فاس - حميد بنعبد الله
أعلنت وزارة الثقافة المغربية عن اكتشاف حفريات أثرية مهمة في منطقة أنشريف قرب قرية تاغروت في الجماعة القروية سكورة في إقليم بولمان، وسط جبال الأطلس المتوسط، عبارة عن بقايا عظام من الحجم الكبير تبين بعد دراستها أنها عظام نوع قديم من الفيلة كانت تعيش في شمال إفريقيا.
وذكرت الوزارة في بيان لها، إن الباحثين اعتقدوا بداية أن الأمر يتعلق بعظام كبيرة الحجم تنتمي إلى صنف من الديناصورات المنقرضة منذ ملايين السنين، قبل أن يتبين أن الأمر يتعلق بعظام هذا النوع القديم من الفيلة التي كانت تعيش في هذه المنطقة في قلب الأطلس المتوسط.
وأوضح أن أحد سكان قرية تاغروت، يدعى محمد إيكن، كان وراء هذا الاكتشاف رفقة شباب في المنطقة، بالصدفة بعدما لاحظوا تلك العظام ظاهرة في موقع على سفح جبل قرب القرية المذكورة، قبل أن يخبروا المصالح المختصة بالموضوع، التي تدخلت وفتحت بحثاً لمعرفة طبيعة تلك العظام.
وسارعت مديرية التراث الثقافي في مدينة الرباط والمسؤولين المحليين في إقليم بولمان، إلى وضع حراسة دائمة إلى الموقع في انتظار القيام بالأبحاث العلمية الضرورية من قبل فريق متخصص تنقل إلى عين المكان في إطار التنقيبات في إطار برنامج تعاون علمي متنوع الأطراف.
وقام فريق بعثة مغربية برتغالية أواخر شهر أيلول/سبتمبر الماضي بالتحريات والحفريات الأولية في الموقع، مما أسفر على اكتشاف بقايا عظام أخرى مهمة بالإضافة إلى أدوات حجرية تعود إلى الحضارة الأشولية التي ظهرت في مجموعة من مناطق العالم في المراحل الأولى لفترات ما قبل التاريخ.
ونظراً للأهمية العلمية لهذه النتائج الأولية، فقد قرر الفريق متابعة أبحاثه مستقبلاً لتغطية الموقع مما سيمكن من الحصول على معطيات أخرى مهمة ستساعد المختصين على فهم العديد من القضايا العلمية المتعلقة بقدم الاستيطان البشري في المنطقة وتطوره وطبيعة محيطه البيئي.
وسيمكن هذا الموقع من إعطاء دفعة جديد للسياحة في جهة فاس بولمان، مما سيساهم في التنمية المحلية وفك العزلة على المنطقة، فيما تدخل التنقيبات في إطار برنامج تعاون أبرم بين المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث التابع لوزارة الثقافة، وجامعة لشبونة البرتغالية.
أرسل تعليقك