أكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أن الأشهر الثمانية أو التسعة الأخيرة كانت صعبة جداً، انطلاقا من فيروس كورونا بحد ذاته، لافتاً الى أنه "لدينا كورونا بيولوجي وكورونا سياسي".
وأوضح جعجع في كلمة أمام وفد من مصلحة الأطباء في الحزب، أن الكورونا السياسي انعكس صعوبات هائلة في كل المجالات من مستحقات المستشفيات إلى موضوع الأدوات الطبية وتدهور سعر صرف الليرة مرورا بكل ما تبع ذلك من شح في كل شيء تقريبا إلى حد أن الجميع في القطاع الطبي كان يعمل باللحم الحي، قائلا: "تحية كبيرة لهم جميعا، وفي هذه المناسبة أريد أن أؤكد أننا سنكمل مهما حصل لأن هذه البلاد بلادنا وهذه الأرض أرضنا والناس أهلنا الذين يجب أن نكمل وإياهم المسيرة رغم صعوبة المرحلة".
وأكد جعجع أن "المشكلة في البلاد تكمن في طريقة إدارة الدولة وهذا جانب منها لأن جوهرها أكبر بكثير، لافتا الى ان هذه المرحلة تذكره بالحرب اللبنانية (1975- 1990)، الأخيرة كانت بالرصاص والقذائف، واليوم بالاقتصاد والمال.
وقال: "اليوم، يحدث الأمر نفسه، هناك خطة جدية من قبل أصدقاء محور المقاومة، ومن يسمون أنفسهم بمحور المقاومة، للسيطرة على الوضع في لبنان".
وأضاف: "عندما يدرك المرء سبب ما يعيشه وبالتالي يعلم ما هي النهاية وأين يمكن أن تكون، يستطيع عندها تحمل الصعوبات التي يمر بها بسهولة أكبر، وبما أننا نعيش اليوم مرحلة مماثلة تماما فنحن بحاجة لروح مقاومة كالتي كانت لدينا بين الـ75 و90، لأن لبنان مرة جديدة يتعرض، ولو من جهة مختلفة عن تلك التي كانت تضغط في ذلك الوقت، وهي محور المقاومة للسيطرة على شؤون لبنان".
وشدد جعجع على أننا في "أمس الحاجة لحكومة جديدة، إلا أنه بالنسبة لمحور المقاومة هذا أمر لا يهم، فالمهم الوحيد لديهم هو أن يتقدم محور المقاومة بشكل من الأشكال، محافظا على حلفائه مهما كانوا فاسدين ويخربون البلاد، ومهما عاثوا خرابا فيها، وبقدر ما يهربون إلى سوريا، وكل ذلك لا يهم، المهم أن محور المقاومة يواصل تحقيق التقدم أكثر وأكثر، ويقوى أكثر وأكثر".
ولفت الى أن ما يحصل لنا اليوم وما نعانيه من مشقات ومصاعب ليس مجانا، أي أننا لا نعيش ما نعيشه انطلاقا من لا شيء، فهذا غير صحيح إطلاقا، بل انطلاقا من رغبة محور المقاومة في السيطرة على البلاد، لذلك علينا أكثر من أي وقت آخر، التشبث بأرضنا، وبيوتنا وعائلاتنا، وتاريخنا، وأهلنا، وأجدادنا، وببلدنا حتى النهاية لنمنع محور المقاومة من وضع يده عليه".
وقال جعجع: "أتى المبعوث الفرنسي إلى لبنان خصيصا ليقول لهم خلصنا، أي أن الوقت انتهى وبالتالي إما أن تشكلوا الحكومة أو أن كل ما كنتم تأملون به من مؤتمر سيدر إلى تبرعات جديدة من الدول الصديقة للبنان أو صندوق النقد الدولي سيذهب في مهب الريح، فهل تعتقدون أن هذا الإنذار سيؤثر بهم؟
وأضاف" : للأسف رئيس الجمهورية ميشال عون لم يوقع حتى اللحظة على مرسوم إنهاء خدمات المسؤولين الرئيسيين في المرفأ، والذين كيفما أتت نتائج التحقيق وكيفما كان الأمر يتحملون بشكل مباشر أو غير مباشر مسؤولية، فإن لم يحرك انفجار المرفأ مشاعرهم ليستنفروا، وان لم يحركهم تدهور الليرة والوضع المعيشي، فهل سيتمكن السيد باتريك دوريل بكلمتين ناعمتين باللغة الفرنسية من جعلهم يتحركون؟".
وفي الملف الحكومي، شدد جعجع على أن "الرئيس المكلف سعد الحريري يحاول اليوم منفردا تحسين نوعية الحكومة العتيدة إلا أن الفرقاء الآخرين همهم لعبتهم، التي هي اليوم كسر رأس أميركا بغض النظر عما يعانيه المواطن فهذا غير مهم لهم، يريدون لعب الكباش معها وتكسير رأسها".
وأكد جعجع أنه بسبب أحد المتحالفين مع محور المقاومة وهو الوزير جبران باسيل الذي فرضت عليه عقوبات أميركية، يريدون التعويض عليه بإعطائه مكاسب في تشكيل الحكومة، الأمر الذي أدى إلى تعطيل تشكيل الحكومة".
قد يهمك أيضا :
التطورات السياسية اللبنانية محور بحث بين جعجع والمستشار في قصر الإيليزيه باتريك دوريل
جعجع يؤكّد أنّ محاولة التعويض على باسيل أدى الى تعطيل التشكيل
أرسل تعليقك