القدس المحتلة - لبنان اليوم
تُوفِّي صباح الخميس، الصحافي الإعلامي الفلسطيني محمود معروف مدير مكتب صحيفة "القدس العربي" في المغرب، على إثر أزمة قلبية مفاجئة ألمت به في بيته في الرباط، وسيشيع جثمانه عصر الخميس في العاصمة المغربية.
وعمل الراحل محمود معروف مديرا لمكتب صحيفة "القدس العربي" وهو المنصب الذي قضى فيه 30 سنة، بينما قضى في المغرب 40 سنة نسج خلالها علاقات عميقة مع المثقفين والصحافيين ورجالات السياسة وعرف كخبير في الشأنين المغربي والفلسطيني.
ونشر المؤرخ المغربي المعطي منجب، عبر حسابه على "فيسبوك" شهادة في حق الفقيد قال فيها: "صديقي الفلسطيني الأقرب محمود معروف مات هذا اليوم. يا لهول الصدمة، لحد الآن لا أصدق. توفي دون سابق إنذار كان بصحة جيدة. أزمة قلبية خانقة. تماما كما وقع لصديقنا الفلسطيني المشترك واصف منصور منذ سنوات قليلة. فلسطين والمغرب فقدا في محمود رجلا صامدا طيبا ملتزما بقضايا شعبه الفلسطيني وبقضايا المجتمع المغربي في الديمقراطية وخصوصا تعدد الرأي بالصحافة".
وأضاف: "كان يتعرض لضغوط دائمة ليجعل من صفحات القدس العربي المخصصة للمغرب بوقا للرأي الرسمي الوحيد ولكن رغم هشاشة وضعه في المغرب كان يختار أحسن الصحافيين ومن كل اتجاهات الرأي بما فيها المنتقدة للسلطة ليتيح لهم الكتابة بحرية ومهنية على صفحات الجريدة التي شارك في تأسيسها سنة 1989".
واستطرد: "تعرض الراحل مرات عدة لتشهير خطير من لدن المواقع والجرائد ذاتها لما طلب مني مثلا أن أسهم منذ سنة 2017 بمقال رأي نصف شهري على صفحات القدس العربي، بل ناداه بالهاتف موظفون من الداخلية عدة مرات ليضع حدا لمساهماتي المتواضعة خصوصا خلال شهر مارس 2018 حول اعتقال الصحافي توفيق بوعشرين ثم ليُتصل به من جديد لما نشرتُ مقالا عنوانه: "الأمن المغربي يخبط خبط عشواء" حول قضيتي هاجر الريسوني وعمر الراضي الأولى في شهر يناير 2020. رفض كل الإغراءات المادية من النظام وعانى الويلات أحيانا مع صحافة القذف والدناءة شبه الرسمية بل ومن ضغوط السلطة المباشرة بما فيها اعتقال قصير على عهد إدريس البصري.. ومات صامدا رافعا رأسه وعلم بلاده المغتصبة ومحبا للمغرب والمغاربة".
والراحل مِن الشخصيات الإعلامية النشطة في الدفاع عن القضية الفلسطينية وقضايا الحريات في العالم العربي. وكان معروف، الذي عمل في الإعلام طوال أربعة عقود، نال العديد من جوائز التكريم وكان آخرها تكريمه من جانب وزارة الثقافة الفلسطينية في مدينة رام الله لمساهمته الواضحة في المشهد الإعلامي العربي ورفع اسم فلسطين وتعزيزه حضور القضية الفلسطينية في المشهد الإعلامي العربي.
كان الراحل من المساهمين في تأسيس صحيفة “القدس العربي” عام 1989، وعمل مديرا لمكتبها طيلة 31 عاما.
عمل الراحل في بداية مشواره الإعلامي لفترة قصيرة في المركز العربي للمعلومات/ قسم الدراسات والأرشيف في صحيفة “السفير” الذي كان يديره الصحافي المصري مصطفى الحسيني، ثم التحق بوكالة “قدس برس” التي كان يملكها الشهيد حنا مقبل من مؤسسي الاتحاد العام للكتاب والصحافيين الفلسطينيين، حيث عمل سنة 1980 مراسلا للوكالة.
قد يهمك ايضا
أرسل تعليقك