رفضت هيئة أمناء إذاعة "بي بي سي" المطالبات بتمويل الهيئة من خلال الاشتراكات، موضحة أن الشركة عليها أن تسعى إلى تقديم شيء للجميع، حيث أوضحت أن "بي بي سي" تحتاج حدودًا واضحة وتنظيمًا مستقلًا، واقترحت تمديد ميثاقها الملكي إلى 11 عامًا بعد إعطاء مجلس النواب الحق للتصويت على أي صفقة تمويل في المستقبل.
وأوضحت الهيئة أنه يجب تنظيم "بي بي سي" من قبل هيئة مستقلة تماما عن الشركة، وهو الاقتراح الأول بواسطة رئيسة هيئة الأمناء رونا فيرهيد في شهر آذار/مارس، وكانت هذه التعليقات استجابة للورقة الخضراء بشأن مستقبل "بي بي سي" والخلافات بشأن تمويلها من خلال الحصول على 750 مليون إسترليني كتكلفة لرسوم التراخيص المجانية لمن تزيد أعمارهم عن 75 عامًا.
ووصفت الصفقة بأنها "مؤسفة" ورفضت اقتراح وزير "الثقافة" جون ويتنغدال بشأن التركيز على مجموعة أضيق من الخدمات، وكشفت هيئة الأمناء عن قلقها من كون الورقة الخضراء تطالب بمبدأ الشمولية، كما أنها تثير احتمالات بالاعتماد على نموذج التمويل عن طريق الاشتراكات على المدى الطويل، مشيرة إلى أن الهيئة لا تؤيد التمويل من خلال الاشتراكات.
وأضافت أن الورقة الخضراء تثير احتمالات زيادة مشاركة الحكومة في مخصصات التمويل الداخلية لـ"بي بي سي"، ونعتقد أن "بي بي سي" يجب أن تكون أكثر استقلالية حتى في إدارتها المالية، مضيفة "أن تجربة تسوية الميزانية الأخيرة من حيث اتخاذ قرارات التمويل الرئيسية قد جرت خلف الأبواب المغلقة دون أي نقاش عام، إنه أمر مؤسف، ما أعطى انطباعا بأن "بي بي سي جزءا أخر من الحكومة البريطانية وهي ليست كذلك".
ويمكن للميثاق الملكي لـ"بي بي سي" ذو الـ11 عامًا، أن يزيل مستقبل "بي بي سي" من الدورة الانتخابية العامة، حيث يضمن التدقيق البرلماني لتمويلها منع أي صفقة نارية أخرى مثل التسويتين الماضيتين، وقد أطلقت هيئة الأمناء مشاورات عامة واسعة النطاق كجزء من عملية تجديد ميثاق الأمم المتحدة الذي من المتوقع أن يلغي هيئة الأمناء.
وذكرت رئيسة هيئة الأمناء رونا فيرهيد "أن مراجعة الميثاق سوف تحدد نوعية البرامج والخدمات التي يحصل عليها الجمهور من بي بي سي التي يدفعون لها، ولذلك فإن صوت الرأي العام هو الأهم في النقاش، وبالتأكيد سنستمع إليه، ونحن نرحب باعتراف الحكومة بأهمية بي بي سي والقيمة التي تحققها من خلال تقديم الشيء للجميع ومدى استقلاليتها، ونحن نعلم أن الجماهير تدعم ذلك".
وأوضحت هيئة الأمناء في بيان لها أن "بي بي سي" يجب أن تبقى إذاعة عالمية مستقلة تقدم الشيء للجميع" ويحظى هذا بتأييد جمهور "بي بي سي"، وكشف وزير "الثقافة" جون ويتينغدال عن الورقة الخضراء الخميس الماضي، وتساءل عما إذا كانت "بي بي سي" ستستمر في تقديم كل شيء لجميع الناس، وبيّن أن الوقت قد حان للتساؤل "هل يجب أن تقدم الخدمات الأفضل لمن يدفعون رسوم الترخيص".
وركزت التعليقات على العروض الترفيهية التي تقدمها "BBC1" مثل "Strictly Come Dancing" و"The Voice" وكذلك "راديو1" و"راديو2" الذين تم ذكرهم في التقرير، وأشارت هيئة الأمناء إلى أنه يجب أن يكون هناك حدود واضحة حول دور الحكومة في مستقبل "بي بي سي".
ولففت إلى أنه ينبغي النظر في عدة تدابير بما في ذلك الميثاق ذو الـ11 عامًا لتوفير المزيد من الوقت بين التاريخ المحدد للانتخابات العامة ونهاية الميثاق المقبل، كما طالبت بوجود نوع من الالتزام القانوني في الميثاق المقبل بما يتطلب التشاور العام والموافقة البرلمانية على أي تغيرات في التمويل.
وكانت فيرهيد انتقدت سابقا صفقة التمويل الأخيرة التي أعلن عنها في 6 تموز/يوليو، والتي تقضي بحصول "بي بي سي" على 750 مليون إسترليني كتكلفة لرسوم التراخيص ممن تزيد أعمارهم عن 75 عامًا بعد 4 أيام من المفاوضات المكثفة بين الشركة والحكومة، وفي المقابل تفاوضت الشركة على عدد من التنازلات، ولكن الأهم من ذلك أن رسوم الترخيص المرتبطة بالتضخم تعتمد على نتائج عملية مراجعة الميثاق والتي يجب أن تكتمل بحلول نهاية العام المقبل.
ومن المتوقع أن يتم استبعاد هيئة الأمناء في إطار عملية المراجعة، خصوصًا بعد أن أوضحت الورقة الخضراء عن ثلاثة خيارات محتملة /وتشمل أن يذهب الدور التنظيمي إما إلى شركة "أوفكوم" أو هيئة تنظيمية جديدة يطلق عليها "OfBeeb".
أرسل تعليقك