما قبل الثورة تجد صدى أكبر واهتماماً أوسع الآن ويفسر ذلك قائلاً: «لأن ملايين السوريين باتوا لاجئين في كل دول العالم، يبحثون عما يربطهم بالأيام الحلوة في سوريا مثل مسلسل (الفصول الأربعة) الذي تم تصويره في سوريا قبل الحرب والدمار، صاروا يشاهدون شوارعها التي تمثل حنيناً لديهم». وبشأن رؤيته للأعمال الحديثة يقول: «لا أريد أن أُدلي بآراء نقدية مجردة عن الواقع، فأنا أنحني احتراماً لزملائي الفنانين السوريين الذين يكافحون لتبقى الدراما السورية قوية في ظل ظروف صعبة، لكنّ هناك منتجين أميين يستغلون الظروف ويدفعون القليل للفنانين».

 

السينما السورية

ويعود الفنان السوري الكبير مجدداً إلى السينما عبر فيلم «الكاهن» الذي يصوره حالياً من إخراج عثمان أبو لبن، وتأليف محمد ناير، مشيراً إلى أنه عُرضت عليه أعمال سينمائية لم يجد فيها نفسه قائلاً: «كفنان حينما أتجه من التلفزيون إلى السينما لا بد من وجود إضافة، فقد كنت محظوظاً لمشاركتي في عدد من الأعمال الكبيرة والمهمة مثل (التغريبة الفلسطينية، صقر قريش، خان الحرير)، وحينما أتجه إلى السينما لا بد من وجود عمل يشبه ما قدمته، إن لم يَفُقْه».

وحول رؤيته للسينما السورية حالياً والأفلام التي تتعرض للأزمة في بلاده، والتي يقدمها سينمائيون خارج الحدود، يؤكد جمال سليمان: «هناك نوعان من الأفلام، منها ما تُنتَج وتصوَّر داخل سوريا، وتتبنى رواية النظام لما جرى، وهي رواية مشوَّهة، وبها الكثير من التلفيق، أو أنها (عوراء) تتناول إرهاب الجماعات المسلحة لكنها لا تتطرق لسياسات النظام السيئة التي فتحت البلاد أمام صراع عسكري وأدت لانهيار الحدود الوطنية وأخرجت الجماعات الإرهابية المسلحة إلى قلب سوريا، بينما الأفلام التي تنتَج خارج سوريا، رغم بساطتها، فإنها الأصدق والأقرب إلى حقيقة ما يجري، لأن أصحابها يتمتعون بقدر أوسع من الحرية ويحكون ما عايشوه، وهناك أفلام ومسلسلات تظهر حالياً عن سوريا لشركات إنتاج عربية وأجنبية مثلما شاهدنا في مهرجان الجونة السينمائي فيلم (الرجل الذي باع ظهره)، طبعاً الجميع يتناولها من منظوره، والمسلسل الأميركي (نو مانز لاند) يقدم بطله السوري شاذاً جنسياً، بينما القضية السورية هي قضية حريات وكرامة، وحلم شعب بدولة ديمقراطية يسودها القانون، وتسمح بالتعددية السياسية، وليست دولة محكومة بالفساد والسطوة الأمنية. وقد شاركت في مسلسل (العراب) الذي تطرق إلى الظروف التي مهّدت لقيام الثورة، والجزء الأول منه انتهى بأول مظاهرة وقعت ضد النظام بحي الحريقة التجاري في دمشق، اعتراضاً على الفساد والمحسوبية، وسطوة الأجهزة الأمنية، وركّزنا فيه على الصراع بين الحرس القديم والجديد».

 

شيطان الصمت

كثير من الفنانين قد يتحفظون في إعلان رأيهم بشأن الأحداث السياسية في سوريا إيثاراً للسلامة وحفاظاً على مكتسبات تحققت لهم، لكن جمال سليمان أعلن رأيه بوضوح منذ اللحظة الأولى، مؤكداً: «هذه بلدي وأنا مواطن سوري ومن حقي أن أقول الحقيقة كما أراها، ومن حق الناس أن تناقشني، المهم أن من ينتقد يتحدث بحرية وموضوعية، ولو أنني أردت الانطلاق من مصلحتي الخاصة كفنان كان عليّ أن أكتفي بالصمت، لكن إذا ما التزمت الصمت سأكون مثل شيطان أخرس، وكنت منذ البداية ضد استخدام العنف في حل القضية السورية من أي طرف، وأولها النظام لأنه هو من بدأ بالعنف، كما أنني ضد رفع أي شعارات دينية في هذا الصراع، وضد التدخل الخارجي في سوريا بكل أشكاله السياسية والعسكرية، وقد حمّلت النظام مسؤولية ذلك لأنه لم يدخل في حوار وطني تكون فيه سوريا أولاً وثانياً وثالثاً، فالوطن أكبر من الجميع».

ويشعر جمال سليمان بحنين كبير لسوريا قائلاً: «منذ بدايات عام 2012 لم أذهب إليها، ولم أغب عنها من قبل بهذا الشكل، أنا منتمٍ بشكل كبير لبلدي، مهما سافرت ومهما أُتيحت لي فرص الحياة، لكن لا مكان يعادل موطن الإنسان، الارتباط بالوطن يظل شيئاً غير قابل للتفسير، فهناك حبل سُرِّي يربط الإنسان ببلده حتى لو عاش خارجه في قصور مشيّدة، ربما ليس لذلك تفسير عقلاني، وهناك قائد روماني قال قبل نحو ألفي عام: لكل إنسان وطنان؛ وطنه وسوريا. ولا أعرف أحداً من عرب أو أجانب زار سوريا إلا ولديه حنين لكي يعود إليها».

قدم جمال سليمان عدداً كبيراً من المسرحيات الناجحة كمؤلف ومخرج بالمسرح القومي السوري، منها «عزيزي مارت»، و«قصة موت معلن»، والمسرحية الغنائية «أبو الطيب المتنبي» مع عاصي الرحباني، لكنه منذ سنوات لم يقدم عملاً مسرحياً، وقد عبر عن ذلك بالقول: «أفتقد المسرح ليس كممثل فقط بل كمخرج أيضاً، وأقصى طموحي الشخصي أن يكون لديّ مسرح يتسع لمائتي شخص أفتحه أمام الموهوبين، وخلال دراستي للمسرح في لندن كنت أتردد على مسرح صغير (الميدا ثيتر)، وهو مسرح بسيط جداً دون تكنولوجيا ولا ديكورات ضخمة، لكنه يرفع دائماً لافتة كامل العدد، وعندي حلم أن أمتلك مسرحاً مثله، وأن تكون لديّ مزرعة صغيرة أربّي بها بعض الطيور».

قد يهمك أيضاً : 

جمال سليمان يكشف كواليس الجزء الثاني من "أفراح أبليس"

- جمال سليمان ومنة فضالي وياسر فرج يستكملون"أفراح إبليس2"

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جمال سليمان يؤكّد أنّه يحلم بامتلاك مسرح صغير ومزرعة طيور جمال سليمان يؤكّد أنّه يحلم بامتلاك مسرح صغير ومزرعة طيور



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 17:54 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
 لبنان اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 12:03 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

تعرف على تقنية "BMW" الجديدة لمالكي هواتف "آيفون"

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 07:21 2021 الثلاثاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات ساعات متنوعة لإطلالة راقية

GMT 09:17 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

6 نصائح ذهبية لتكوني صديقة زوجك المُقربة

GMT 12:59 2021 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

مصر تعلن إنتاج أول أتوبيس محلي من نوعه في البلاد

GMT 06:22 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

استغلال وتزيين مساحة الشرفة المنزلية الصغيرة لجعلها مميزة

GMT 21:49 2022 الأربعاء ,11 أيار / مايو

عراقيات يكافحن العنف الأسري لمساعدة أخريات

GMT 12:22 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

أفضل العطور النسائية لصيف 2022

GMT 21:09 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

القماش الجينز يهيمن على الموضة لصيف 2023

GMT 17:08 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

اتيكيت سهرات رأس السنة والأعياد

GMT 21:25 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 06:17 2014 الثلاثاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

السيسي يجدد دماء المبادرة العربية

GMT 09:55 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

المغربي سعد لمجرد يُروج لأغنيته الجديدة "صفقة"

GMT 08:41 2023 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

مكياج مناسب ليوم عيد الأم

GMT 15:48 2013 السبت ,08 حزيران / يونيو

ثلاثة فضاءات لـ "المثلث الإسلامي"؟

GMT 08:51 2012 الإثنين ,24 كانون الأول / ديسمبر

أجمل 30 امرأة في العالم في حضور عربي واضح
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon