بيروت الدولي يعرض صورًا للرائدة كريمة عبود في دورته الأولى
آخر تحديث GMT13:31:01
 لبنان اليوم -

وسط 600 صورة أنجزها 122 مصورًا من مختلف الأعمار والجنسيات

"بيروت الدولي" يعرض صورًا للرائدة كريمة عبود في دورته الأولى

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - "بيروت الدولي" يعرض صورًا للرائدة كريمة عبود في دورته الأولى

صورًا للرائدة كريمة عبود
بيروت - لبنان اليوم

وسط 600 صورة أنجزها 122 مصوراً من مختلف الأعمار والجنسيات ومدارس التصوير، تروي حكايات اجتماعية وفنية وسياسية وشخصية يتم عرضها في مهرجان بيروت الدولي في دورته الأولى خلال شهر سبتمبر (أيلول) الجاري، تطل علينا مجموعة من الصور الفوتوغرافية النادرة لرائدة التصوير العربي الفنانة الفلسطينية - اللبنانية، كريمة عبود (1893 - 1940) في معرض استثنائي، يأتي تقديرا ً لدورها المتفرد الذي لعبته في بدايات عصر التصوير الفوتوغرافي ودخوله للمنطقة وتكريماً لأول امرأة عربية عملت فيه باحترافية عالية ومهارات بارزة.

يضم المعرض الأرشيف الفوتوغرافي للمصورة، والذي تقدمه مؤسسة «قدرات الدولية» ضمن مقتنيات رجل الأعمال أيمن مطانس. وهو بمثابة وثيقة تاريخية لإرث بلاد الشام بشكل عام وفلسطين بشكل خاص، في ظل الانتداب البريطاني عبر ما تعكسه الصور من مناظر طبيعية وآثار تاريخية ومناسبات دينية واجتماعية وحكايات سيدات عائلات الأمراء والأعيان.

وعن المشاركة في المهرجان يقول الفنان الفوتوغرافي عبد الرحيم العرجان، مدير غاليري «قدرات إبيليتز»: «تحدثت عن فكرة المعرض مع مدير (مؤسسة دار المصور) المصور الفوتوغرافي رمزي حيدر، صاحب فكرة ومبادرة مهرجان بيروت للصورة، ووجدنا لديه إصراراً على إقامة حدث دولي تكريماً للمصورين، أصحاب الريادة، وتشجيعاً للمبدعين وأصحاب الطموح، بحيث يُقام في مختلف أرجاء لبنان، وطلب منا أن يكون هناك ضيف شرف ذو خصوصية، وما كان منّا إلا أن تقدمنا بمجموعة المصورة كريمة عبود، وهي من ضمن مقتنيات رجل الأعمال الفلسطيني الكندي السيد أيمن مطانس، فكانت عبود ضالّة المهرجان للاحتفاء والتكريم بين كوكبة من رموز التصوير في الشرق الأوسط والعالم».

أقرأ أيضًا:

الأمير ويليام ينشر صورًا جديدة لابنته الصغيرة شارلوت

فما تركته عبود من أرشيف فوتوغرافي ما هو إلا وثيقة تاريخية، تستحق الدراسة عن كثب من جانب أساتذة علم الاجتماع والتاريخ والآثار، لبيان حال الإنسان وأصل المكان في ذلك الوقت ببلاد الشام، حسب العرجان، الذي سرد تفاصيل مهمة عن حياتها قائلاً: «منذ طفولتها كانت شغوفة بالتصوير، ولذلك أهداها والدها كاميرا لتكون بداية الانطلاقة، واستطاعت الحصول على تعليم وتدريب كافيين من المصور الأرمني جارابيديان، لتنطلق بكل احترافية وتميُّز عام 1913، وتفتتح استوديوهات خاصة بها في (الناصرة) و(حيفا) و(القدس) و(بيت لحم)، فكانت أول امرأة فلسطينية وعربية تخوض هذا المغامرة بكل احترافية، بمهنة كانت حكراً على الرجال فزاملتهم ونافستهم أيضاً».

ويواصل سرده عن المصورة التي اشتهرت بلقب «ليدي فوتوغرافر» وقدمت أكثر من 4 آلاف و500 صورة فوتوغرافية: «لكونها مصورة متكاملة أصبحت العنوان المنشود لعائلات الأعيان والأمراء والمؤسسات النسوية والعامة أيضاً في بلاد الشام لتصوير السيدات في الاستوديو والقصور والحفلات الخاصة، فهي تصور وتطبع وتجهز الألبومات الفاخرة دون أن يشاهد الصور أي رجل، وهذا ما كان يشترطه زبائنها من مختلف الأطياف».

ويتابع: «تنقلت في بلاد الشام قاطبة، الأمر الذي دفعها إلى تعلم قيادة السيارة، لتكون أول فلسطينية تحصل على رخصة القيادة، وهو ما جعلها تتوسع في أعمال الاستوديو، لتصوير المواقع التاريخية والأحداث الدينية والحياة العامة في البلاد، والارتحال وزيارة مدن وأماكن عربية عديدة منها مدينة بعلبك التاريخية التي نعرض بعض صورها».

عند تأمل صور المجموعة التي يضمها المعرض تكتشف إلى أي مدى كانت كريمة تتمتع بدرجة عالية من الاحترافية، فتتميز صورها داخل الاستوديو بمنهج خاص وصلت إليه في بناء وتكوين الصورة، كما تجد أنه بغضّ النظر عن عدد الأشخاص في الصورة فهي تخلو من وجود مساحات فارغة أو تشويش في المنظور، مع مهارة فائقة في توظيف الإضاءة وخلق واقع مشابه لطبيعة العناصر التي يتم تصويرها من حيث الإيماءات والفكر والمنظر العام والظروف المحيطة والعناصر التكميلية، أما صورها في مجال الأحداث العامة فكانت تعي المتطلب الأساسي للصورة، وتنجح في إظهاره في أجواء من روعة المشهد والإتقان، وفي الصورة الجماعية تدهشك براعتها في ترتيب الأشخاص حسب المكانة والأهمية. أما في صورها للمواقع والطبيعة فمن اللافت ابتعادها فيها عن ضوضاء المكان، وكانت تعمل على توفير الجودة في الصور والحرص على اختزال التفاصيل، ما دفع أهم دور طباعة البطاقات البريدية والتذكارية إلى التعامل معها بنشر الصور التاريخية والدينية وصور الطبيعة، ولتصل عبر البريد إلى كل بقاع الأرض.

وانطلاقاً من المنظومة المتكاملة التي كانت تعمل كريمة في إطارها فقد لجأت إلى الإعلان عن خدماتها في صحيفة «الكرمل» الفلسطينية تحت مسمى «مصورة شمس وطنية»، ما يمثّل مؤشراً حازماً على مهنيتها العالية بذلك الوقت، ومنافستها لزملائها المصورين من الرجال، كما كانت حريصة أيضاً على استخدام أجود أنواع الورق ومواد التظهير، مع مواكبة تطورات المهنة، فنجد على سبيل المثال أن لمساتها في إعادة تلوين الصور بطرق مختلفة وبأسلوب فني لم تكن تقل عن إتقان أبرع فناني الرسم المائي، وتقديراً لدورها الريادي احتفى بها محرك البحث «غوغل» في عيد ميلادها الثالث والعشرين بعد المائة في 18 نوفمبر (تشرين الثاني) 2016.

وُلدت كريمة عبود في بيت لحم، حسب سجل المعمودية، وهي ابنة القس سعيد عبود، الذي ارتحل وعائلته جميعاً من بلدة الخيام اللبنانية إلى فلسطين، ونشأت ما بين الناصرة وبيت لحم، وكان تعليمها الأساسي في مدرسة «طاليثا قومي والفرير» ذات الإدارة الفرنسية، وكانت أمها بربارة بدر تعمل معلمة فيها، لتلتحق بعدها بالدراسة في الجامعة الأميركية ببيروت، وتزوجت عام 1931 بعقد إكليل موثق في الكنيسة اللوثرية ببيت لحم من عائلة طايع، وتوفيت عام 1940، ودُفنت في مقبرة الطائفة، وما زال قبرها شاهداً في بيت لحم إلى يومنا هذا.

وقد يهمك أيضًا:

"ديزني" تنشر صورًا جديدة لأحد أفلام الرسوم المُتحرِّكة المُنتظرَة

فلسطينيون يطردون ناشطًا سعوديًا من باحات الأقصى بعد التقاطه صورًا بصحبة مستوطنين

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بيروت الدولي يعرض صورًا للرائدة كريمة عبود في دورته الأولى بيروت الدولي يعرض صورًا للرائدة كريمة عبود في دورته الأولى



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 11:49 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 لبنان اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 14:56 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"واتساب" يُعلن عن ميزة تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
 لبنان اليوم - "واتساب" يُعلن عن ميزة تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص

GMT 09:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:05 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 08:48 2023 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

أبرز العطور التي قدمتها دور الأزياء العالمية

GMT 15:27 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

علي ليو يتوج بلقب "عراق آيدول" الموسم الأول

GMT 11:57 2023 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

برومو ”الاسكندراني” يتخطى الـ 5 ملايين بعد ساعات من عرضه

GMT 16:26 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:28 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لاستغلال زوايا المنزل وتحويلها لبقعة آسرة وأنيقة

GMT 09:37 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

طرق تنظيم وقت الأطفال بين الدراسة والمرح

GMT 14:26 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

متوسط أسعار الذهب في أسواق المال في اليمن الجمعة

GMT 19:03 2019 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

منى عبد الوهاب تعود بفيلم جديد مع محمد حفظي

GMT 17:45 2021 الخميس ,21 تشرين الأول / أكتوبر

الكاظمي يؤكد العمل على حماية المتظاهرين بالدستور

GMT 08:32 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرفي علي نصائح للتعامل مع الطفل العنيد

GMT 11:05 2014 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لرئيسهم العاشر بطولته في "قديم الكلام"!
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon