ميلانو الإيطالية عاصمة التصميم ومقصد الساعين وراء السعادة
آخر تحديث GMT15:51:31
 لبنان اليوم -

كل المطاعم والمقاهي الراقية تقع داخل "المربع الذهبي"

"ميلانو" الإيطالية عاصمة التصميم ومقصد الساعين وراء السعادة

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - "ميلانو" الإيطالية عاصمة التصميم ومقصد الساعين وراء السعادة

المدينة السياحية الجميله "ميلانو"
ميلانو - لبنان اليوم

عريقة في معمارها ومبانيها التي تختزن روائع الفنون الإيطالية من عصر النهضة، حديثة في مبتكراتها وقدرتها التي لا تنضب على التجدد والاستباق، إنها ميلانو عاصمة التصميم ومحجة الساعين وراء السعادة الكامنة في طقوس التسوق والبحث عن الجديد، أو ما يتناسب مع الأمزجة الخاصة والاحتياجات المعينة، فهي من المدن النادرة التي يتساوى فيها الجمال والأناقة بين ما تراه العين للوهلة الأولى وما يتكشف عبر الفضول والبحث عن الكنوز المخفية وراء الظواهر. يقصدها عشاق الأناقة والمدمنون على التسوق من كل أنحاء العالم وهم على يقين من أنها لن تخذلهم، وسيجدون فيها ضالتهم، مهما كانت غريبة أو معقدة.

التسوق في ميلانو متعة، ونزهة مئريحة تعفيك من عناء التنقل ومشقة المواصلات؛ كل المخازن الفخمة والمتاجر الأنيقة والمطاعم والمقاهي الراقية تقع داخل «المربع الذهبي» الذي تحده أربعة شوارع، تجتمع على أرصفتها ونواصيها منتجات فاخرة ترتجف لأسعارها الجيوب وبطاقات الاعتماد. لكن المتعة هنا ليست مقصورة على الشراء، بل هي أيضاً في زيارة هذه المتاجر من داخلها البديع، والتجول أمام معروضاتها وواجهتها المصفوفة بذوق رفيع.

نقترح بداية لجولتنا شارع Monte Napoleone الذي يكاد وحده يختصر حكاية التسوق والأناقة في ميلانو؛ كل العلامات الإيطالية الكبرى تتنافس هنا مع علامات عالمية في واحد من أغلى الشوارع في العالم، إذ يُقدَّر أن مدخوله يعادل 12 في المائة من إجمالي الناتج المحلي للمدينة.

أقرأ أيضًا:

سائق يُضرم النار بحافلة تقلّ 51 تلميذًا في ميلانو الإيطالية

في هذا الشارع، قرر المصمم الإيطالي الشهير جياني فرساتشي أن يقيم مجمعاً ضخماً، ليكون معرضاً لأزيائه ومبتكراته في عالم الأثاث المنزلي، ومدرسة يتدرب فيها المصممون الشباب الموهوبون، لكن اغتياله في ميامي صيف عام 1997 حال دون تنفيذ المشروع.

وإلى جانب مخزن فرساتشي، نجد المقر الرئيسي لدار المصمم جيورجيو آرماني، الذي اختار ميلانو أيضاً ليبني فيها مسرحاً كبيراً، تقام فيه استعراضات غنائية وأنشطة ثقافية وفنية متنوعة، إضافة إلى عروض أزيائه الموسمية، وصالات دائمة لمبتكراته في عالم المفروشات. وقد وقع اختياره لتصميم المبنى على المهندس المعماري الياباني تاداو آندو، المعروف بصفاء أسلوبه وبساطته. وبالفعل، حول المبنى الذي كان في الماضي مصنعاً لشركة «نستلية» إلى قطب عالمي للأزياء والتصميم.

ومن المباني الأخرى الشهيرة في المربع الذهبي «Brian & Barry»، بطوابقه الاثني عشر التي تضم تشكيلة واسعة من الأزياء النسائية والرجالية لأهم العلامات الدولية والمصممين الطليعيين، إضافة إلى عدد من المطاعم والمقاهي، بعضها يطل على معظم أحياء المدينة. متجر «10 Corso Como» هو أيضاً من المؤسسات العريقة التي لا بد من زيارتها للتسوق من عند نخبة من المصممين الحرفيين الذين ليسوا معروفين على نطاق واسع، لكنهم يتميزون بمبتكرات يدوية متقنة، يستخدمون فيها أجود الأنسجة والجلود. كما يضم هذا المتجر الكبير مطعماً راقياً في حديقته الداخلية الجميلة، وفندقاً صغيراً فخماً، تحوي أجنحته الخمسة مجموعات نفيسة من التحف واللوحات.

وقبل مواصلة تجوالنا في إرجاء المربع الذهبي، نقترح استراحة قصيرة عند «Cova»، أحد أقدم المقاهي في إيطاليا، الذي منذ تأسيسه في عام 1817 ما زال يتميز بخدمة لا تضاهى، وبحلوياته التي يقدمها في قاعاته الوثيرة على أطباق من الخزف الثمين الذي يعود لمطالع القرن التاسع عشر. وبعد استعادة النشاط، نتوجه إلى متجر «Fornasetti» القريب، الذي يقوم في المنزل الذي عاش فيه المصمم المبدع الشهير Filippo Marinetti، حيث يعرض «Piero» أحدث مبتكراته المتنوعة، من أثاث منزلي وخزف وأوانٍ للمطبخ وحقائب للسفر وقرطاسية.

ونتابع جولتنا، وندخل شارع Via della Spiga، الذي يعده البعض أجمل شوارع التسوق في العالم، لمبانيه الحجرية العريقة التي سكن فيها عدد من كبار الأدباء والفنانين، وأيضاً لمتاجره والمطاعم التي غالباً ما يتردد عليها النجوم والمشاهير. هنا أيضاً أقام المصممون الإيطاليون والعالميون الكبار متاجر لهم، يتخصص معظمها بالزبائن الذين يبحثون عن منتوجات محدودة أو تحت الطلب.

لكن التفرد في هذا الشارع ليس وقفاً على الأسماء الشهيرة، بل فيه عدد كبير من متاجر العلامات غير المعروفة على نطاق واسع، التي يخرج من بين أيادي مصمميها ومحترفاتها أجمل المنتوجات وأفخمها، مثل Alba Eloisa D’alessandro، وهو مشغل لأثواب الزفاف رفع تصاميمه إلى مستوى الأعمال الفنية التي لا تتكرر «لأن كل ثوب هو فريدٌ مثلما هي فريدةٌ كل امرأة»، كما تقول مؤسسة الدار وصاحبتها التي تفاخر بأن بين زبائنها معظم العائلات المالكة في أوروبا.
وللأطفال أيضاً هنا متاجر متخصصة، مثل Monalisa الذي لا تقتضي خياطة أثواب الصغار لديه أقل من أسبوع، ولا تقل أسعارها عن أثمان الملبوسات لدى العلامات الكبرى. ولكي لا يخرج الزائر العادي خاوي الوفاض من هذا الشارع، نقترح أن يدخل متجر القفازات الشهير Sermoneta، حيث بإمكانه أن يجد ما يهدي لمن عز عليه، من غير أن يهدد ميزانيته بالخلل أو الانهيار.

المحطة التالية في جولتنا التسوقية هي شارع Via Brera الذي رغم كونه أحد أضلاع المربع الذهبي، تشعر فيه وكأنك خرجت إلى عالم آخر يتنفس العراقة، ويضج بالسكينة المنسدلة على محلات التحف والمجوهرات والمحترفات الصغيرة. حوانيت أنيقة هنا تجعل من المظلة تحفة تدفعك إلى تمني هطول المطر كي تستخدمها، ومن العطور بطاقة هوية شخصية تتباهى بها. أما متاجر المجوهرات هنا فمعالم معمارية بذاتها تفاخر بأنها زينت رؤوس نبلاء أوروبا وعائلاتها المالكة والحاكمة منذ القرن السابع عشر.

وقبل أن تغادر هذا الشارع، لا بد من محطة قصيرة في مخزن العطور الشهير Santa Maria Novella الذي كان في أصله صيدلية يرجح أنها الأقدم في العالم، وتعود إلى أواسط القرن الخامس عشر. كل العطور والمستحضرات هنا ما زالت تُصنَع وفقاً للأساليب والطرق القديمة، ولا يستخدم في إنتاجها سوى المواد الطبيعية التي يستخرج معظمها من النباتات والزهور التي تنمو في مزارع خاصة.

مغامرة التسوق في ميلانو لا تكتمل من غير زيارة أقدم مجمع تجاري في العالم، يحمل اسم أول ملوك إيطاليا بعد توحيدها، فيتوريو إيمانويل الثاني. وقد وُضِع تصميم هذا المجمع في عام 1861، واستغرق بناؤه اثني عشر عاماً، ويعد أحد أبرز رموز الطراز المعماري الإيطالي. ويتكون المبنى من رواقَين عاموديين تحت قبة زجاجية، متقاطعين على شكل مثمن الأضلاع، وأرضه من الفسيفساء التي اشتهر بها الرومان منذ القدم. ونظراً لأهميته التاريخية، وموقعه في وسط المدينة، تتنافس الأسماء الكبرى في عالم الموضة لتحتل فيه موقعاً تطل منه على مشهد الأناقة.

وفي هذا المجمع بالذات، يقوم المقر الرئيسي للعلامة التي ارتبطت أكثر من غيرها باسم ميلانو في عالم الموضة (Prada)، حيث افتتحت أول متجر لها في الموقع نفسه عام 1913، حين كانت تبيع مستلزمات السفر للطبقة الميسورة، قبل أن تُوسع دائرة منتوجاتها لتشمل الملبوسات والأحذية. ويتميز هذا المتجر بعرضه منتوجات تاريخية للعلامة لا توجد في أي متجر آخر.

وقد يهمك أيضًا:

الذكاء الاصطناعي يُسيطر على أسبوع التصميم في ميلانو 2019

"مونتي إيزولا" تُعد نقطة جذب للكثير ممن يعتبرونها لؤلؤة إيطالية حقيقية

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ميلانو الإيطالية عاصمة التصميم ومقصد الساعين وراء السعادة ميلانو الإيطالية عاصمة التصميم ومقصد الساعين وراء السعادة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 11:49 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 لبنان اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 14:56 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"واتساب" يُعلن عن ميزة تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
 لبنان اليوم - "واتساب" يُعلن عن ميزة تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص

GMT 09:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:05 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 08:48 2023 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

أبرز العطور التي قدمتها دور الأزياء العالمية

GMT 15:27 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

علي ليو يتوج بلقب "عراق آيدول" الموسم الأول

GMT 11:57 2023 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

برومو ”الاسكندراني” يتخطى الـ 5 ملايين بعد ساعات من عرضه

GMT 16:26 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:28 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لاستغلال زوايا المنزل وتحويلها لبقعة آسرة وأنيقة

GMT 09:37 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

طرق تنظيم وقت الأطفال بين الدراسة والمرح

GMT 14:26 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

متوسط أسعار الذهب في أسواق المال في اليمن الجمعة

GMT 19:03 2019 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

منى عبد الوهاب تعود بفيلم جديد مع محمد حفظي

GMT 17:45 2021 الخميس ,21 تشرين الأول / أكتوبر

الكاظمي يؤكد العمل على حماية المتظاهرين بالدستور

GMT 08:32 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرفي علي نصائح للتعامل مع الطفل العنيد

GMT 11:05 2014 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لرئيسهم العاشر بطولته في "قديم الكلام"!
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon