غزة – محمد حبيب
يبدو أنَّ الغزيين باتوا جميعهم مستهدفين في الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع، في أماكن تواجدهم كافة، حتى وإن فكّروا أن يستريحوا قليلاً، هربًا من نيران وصواريخ العدو الصهيوني، فتلك الصواريخ الحاقدة تصلهم أينما حلّو، حيث قصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي، مساء الأربعاء، مجموعة تضم 20 شابًا، من الأشقاء وأبناء العمومة والأقارب، تجمّعوا على مائدة إفطار رمضان، وقرّروا أن يسهروا معًا في استراحة "وقت الفرح"، في القرار، غرب خان يونس، التي تحوّلت إلى استراحة الموت، بعد أن دُمرت على رؤوس مرتاديها وأصحابها.
وتضاف هذه المجزرة إلى سلسلة مجازر الاحتلال الإسرائيلي، التي يسقط فيها كل مرة الشهداء من الأبرياء، من أطفال ونساء وشيوخ وشبان في مقتبل العمر، لم يحملوا السلاح، ولم يقفوا في وجه آلة الحرب، كل ذنبهم أنهم يعيشون في بقعة قرّر الاحتلال أن يصب عليها نار جهنم، بدعوى "إسكات القذائف الصاروخية".
فهؤلاء الشبان، الذين قرروا على الرغم من الموت والحرب، أن يروحوا عن أنفسهم، ويشاهدوا مبارة كرة القدم بين الأرجنتين وهولندا، ضمن مونديال كأس العالم، لكن الصواريخ الآتية من قاذفات الطائرات الإسرائيلية لم تمهلهم كي يكملوا المباراة، فحوّلت أجسادهم إلى أشلاء، وقطع من اللحم المتناثرة.
تسعة من بينهم سقطوا شهداء، بينهم الأشقاء وأبناء العمومة، أما البقية فأصيبوا بجروح، خمسة منهم وصفت بالخطيرة، بينما الباقي بالمتوسطة، والشهداء هم إبراهيم خليل قنن (24 عامًا)، وشقيقه محمد ( 26 عامًا)، وسليمان الأسطل (55 عامًا)، وحمدي بديع صوالي ( 33 عامًا)، ومحمد العقاد ( 24 عامًا)، وأحمد صوالي ( 28 عامًا).
وأسفرت الغارات الإسرائيلية المتواصلة ضد قطاع غزة منذ ثلاثة أيام عن استشهاد 76 مواطناً، وإصابة أكثر من 400 أخرين، حيث تشنّ إسرائيل حربها على قطاع غزة بحجة توفير الأمن لمدنها ومستوطناتها القريبة من القطاع، متسببة بمآس كبيرة، جراء القصف الذي يستهدف بيوت المدنيين العزل، بدعوى انتمائهم لفصائل المقاومة.
وأبيدت جراء القصف أسر بأكملها، غير مستثنية الأطفال والنساء والرجال المسنين والفتيان، فالضحايا من كل الفئات العمرية، والغالبية منهم أطفال.
وتدور رحى الحرب، التي دخلت يومها الثالث، بينما ينشغل العالم بحمّى مباريات مونديال كأس العالم، الذي طالما أحب الفلسطينيون أن يشاهدوه في ظروف من الأمن والهدوء، ولكن حتى وإن حبذوا المتابعة خلسة تطالهم صواريخ الاحتلال، وتسجل أهدافا جديدة في قائمة جرائم الحرب في مباراة غير متكافئة، حكمها منحاز وجمهورها غائب.
أرسل تعليقك