بيروت - لبنان اليوم
أشار رئيس لجنة المال والموازنة، النائب إبراهيم كنعان، إلى أن موقف تكتل «لبنان القوي» الذي يرأسه الوزير السابق جبران باسيل من الخطة الإنقاذية المطروحة على طاولة مجلس الوزراء «ينطلق من وجوب أن تضمن الإصلاحات التي لطالما أوصينا الحكومات بها في لجنة المال والموازنة والتي يحتاج إليها اليوم لبنان لاستعادة الثقة به كأولوية مطلقة، أما الحد الثاني فهو حماية ودائع اللبنانيين وعدم تحميلهم ثمن فشل الإدارة اللبنانية بمعالجة الهدر والعجز وتمويلهما بالشكل القانوني والسليم وإلغاء المحاسبة لعقود من الزمن». واعتبر كنعان، أن هذه الخطة لا تزال مسودة، «وسيكون موقفنا منها عندما تصبح نهائية مرتكزاً على مدى احترامها للحدين السابق ذكرهما».
وتطرق كنعان في حديث لـ«الشرق الأوسط» لما يتردد عن توجه لاقتطاع أموال المودعين، أو ما يعرف بـhaircut، فشدد على أن «لا أمر واقعاً يفرض بهذه القضية الحساسة جداً إلا بقوة القانون، والقانون يجب أن يمرّ في المجلس النيابي»، وقال «أنا أدعو كرئيس للجنة المال والموازنة المعنية مباشرة به، لتكوين تحالف نيابي عابر للكتل والأحزاب لمواجهة أي محاولة للمسّ بالودائع والضغط لإيجاد حلول بديلة تبدأ من موجودات الدولة ومصرف لبنان والمصارف مروراً بصندوق النقد الدولي، ونحن بدأنا العمل بهذا الاتجاه».
وعما إذا كان تكتل «لبنان القوي» يؤيد انطلاق المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، أشار كنعان إلى «أننا نعيش اليوم في عالم من دون حدود توحدنا المصالح في بعض الأحيان كما الأزمات كما يحصل اليوم مع وباء (كورونا) وتداعياته المالية والاقتصادية والاجتماعية، وهذه المعادلات لا يمكن مقاربتها من دون تعاون بين الدول، وخاصة أن لبنان عضو فاعل في منظمات المجتمع الدولي والتزم على مدى عقود طويلة بواجباته تجاهها على هذا الصعيد، وبالتالي من حقه اليوم أن يطلب التعاون والمساعدة كسائر الدول؛ ولذلك علينا عدم التأخر في البدء بالمفاوضات وطلب التعاون والمساعدة خاصة في زمن الانهيار العالمي».
وأوضح كنعان، أن «الدور الحالي للمجلس النيابي هو دور الحارس للدستور ولحقوق الناس وجني عمرهم، كما الحفاظ على هوية الاقتصاد اللبناني الحرّ ونظامنا الديمقراطي»، وأضاف «على كل حال، سيكون لنا قريباً كلام وحركة تصاعدية في هذا المجال».
وعن المخاوف من انفجار اجتماعي في لبنان، وبخاصة بعد فقدان الآلاف وظائفهم بسبب «كورونا»، اعتبر كنعان، أن «العالم كله بات قنابل موقوتة؛ لذلك من الضروري جداً أن نولي الشأن الاجتماعي الأولوية المطلقة».
ورأى كنعان، أن وزير الصحة وفريق الوزارة أبلى بلاءً حسناً باعتراف الجميع وشكل نموذجاً للعمل الجدي والمسؤول في مواجهة أزمة «كورونا»، وقال «هذا برأيي ينسحب أيضاً على طريقة معالجة ملف المغتربين حتى الآن. لكن في هذا الإطار، لا بد من الإشارة إلى الخطر الذي يداهم المستشفيات والذي يحتاج إلى خطوة استباقية من قبل الحكومة ككل».
قد يهمك أيضا:البطريركية المارونية تدخل بين "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني"
أرسل تعليقك