القاهرة-لبنان اليوم
حديقة ماجوريل هي واحدة من أكثر الحدائق الساحرة والغامضة في المغرب.
الحديقة، والتي تمتد على مساحة تزيد على 9000 متر مربع، تحاط بجدران خارجية، وتتكون من متاهة من الأزقة المتقاطعة على مستويات مختلفة ومبانٍ ذات ألوان جريئة تمزج التأثيرات الفنية والديكور.
تصور الرسام الفرنسي جاك ماجوريل هذه الحديقة الكبيرة والفاخرة كملاذ ومختبر نباتي، وفي عام 1922 بدأ بزراعة عينات نباتية غريبة من أقصى أركان العالم، نلقي الضوء على حكاية هذه الحديقة الساحرة.
البداية
جاك ماجوريل هو ابن مصمم الأثاث الشهير لويس ماجوريل، وكان لديه العديد من المواهب والاهتمامات، لكنه اشتهر بأنه رسام مستشرق، ما أهله لبناء حديقة ماجوريل، بعد أن وصل المغرب عام 1917 أولا إلى الدار البيضاء ثم مراكش، ليقع على الفور في حب المدينة الملونة.
وفي عام 1923 اشترى قطعة أرض بالقرب من بستان النخيل، وبدأ في تطوير ممتلكاته وتوسيعها وقام ببناء منزل على الطراز المغربي، ومبنى على الطراز البربري مع برج من الطوب الطويل.
في عام 1931 كلف ماجوريل المهندس المعماري بول سينوير بتصميم وبناء فيلا تكعيبية بالقرب من منزله الأول، وفي تلك الأثناء استخدم الطابق الأرضي كورشة عمل، والطابق الثاني كمرسم، وبينما يواصل الرسم تعمق ماجوريل أيضا في شغف من نوع آخر، وهو الاهتمام بعلم النبات.
النباتات النادرة بالحديقة
وقام ماجوريل خلال 40 عاما بزراعة 135 نوع نبات جلبها من 5 قارات، وحول ممتلكاته بمراكش إلى حديقة مناظر طبيعية ساحرة تضم العديد من النباتات النادرة من الصبار، واليوكا، والياسمين، والنخيل، وأشجار جوز الهند، وأشجار الموز، وزنابق الماء الأبيض، والخيزران والمزيد.
لون الحديقة المميز
أما عن قصة اللون الفاقع الذي اشتهرت به الحديقة فقد استخدم ماجوريل لونه المفضل لطلاء المباني المنتشرة حول مكان الإقامة، باللون الأزرق الزهري، الذي حمل وقتها علامة تجارية باسم bleu Majorelle أو Majorelle Blue.
بعد أن بدأت الحديقة في التكون أصبحت الحديقة شغف ماجوريل الوحيد والتي قال عنها: "هذه الحديقة بالغة الأهمية بالنسبة لي، والتي أعطي نفسي لها بالكامل، وأقبل أن أقضي سنواتي الأخيرة فيها، وأقع منهكا تحت أغصانها، بعد أن أعطيها كل حبي".
التحول إلى حديقة عامة
في عام 1947 قرر ماجوريال فتح الحديقة للجمهور للمساعدة في تكاليف الصيانة، وبعد أن بدأت الأمور المالية في التحسن بالنسبة لجاك ماجوريل، حدث بينه وبين زوجته خلاف وصل إلى الطلاق في عام 1956، مما أجبره على تقسيم ممتلكاته.
بعد الانفصال تعرض ماجوريال لحادث سيارة خطير، أدى إلى بتر ساقه اليسرى، واستنزفت العمليات أمواله وأجبر على بيع حصته من الفيلا والحدائق، ليسافر باريس للعلاج، حيث توفي بسبب مضاعفات من إصاباته في 14 أكتوبر 1962.
إعادة إحياء الحديقة
سقطت حديقة ماجوريل في حالة سيئة بعد وفاة مالكها السابق، ولمدة 4 سنوات ضرب الإهمال الحديقة تماما، إلى أن وصل مصمم الأزياء الفرنسي إيف سان لوران وشريكه التجاري بيير بيرجي، ليكتشفا حديقة ماجوريل في عام 1966 ويقعا على الفور في حبها.
وفي عام 1980 عندما علما أنه من المحتمل أن يتم تجريف الحديقة وتحويلها إلى مجمع فندقي، اشترا على الفور حديقة ماجوريل وبدآ في ترميمها.
وحرصا على الحفاظ على الرؤية الأصلية لجاك ماجوريل، سان لوران الذي أشرف على مشروع الترميم، لم ينعش الحديقة فحسب بل توسع فيها، حيث تم تركيب أنظمة الري الأوتوماتيكية، كما تم إنشاء فريق من 20 بستانيا، وزاد عدد أنواع النباتات من 135 إلى 300.
توفي إيف سان لوران في عام 2008، وتناثرت رماده في حديقة الورود في حديقة ماجوريل، بعد ذلك بعامين تم تغيير اسم الشارع أمام حديقة ماجوريل إلى شارع إيف سان لوران تكريما له.
وفي عام 2010 انتقلت ملكية العقار إلى مؤسسة Pierre Bergé - Yves Saint Laurent ، وهي منظمة فرنسية غير ربحية، ثم افتتح متحف البربر على أراضي الحديقة فى عام 2011، مما يوفر نظرة ثاقبة على إبداع شعب البربر، الأقدم في شمال أفريقيا.
تقع الحديقة في مراكش المغربية، بالقرب من شارع يعقوب المنصور في شمال شرق باب دكالة، وتفتح أبوابها يوميا من الساعة 8 صباحا حتى 5:30 مساء من 1 أكتوبر إلى 30 أبريل، ومن الساعة 8 صباحا حتى 6 مساء من 1 مايو حتى 30 سبتمبر، يبلغ سعر تذكرة الدخول 30 درهما (نحو 4 دولارات) وتستغرق الزيارة نحو 3 ساعات.
قد يهمك ايضا:
مجموعة وجهات سياحية رخيصة في أوروبا للعوائل خلال
أرسل تعليقك