رشا عدلي تستدعي تاريخها عبر روايتها على مشارف الليل
آخر تحديث GMT18:31:02
 لبنان اليوم -
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

حفيدة آخر سلاطين العثمانيين في مرايا السرد

رشا عدلي تستدعي تاريخها عبر روايتها "على مشارف الليل"

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - رشا عدلي تستدعي تاريخها عبر روايتها "على مشارف الليل"

الكاتبة المصرية رشا عدلي
القاهرة-لبنان اليوم

تهيمن دراما التاريخ على أحداث رواية «على مشارف الليل» للكاتبة المصرية رشا عدلي، الصادرة عن «الدار العربية للعلوم ناشرون». فالحدث التاريخي يقود وراءه قاطرة من التغيرات تنطبع على أرواح أبطالها، فأينما هبطوا في أي مكان يحملون الحكايات ليُدونها آخرون، في تراكم إنساني ومصائري تؤسسه الرواية متكئة على قصة تتفتح مآلاتها بين بطلة شابة وأميرة سابقة بدرجة ملكية أرستقراطية.ترتكز الرواية في بنائها السردي على تقنية الاستدعاء؛ استدعاء الذكريات العائلية، والتاريخية والشعورية، من خلال البطلة «ريم» التي تشتغل بمجال الترجمة، وتتهيأ لها فرصة استثنائية بسبب ميولها الأدبية ومعرفتها الجيدة باللغة التركية، بأن يتم ترشيحها لكتابة مذكرات صاحبة السمو الإمبراطوري فاطمة نسل شاه، حفيدة السلطان العثماني عبد المجيد الثاني، آخر خلفاء الدولة العثمانية. ويعتمد جزء من عملها على ترجمة مذكراتها من اللغة التركية إلى العربية، علاوة على تدوين وتحرير باقي مذكراتها الشفهية على طريقة السرد الذاتي، وهي مهمة لا تخلو من اجترار عميق مؤلم وصفته الأميرة بقولها ذات مرة: «هذه الأوراق كأنها شظايا من فنجان شاي مكسور تروي قصة حياة لم أعد أذكرها».

ويتنقل السرد بين الإحباطات الشخصية التي تمر بها البطلة الشابة التي تُعاني من آثار الفقد الأسري والعاطفي، فتجد في السيرة الذاتية للأميرة فاطمة حياة موازية. هي في حضرة أميرة حقيقية تعيش داخل قصر عريق في قلب حي راق بالقاهرة، مُرصع بصور باشوات وهوانم، تُشير إليها الأميرة فاطمة لفتح صندوق منقوش بالمُنمنمات الرقيقة يحتوي على دفاتر عمر منيف تبدأ أحداثه منذ عام 1924. كانت مُهمة «ريم» إعادة تحرير الذكريات التي كُتبت على عجل دون أناقة في التعبير، ليكون الأسلوب الأدبي هو بوابتها لعبور الحكاية. في هذا الفضاء، وجدت نفسها تنجذب بشدة تجاه هذه الأحداث التي كانت تدور أمامها في شريط سينمائي بالأبيض والأسود، ثم توقفت عند نص معين، وبدأت الترجمة بنسق أدبي، كما أمرتها السيدة التي تبدو في مظهرها الأرستقراطي الأنيق أميرة حقاً، رغم ملامحها المُغلفة بقناع من البساطة وبحزن عميق.

تنسج خيوط الوقائع التاريخية المستلهمة من سيرة الأميرة فاطمة نسل شاه، والأخرى المُتخيلة في الرواية، العالم السردي الممتد عبر قرن من الزمن، عالم يتفتح مع كل ورقة أو حكاية جديدة ترويها الأميرة التركية وهي تتذكر سنوات نشأتها الأولى كأميرة في إسطنبول، مروراً بطرد عائلتها بعد الثورة التركية، وتحول الحكم الملكي إلى جمهوري: «كنا 150 شخصاً من آل عثمان، طردنا من الوطن، وخرجنا بوفاض خالٍ من كل شيء إلا الذكرى». وتنتقل الذاكرة إلى مدينة نيس الفرنسية، حيث كانت الأميرة على موعد قدري للزواج من الأمير المصري محمد عبد المنعم، ابن الخديوي عباس حلمي الثاني، وهي الزيجة التي تضعها في قلب دائرة سياسية أخرى في مصر، بعد أن يتم اختيار زوجها الأمير عبد المنعم وصياً على العرش، خلفاً للملك فاروق، بعد ثورة الضباط الأحرار 1952. ولكن مع تصاعد الأحداث، يتم وضعها هي وزوجها تحت الإقامة الجبرية، واتهامهما بالضلوع والمشاركة في قلب نظام الحكم. وبعد تبرئتهما من هذا الاتهام، تغادر الأميرة إلى باريس، وبعدها تسمح السلطات التركية لنساء العائلات العثمانية بالعودة لتركيا عام 1957، فتعود لبلدها بعد أربعين عاماً من النفي، ولكنها تعود لمصر من جديد بمصاحبة جثمان زوجها ليدفن في مصر، وسط استقبال واحتفاء رسمي، بحضور مندوب من الرئاسة، لا سيما أن وفاته أعقبت قرار الرئيس الراحل أنور السادات عام 1970 فتح صفحة جديدة مع أبناء العائلة المالكة.

تجعل الكاتبة من وقت خفوت الضوء، أو كما يعبر اسم الرواية «على مشارف الليل»، ركيزة لتجسيد حالة الخوف الذي يعتري بطلتي الرواية، فكما تقلبات الظرف التاريخي الذي عصف بحياة الأميرة فاطمة، تمر البطلة الشابة هي الأخرى بتقلبات مجتمعية وعاطفية جسيمة منذ طفولتها، مروراً بسنوات نضجها. وكما تقول في حالة من المناجاة الداخلية: «على مشارف الليل، كُنت أصاب بخوف شديد، أقضي الوقت راقدة على الفراش. وفي معظم الأحيان، كنت أبكي بشدة. كانت طفولتي ومراهقتي سنوات مريعة، عندما أتذكرها أسأل نفسي: كيف مررت بها؟». ويبدو أنها مع انتهاء مُهمتها بكتابة مذكرات الأميرة العجوز، شعرت بأن ثمة ضوءاً قد نفذ في حُلكة ليلها، أضاء السرد على مدار مهمتها التدوينية لسيرة الأميرة، وجوانب من التاريخ الشخصي البارد الذي تعيشه بطلة الرواية، وسط تفانٍ في مهمات الترجمة، والعطلة الأسبوعية المُسخرة لمهام التسوق، وبيتها الخالي إلا من الدُمى التي تستقبلها في غرفتها، والتي صنعت منها الكاتبة عالماً رمزياً يوازي العالم الأسري الذي تفتقده بطلتها الشابة، ما جعل في زيارات الأميرة العثمانية كثيراً من المواساة لها، ليس فقط لاندماجها مع قصتها الاستثنائية الشجية، وإنما لدخولها في أثناء تلك المهمة سياقات صاخبة من الحياة تصعد بها في نهاية الرواية على متن طائرة متوجهة إلى باريس، لتبدأ فصلاً جديداً من حياتها، في مهمة لا علاقة لها بالترجمة. وفي الوقت الذي كانت الأميرة فاطمة تلمس فيه الكتاب الذي يحمل اسمها ومذكراتها، كانت ريم قد تركت من ورائها إرثها الشخصي الفاتر، لتبدأ فصلاً جديداً للحياة ببريق ساطع له رنينه الخاص.
قد يهمك ايضا

محمد بن سلمان يوجه بترميم وتأهيل المباني التراثية وسط الرياض

 

أردنيات يبتكرن طريقة فريدة لتصنيع الأعمال الفنية من "أوراق الشجر"

 

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رشا عدلي تستدعي تاريخها عبر روايتها على مشارف الليل رشا عدلي تستدعي تاريخها عبر روايتها على مشارف الليل



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف

GMT 07:45 2023 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد زيت الزيتون
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon