اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على سعادته لوجوده في الشوف وبيت الدين وقال: "انا سعيد ايضا لأننا تمكنا من ان نخرج من الحادث المؤسف الذي حصل في قبرشمون. ويعز علينا كثيرا ما حدث. وقد سعينا كثيرا لازالة آثاره الجارحة التي نتطلع الى ان تزول كليا في وقت قصير."
اضاف: "ان المصالحة الاساسية التي حصلت لن تهتز وإن اختلفنا سياسيا. ان الاختلاف السياسي طبيعي في النظام الديموقراطي ولكنه ليس اختلافا على الوطن. والانسان يغتني في حق الاختلاف الذي يتيح المجال للاغتناء المتبادل والالتقاء على ما هو صح والابتعاد عمّا هو خطأ."
كلام الرئيس عون جاء في خلال استقباله، قبل ظهر اليوم في قصر بيت الدين، وفدا من منطقة الجبل جاء بدعوة من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب والوزير السابق وليد جنبلاط ورئيس اللقاء الديموقراطي النائب تيمور جنبلاط للترحيب برئيس الجمهورية في بيت الدين. وضم الوفد السيدة داليا وليد جنبلاط ممثلة والدها وشقيقها النائب جنبلاط، وووزير التربية والتعليم العالي اكرم شهيب ووزير الصناعة وائل ابو فاعور والنواب السادة: بلال عبدالله وهادي ابو الحسن وعضو كتلة المستقبل النيابية النائب محمد الحجار والنائب السابق ايلي عون ومستشار النائب جنبلاط حسام حرب وعدد من المديرين العامين في المنطقة ورجال دين مسلمين ومسيحيين ورئيس مؤسسة العرفان التوحيدية الشيخ نزيه رافع، مع وفد من مشايخ المؤسسة والطائفة، وممثل مفتي جبل لبنان الشيخ محمد هاني الجوزو، ورؤساء لجان واعضاء من المجلس المذهبي ورؤساء اتحادات وبلديات ومخاتير في قضاء الشوف، اضافة الى وفد من قياديي الحزب التقدمي الاشتراكي.
وقبل اللقاء الموسّع، استقبل الرئيس عون السيدة داليا وليد جنبلاط والوزيرين شهيب وابو فاعور والنواب عبدالله وابو الحسن والحجار والنائب السابق عون والمستشار حرب. وخلال اللقاء، نقلت السيدة جنبلاط تحيات والدها وشقيقها الموجودين في الخارج، مشيرة الى انهما سيعودان في وقت قريب لزيارة الرئيس عون في بيت الدين. وقالت السيدة جنبلاط: "نرحب بكم في منطقة الشوف والجبل ونعتبر ان وجود فخامتكم يشكل دفعا كبيرا للمصالحة والوحدة الوطنية في الجبل. ونتمنى لفخامتكم اقامة مريحة ونشكر استقبالكم لنا."
كلمة الوزير شهيب
بعد ذلك خرج الرئيس عون والوفد الى الحديقة الخارجية حيث احتشد اكثر من 300 شخص من المشاركين بالوفد، والقى الوزير شهيب كلمة قال: "باسم وليد بيك جنبلاط نرحب بكم وبقدومكم فخامة الرئيس الى بيتكم في بيت الدين. الجبل بكل اطيافه السياسية والروحية اتى مرحباً بكم لتمضية فترةِ اقامتكم الصيفية المعتادة."
اضاف: "ان وجودكم هو تكريس للمصالحة الراسخة التي ارساها الطيب الذكر الراحل مار نصرالله بطرس صفير وكرسها البطريرك مار بشارة بطرس الراعي. وكذلك عززتها زيارتكم الى المختارة عام 2010. والمصالحة كانت وستبقى عنواناً ساطعاً للعيش الوطني الواحد الراسخ في الجبل وعنواناً لتعزيز الحياة المشتركة ومعاني الشراكة الوطنية في هذه المنطقة من الوطن."
وقال: "حينما اكدتم فخامة الرئيس ان الجبل هو صلة الوصل بين السهل والساحل انما كنتم تعززون فكرة ان الجبل هو قلب الوطن "واذا كان القلب بخير فإن الوطن بالف خير". وانطلاقاً من هذه الروحية معكم ومع باقي شركاء المصالحة نحافظ على لبنان التسامح والديموقراطية والحريات والتنوع."
وختم بالقول: "فخامة الرئيس اطمئن فالمصالحة فعلُ وعييٍ يمارس يومياً عن قناعةٍ وخيارٍ ثابت، ووجودكم اليوم في بيت الدين تأكيد على نهج هذه المصالحة. نتمنى لكم باسم الحاضرين إقامةً طيبةً. ولشخصكم التقدير وللوطن المناعة والعزه والاستقرار."
رد الرئيس عون
ورد الرئيس عون بكلمة قال فيها: "ان لبنان يمر اليوم في ظروف قاسية حيث تراكمت عليه الازمات، من الازمة المالية العالمية الى الحروب التي طوقتنا، اضافة الى النزوح السوري الكبير حيث بات عدد النازحين السوريين يوازي نصف سكان لبنان تقريبا، بالاضافة الى ارث اقتصادي معين. لكننا اليوم منصبين على معالجة نتائج هذه الاحداث ونأمل في التوصل قريبا لحلول تتيح لنا الصعود من الهوة. ولذلك اجتمعنا: رئيس المجلس النيابي ورئيس الحكومة وانا مع نخبة من رجال المال والاقتصاد المعنيين مباشرة بالامر، ووضعنا ورقة مالية، اقتصادية واجتماعية، نتطلع قريبا الى وضع خطط لتنفيذها. ونحن شهود على انفسنا حيث اكدنا ان في ذلك وجوبا والزاما على انفسنا. ونحن نود ان نقول لكم هذه الكلمة لكي نخرج من الاجواء الاعلامية التي كانت تبشرنا لأكثر من سنة بتخفيض سعر الليرة وانهيار الليرة والوطن وما الى ذلك."
وقال رئيس الجمهورية: "نطمئنكم اننا سنبذل قصارى جهدنا لنخرج من هذه الحالة، وهذه بشارة لكم نعمل على ان تتحقق. وجميعنا مدعوون لنضافر جهودنا مع بعضنا البعض. وعلينا ان نتفق على اعمار لبنان، مهما اختلفنا في السياسة لأن من يربح في رهانه، وضعه مثل الذي يفشل في رهانه. كلاهما سيعيشان معا في الوطن نفسه، فلماذا لا يكون وطنا مزدهرا؟ نتمنى لكم على الدوام السلام والاستقرار ونحن معكم. هنا في منطقتكم تلتقي مكونات مؤسسي لبنان، ومن يؤسس امرا مثل الذي يأتي بولد الى الحياة، فهو يحبه ويأمل ان يراه قد شبّ وكبر."
تصريح الوزير شهيب
وبعد اللقاء الموسع، تحدث الوزير شهيب الى الصحافيين فقال: "تعودنا تاريخيا في كل مناسبة لانتقال فخامة الرئيس الى بيت الدين ان نزور هذا القصر وفخامته. وقد كلّفنا وليد بك، كوفد مشارك الى جانب السيدة داليا وليد جنبلاط والنواب والوزراء والشخصيات الشوفية، تقديم المحبة والترحيب بفخامة الرئيس في بيته في بيت الدين. وقد اكدنا كما اكد فخامته على اهمية الوفاق الداخلي والمصالحة التاريخية التي باتت فعلا يوميا في هذا المجتمع في منطقة الجبل. ولفخامته قول مأثور قبل ان يصبح في موقع الرئاسة، حين شدد في كليمنصو بشكل واضح على ان الجبل هو صلة الوصل بين السهل والساحل، فأذا كان الجبل بخير كان البلد بخير. وهذا ما اكنا ونؤكد عليه في كل يوم، كما نؤكد على المصالحة والعيش المشترك وعلى دور المؤسسات في هذا الظرف الاقتصادي الذي نمر به."
اضاف: "ان فخامته مرتاح جدا للاتفاق الذي جرى بحضور الرئيسين بري والحريري من خلال الورقة الاقتصادية التي يجب ان تتحقق. وعلينا ان نعمل على تذليل كافة الصعاب لكي نصل الى وضع اقتصادي مريح، لا سيما واننا على ابواب فصل الشتاء وسنة دراسية جديدة."
وختم بالقول: "انها زيارة مباركة من وفد يضم فعاليات من كافة الطوائف، اضافة الى رؤساء بلديات ومخاتير وموظفي فئة اولى لتقديم عربون محبة لفخامة الرئيس."
وردا على سؤال حول امكانية حصول لقاء بين الوزير جنبلاط ورئيس الجمهورية، اجاب: "ان وليد بك والسيد تيمور جنبلاط هما خارج الاراضي اللبنانية وحينما يعودان بإذن الله سيكون لهما لقاء مع فخامته."
وسئل عن المصالحة، فاجاب: "ان المصالحة هي فعل وايمان ثابتين في قلوب وعقول كافة ابناء هذه المنطقة."
وسئل عمّا اذا كانت الجراح بدأت تلتئم، فقال: "في الاساس ليس هناك من جراح. والحادثة كانت ابنة ساعتها وانتهت بمكانها، والقضاء يأخذ مجراه بخصوصها."
وسئل عما "اذا كان بالامكان حصول عشاء يضم رئيس الجمهورية ووليد بك في المختارة" فقال: "نحن اليوم في بيت فخامة الرئيس، ومن الممكن واذا اراد فخامة الرئيس فأن المختارة مفتوحة دائما لكل القامات الوطنية، وفخامته مرحّب به دائما في الشوف."
راعي ابرشية صيدا ودير القمر للموارنة
وكان الرئيس عون التقى راعي ابرشية صيدا ودير القمر للموارنة المطران مارون عمار على رأس وفد من كهنة الأبرشية اتوا مرحبين برئيس الجمهورية، وعارضين له شؤؤنا تخص المنطقة وابناءها. وتحدث المطران العمار في مستهل اللقاء شاكرا الرئيس عون على استقباله الوفد، وقال: "اننا نرحب بحضوركم الابوي في ما بيننا ونطلب من الله التوفيق في مساعيكم من اجل لبنان افضل سياسيا واقتصاديا واجتماعيا."
وقال: "اننا نعيش مع اخوتنا في هذا الجبل بكل شجاعة وثقة باهمية العيش معا بامان وسلام. ونطلب من اهلنا الذين لم يعودوا بعد ان تدبَّر امورهم الاقتصادية والانسانية لكي يرجعوا برعايتكم الابوية وبأقرب وقت ممكن."
وختم بالقول: "نرجو ان تنظروا الينا كشهود من اجل توطيد وحدة ابناء الجبل الذي تريدون ان يكون مثالا في جمع ابناء الوطن الواحد بتعدديته التاريخية. واننا هنا نحمل راية الاخوة الحقيقية والسلام والعدالة، وبذلك نتكل على حكمتكم الابوية وصلاة مدبرينا القديسين."ووجه المطران عمّار الدعوة الى الرئيس عون لزيارة دار المطرانية "كما درجت العادة اثناء اقامة رؤساء الجمهورية في قصر الرئاسة الصيفي في بيت الدين".
ورد الرئيس عون بكلمة شكر فيها الوفد على حضوره للترحيب به، وقال: "اننا اليوم في الشوف الذي مرت عليه مآس كبيرة وهي لن تتكرر. وانا اؤكد لكم ذلك وهذا ليس مجرد تمنيات"، مشيرا الى "ان المطلوب من الجميع العودة الى الشوف والجبل وجزين والبقاع من دون اي خوف". وقال: "نحن نسهر على العودة الكريمة ولو كنا في بيروت."
وشدد على "اهمية العيش معا بكرامة"، وانه "من الواجب علينا ان نخرج من التجارب القاسية التي عشناها لا ان تبقى فينا. ونحن نتطلع اليكم لكي تشجعوا الجميع على العودة."
راعي ابرشية صيدا ودير القمر للروم الملكيين الكاثوليك
واستقبل الرئيس عون راعي ابرشية صيدا ودير القمر المطران بشارة حداد على رأس وفد من كهنة ورعايا الشوف، في حضور وزير المهجرين غسان عطالله.
في مستهل اللقاء، القى المطران حداد كلمة نقل فيها تحيات ابناء المنطقة وتمنياتهم له باقامة هانئة في المقر الرئاسي الصيفي. وقال: "ان وجودكم في قصر بيت الدين دعامة لهذه الصفحة الجديدة والمضيئة التي قرر لبنان كتابتها بعد ان طوى صفحة الحرب الاليمة."
اضاف: "نحن نشد على ايديكم ونقول لكم اننا معكم والى جانبكم في النهج الذي تتبعونه لمصلحة كل لبنان، وانتم على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين. ونأمل ان تتكر اقامتكم هنا ليشعر ابناء الجبل انهم في حضن اب يرعى جميع ابنائه، وهو على نفس المسافة منهم."
ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد وقال: "منذ زمن كنت انتظر هذا اللقاء، واليوم اتينا للقاء بكم، ونحن نؤمن بالعيش المشترك والمساواة بين اللبنانيين. وبقدر ما تعيشون الوحدة هنا فهذا يصبح رمزا لوحدة لبنان ونكون نحن مطمئنين اكثر."
اضاف: "نحن نريد ونعمل لمصالحة في العمق، ونأمل ان يتصرف الجميع على هذا الاساس"، مشيرا الى "ان هموم الوطن ترافقنا ونأمل ان تتحسن الاوضاع الاقتصادية التي وضعنا لها خطة استنهاض ومشاريع عدة."
وختم بالقول: "بدعائكم وتعاون جميع المواطنين ستتحسّن الاوضاع وتتضاعف فرص العمل والنمو. هذا هو جهدنا للسنوات الثلاث المقبلة"، مؤكدا على "اننا نعرف قيمة الاستقرار الذي نتمتع به انطلاقا من عدد السواح لا سيما الاوروبيين منهم الذي يأتون الي عندنا."
وفد المجلس الرعوي في دير القمر
وكان رئيس الجمهورية التقى وفد المجلس الرعوي في دير القمر المكوّن من رعية سيدة التلة المارونية ورعية مار الياس للروم الملكيين الكاثوليك، اتوا مرحبين برئيس الجمهورية في الشوف وبيت الدين. وتحدث في مستهل اللقاء باسم الوفد الاب جوزف ابي عون الذي قال: "اتينا ممثلين للجماعات الروحية والاجتماعية في دير القمر لنقول لكم: اهلا وسهلا بفخامتكم في داركم، متمنين لكم تمضية وقت مريح في ربوعنا، وتبقوا القائد و"بي الكل"، بما تجسدون من قيم في فكركم ونضالكم وحضوركم."
اضاف: "نحن نفتخر بكم لأنكم حيثما حللتم رفعتم رأس لبنان عاليا، واكدتم على متانة حضوره. اطال الله بعمركم لتقودوا سفينة الوطن الى بر الامان."
ورد الرئيس عون بكلمة شكر فيها الوفد على محبته وترحيبه، وقال: "اتيت الى هنا لأنني اعتبر ان من واجبي لقاء جميع اللبنانيين حيثما هم. وكان من الواجب ان آتي الى هنا منذ السنة الاولى لاستلامي الحكم، لكن وضع قصر بيت الدين آنذاك لم يكن ليسمح بذلك حينها."
اضاف: "ما يهمنا اليوم هو استتباب الامن والاستقرار وان تسود العدالة والاحترام بين جميع مكونات الشعب اللبناني بتكافؤ تام بين الذين يعيشون في مجتمع متعدد." وقال: "علينا ان نستمر ونعمل على التئام الجراح مهما تعرضنا من نكسات."
وقال: "اليوم تأمنت الظروف ليعيش الجميع بكل احترام مع بعضهم البعض. ونحن سنعمل على ازالة كافة عوامل الخوف وبث الروح الايجابية بين الجميع، متطلعين الى عودة الجميع الى قراهم حتى الذين لم يعودوا اليها بعد."
قد يهمك ايضا :
لبنان يعلن تلقيه دعوة روسية لحضور محادثات أستانا المقبلة بشأن سورية
ميشال عون يُؤكِّد على أن لبنان ينعم ويتمتَّع باستقرار أمني
أرسل تعليقك