القاهرة - شيماء عصام
غيبّ الموت مساء الثلاثاء الدكتور كمال الهلباوي القيادي والمتحدث الأسبق لجماعة الإخوان عن عمر 84 عامًا. شغل كمال الهلباوي منصب المتحدث السابق باسم جماعة الإخوان في الغرب، والرئيس المؤسس للرابطة الإسلامية في بريطانيا، وقد انشق عن الجماعة الإرهابية مارس 2012، وأعلن دعمه للرئيس السيسي.
في 31 مارس 2012 نقلت وسائل أنباء استقالته من جماعة الإخوان المسلمين، على خلفية ترشيحها خيرت الشاطر لرئاسة الجمهورية. وعن اسباب استقالته من الجماعة قال كمال الهلباوي: "تقدمت باستقالتي من تنظيم الإخوان يوم 31 مارس 2012 لأسباب عدة من أهمها؛ موقف قيادة الإخوان من الثورة، حيث تأخروا في الانضمام إليها رسمياً، وتركوها في وقت مبكر، وحضروا المليونيات التي تهمهم فقط". وأضاف الهلباوي "ولو أن الإخوان استمروا في الثورة وقيادتها لكانوا حكموا مصر منذ وقت مبكر، وكان الثوار يرغبون في ذلك، ولكن الإخوان ركزوا في بعض الأحيان على المسار الديمقراطي، والذي لم يكن أهم من المسار الثوري، لأن المسار الثوري هو الأصل". وأضاف الهلباوي "وصف الإخوان بعض الثوار بـ "البلطجية" في أحداث محمد محمود، وكان بينهم وبين المجلس العسكري تفاهم في هذا الشأن.
" واستطرد قائلا "بل لقد جلسوا أثناء الثورة مع عمر سليمان نائب الرئيس السابق ومنها جلسة سرية، حتى على معظم أعضاء مكتبي الشورى والإرشاد، وهذا يدل على تفرد بعض أعضاء القيادة المتنفذة بالسعي من وراء ظهر القيادة العامة ككل، وأن المسار الديمقراطي عرضة للهدم، كما حدث في إبطال مجلس الشعب". وأكد الهلباوي أنه استقال لتردد قيادة الإخوان في موضوع الترشح للرئاسة من دون أدنى سبب أو لأسباب واهية، والتردد في القيادة أمر مشين، ومن أسباب الاستقالة أيضاً فصلهم الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، لأنه أعلن عن ضرورة ملء الفراغ والترشح لرئاسة الجمهورية، وهذا حقهم لائحياً وتنظيمياً، ولكن ما تبع ذلك أيضاً من اضطهاد وتصغير من شأن الرجل وتشويه صورته من بعض القيادات، لم يكن مقبولاً ولا يتفق وأخلاق الدعوة والدعاة، تبع ذلك فصل وتعقب معظم من عملوا معه أو من كانوا معه في حملته الانتخابية.
وقال الهلباوي "كما أن الإخوان، حتى بعد بروز الحريات العامة التي تولدت عن الثورة الشعبية العظيمة، لم ينفتحوا في الإدارة ولا على المجتمع، كما كان ينبغي وبالدرجة المطلوبة، وظلت الشفافية في كثير من القضايا كما هي قبل الثورة، كما أن حزب الحرية والعدالة لم يستقل تماماً عن الإخوان كما هو مطلوب في العمل السياسي". وطوال عام حكم الإخوان لم يخف الهلباوي، من معارضته للإخوان في أكثر من موضع أبرزها بعد إصدار مرسي الإعلان الدستوري، وعن ذلك قال: مع تصاعد حدة المعارضة للإخوان كتبت عن السيناريوهات الأربعة المتوقعة في مصر، وكان آخرها التدخل الأجنبي، بينما كان الأول أن يصلح مرسي من نفسه ويخدم الشعب ويظهر للناس علامات للحكم الرشيد، وآنذاك قلت إن هذا غير ممكن، أما السيناريو الثاني في ظل عدم قدرة الأحزاب المدنية على مواجهة الإسلاميين، فكان لابد من تدخل الجيش وقد حدث، والسيناريو الثالث كان الفوضى، ويؤكد أنها المرحلة التي نعيشها الآن وتشمل العنف والإرهاب والقتل والتفجير.
في أغسطس 2016 منعت سلطات مطار القاهرة، الدكتور كمال الهلباوي، عضو مجلس حقوق الإنسان الحكومي، من السفر إلى قطر في طريقه إلى إيران، بدعوى عدم حصوله على موافقة ضابط الاتصال بالسفر إلى إيران، طبقاً للقواعد المنظمة لسفر المصريين إلى إيران.في إبريل 2022 قال كمال الهلباوي، المتحدث السابق باسم مجماعة الإخوان المسلمين، إن الجماعة انحرفت عن المشروع الإسلامي الذي يحمله التنظيم والذي وضع أسسه حسن البنا وليس سيد قطب.
وأضاف الهلباوي، في منشور عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: أقول هنا، إن المستقبل ينبني على الماضي والحاضر، فضلا عن الأهداف والغايات والوسائل، وأقول إن القراءة لاستطلاع المستقبل، تحتاج إلى دقة وموضوعية ووضوح ومعرفة، وخبرة عملية ونظرية. لقد انضممت إلى تنظيم الإخوان المسلمين منذ وقت مبكر في مدرسة المساعي المشكورة الثانوية بشبين الكوم، وذلك في أوائل الخمسينيات. وفي تسعينيات القرن الماضي – بعد رحلة طويلة - كنت عضوا في قيادة التنظيم العالمي (مكتب الارشاد+ مجلس الشورى). استقلت من القيادة سنة 1997، وعملت على مشروعات فكرية دعوية منها: ماذا يقدم الإسلام للغرب، ومشروع الإرهاب. (وجهة النظر الأخرى). وبقيت عضوًا في التنظيم. ولما قامت ثورة يناير العظيمة في مصر. حملت حقائبي وعدت إلى مصر من بريطانيا رغبة في مشاركة الشعب فرحته ومستقبله المشرق.
و في مقابلة مع وكالة الأناضول التركية في 2019 تساءل الهلباوي: "لماذا الجفاء بين مصر وتركيا وهذان البلدان نواة دعم كما يفكر البروفسيور الكبير (التركي) نجم الدين أربكان (1926 - 2011) حتى تكون الأمة قوية".وموضحا: "لو أنّ مصر اجتمعت مع تركيا والسعودية وإيران ونيجيريا وباكستان في مشروع، وتعاونت فيها المؤسسات والقوى البشرية، لوجدنا أمة عظيمة لا ترهبها الصهيونية ولا الهيمنة الأمريكية".وأعرب عن "حزنه" لرؤية "مصر وتركيا وإيران غير متفقين، أو أن هناك مشكلة بين السعودية وقطر والإمارات".ويستطرد: "أتمنى أن يأتي اليوم الذي يصبح فيه مصر وتركيا إخوة، بموجب الروح الوطنية والأخوة، وقس على ذلك مع بقية الدول".
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك