تعداد كورونا يدقّ ناقوس الخطر بشأن الأزمة المالية في لبنان
آخر تحديث GMT15:51:31
 لبنان اليوم -

تعداد كورونا يدقّ ناقوس الخطر بشأن الأزمة المالية في لبنان

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - تعداد كورونا يدقّ ناقوس الخطر بشأن الأزمة المالية في لبنان

صندوق النقد الدولي
بيروت - لبنان اليوم

كتب وليد شقير في "نداء الوطن": مع الرفض الواسع من القوى السياسية لاقتراح مسودة برنامج الإصلاح الحكومي اقتطاع ما يقارب الـ 50 في المئة من الودائع، سواء تلك التي تفوق المئة ألف دولار، أو أكثر من 50 في المئة للتي فوق الـ 200 ألف دولار، يبدو أن ما يتفق عليه الخبراء سواء عارضوا هذا الإجراء أم لا، هو أن الأرقام التي تتضمنها المسودة تُعلَن للمرة الأولى رسميًا، للدلالة على عمق الحفرة المالية التي وقع فيها لبنان.

 بصرف النظر عن الموقف من الحلول التي تطرحها الحكومة، يرى هؤلاء أن المعطيات الواردة في المسودة تسمح بمقاربة المشكلة بطريقة واقعية أكثر من السابق، حين كانت الشفافية والصراحة غائبتين، حول مدى الخسارة الهائلة. الحديث السابق عن ملاءة المصارف لطمأنة المودعين إلى أموالهم انكشف مدى زيفه. وإذا كانت المصارف ومصرف لبنان قصدت بتطمينها المودعين قبل أشهر، أن أموالهم موجودة وفي حوزة الدولة، فإن الأخيرة مفلسة لكثرة استدانتها، إلى درجة تفكر معها باجتراح حلول من نوع الاقتطاع من الودائع. هكذا يُقحَم المودعون في الحلقة المفرغة التي تدور بين فريقين مفلسَين: الدولة أجبرت المصارف على إقراضها من الودائع لأجل منافع المهيمنين عليها، والأخيرة ارتكبت الخطأ الفادح بقبول إغراءات الأرباح، فاستخدمت الودائع بلا حساب. والآن يجري تحميل الفريق الثالث، المودعين، المسؤولية. من الطبيعي ألا يجرؤ القادة السياسيون على إبلاغ جمهورهم بأنهم يوافقون على الاقتطاع من أموالهم من أجل معالجة المأزق، عن طريق شطب نصف مدخراتهم.

قد يكون هدف تسريب المسودة التي تقترح الـ hair cut ( اقتطاع من الودائع)، مقنّعا بالـ bail in (إعطاء أسهم بالمصارف بقيمة جزء من الوديعة)، رصد ردود الفعل، التي جاءت سلبية، من أجل التراجع عنها لاحقًا. لكن الشكوك تبقى قائمة حول رفض القوى السياسية لها. فهذا الرفض قد يشبه التطمينات غير الصحيحة التي سبقت انكشاف الحقيقة حول عمق الهوة المالية، ليعود السياسيون لقبول هذا التدبير لاحقًا، كأمر واقع، على رغم معارضتهم له الآن. كلما انكشفت الحقائق تضاعف انعدام الثقة بالطبقة السياسية المسؤولة عن الحلقة المفرغة. ومع صحة الاستنتاج بأن بعض القادة السياسيين، ولا سيما رجالات العهد وفريقه وحلفائه، الذين وقعوا في مستنقع الفساد والهدر بعدما وعدوا اللبنانيين بمحاربتهما، يحمّلون المسؤولية للمصارف ومصرف لبنان عما آل إليه الوضع، للهرب من مسؤوليتهم عن فعل عكس ما قالوه، فإن الحقيقة الأخرى هي أن الجميع أخطأ وبالتالي الجميع مسؤول. والحال هذه لا يعود أحد مسؤولًا.

تخفيف الخسارة على اللبنانيين، عن طريق استبدال الاقتطاع من الودائع، وعبر الانخراط ببرنامج إصلاحات صادقة ومستقيمة مع صندوق النقد الدولي، تستدرج تمويل النهوض بالاقتصاد، يحتاج إلى تغيير نهج الالتحاق بمعارك الإقليم والمحور الإيراني، وتصحيح العلاقة مع المحيط العربي لاستعادة ثقته كي يستثمر في البلد. كما يفرض مغادرة أوهام ربح الوقت، ووقف شعوذات التشاطر الصبيانية والشهوانية، والمراهنة على الإفادة من إعادة إعمار سوريا... وعلى استخراج الغاز الذي يتطلب سنوات.

الحكومة أثبتت، حتى إشعار آخر، بنهجها التجريبي، ومقاربتها للتعيينات الإدارية والمالية وتبعيتها للقوى التي عيّنتها، عجزها عن ابتداع آليات وأفكار خلاقة وعصرية لتطبيق البدائل واسترداد أموال الناس، ولو بعد حين.

قد يهمك أيضا:

لبنانيون يقفون في طوابير طويلة أمام السفارات مُطالبين بالعودة إلى بلادهم

حكومة "الفوتوشوب" اللبنانية في مواجهة شعب يواجه شتى أنواع الأزمات

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تعداد كورونا يدقّ ناقوس الخطر بشأن الأزمة المالية في لبنان تعداد كورونا يدقّ ناقوس الخطر بشأن الأزمة المالية في لبنان



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 11:49 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 لبنان اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 17:54 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
 لبنان اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 14:56 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"واتساب" يُعلن عن ميزة تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
 لبنان اليوم - "واتساب" يُعلن عن ميزة تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص

GMT 09:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:05 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 08:48 2023 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

أبرز العطور التي قدمتها دور الأزياء العالمية

GMT 15:27 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

علي ليو يتوج بلقب "عراق آيدول" الموسم الأول

GMT 11:57 2023 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

برومو ”الاسكندراني” يتخطى الـ 5 ملايين بعد ساعات من عرضه

GMT 16:26 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:28 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لاستغلال زوايا المنزل وتحويلها لبقعة آسرة وأنيقة

GMT 09:37 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

طرق تنظيم وقت الأطفال بين الدراسة والمرح

GMT 14:26 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

متوسط أسعار الذهب في أسواق المال في اليمن الجمعة

GMT 19:03 2019 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

منى عبد الوهاب تعود بفيلم جديد مع محمد حفظي

GMT 17:45 2021 الخميس ,21 تشرين الأول / أكتوبر

الكاظمي يؤكد العمل على حماية المتظاهرين بالدستور

GMT 08:32 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرفي علي نصائح للتعامل مع الطفل العنيد

GMT 11:05 2014 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لرئيسهم العاشر بطولته في "قديم الكلام"!
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon