نيويورك ـ سناء المرّ
كشفت الأبحاث الجديدة عن إمكانية علاج مرض السكري من النوع 2 بدون أدوية. وعبر ثلاثة نماذج حيوانية مختلفة، أظهر الباحثون كيف يمكن لفترات قصيرة من الموجات فوق الصوتية التي تستهدف مجموعات معينة من الأعصاب في الكبد أن تخفض مستويات الأنسولين والغلوكوز بشكل فعال، وفقا لما نشرته دورية "Nature Biomedical Engineering".
توصل باحثون من مركز أبحاث GE وكلية الطب بجامعة ييل وجامعة كاليفورنيا ومعاهد فينشتاين للأبحاث الطبية إلى طريقة فريدة من نوعها غير جراحية بالموجات فوق الصوتية مصممة لتحفيز أعصاب حسية معينة في الكبد. تسمى هذه التقنية بالتحفيز المحيطي المركّز بالموجات فوق الصوتية pFUS، والتي تسمح بتوجيه نبضات الموجات فوق الصوتية عالية الاستهداف إلى أنسجة معينة تحتوي على نهايات عصبية. وأوضح الباحثون أنهم قاموا باستخدام "هذه التقنية لاستكشاف تحفيز منطقة من الكبد تسمى Porta hepatis أي البوابية الكبدية، التي تحتوي هذه المنطقة على الضفيرة العصبية التي تنقل المعلومات الخاصة بالغلوكوز وحالة المغذيات إلى المخ، ولكن يصعب دراستها نظرًا لأن هياكلها العصبية صغيرة للغاية بحيث لا يمكن تحفيزها بشكل منفصل باستخدام الأقطاب الكهربائية المزروعة."
تشير الدراسة المنشورة حديثًا إلى دفعات قصيرة مستهدفة من pFUS في هذه المنطقة من الكبد، نجحت في تعطيل بداية ارتفاع السكر في الدم. وأوضح رايموند هيرزوغ، اختصاصي الغدد الصماء في كلية الطب بجامعة ييل والذي يعمل في المشروع، أن التجارب السريرية المستمرة أفادت بأنه يمكن استخدام الموجات فوق الصوتية لخفض مستويات الأنسولين والغلوكوز، ومن ثم فإن التعديل العصبي بالموجات فوق الصوتية سيمثل إضافة مثيرة وجديدة تمامًا لخيارات العلاج الحالية لمرضى السكري."
كشفت نتائج الدراسة أن ثلاث دقائق فقط من الموجات فوق الصوتية المركزة كل يوم كانت كافية للحفاظ على مستويات السكر في الدم الطبيعية في الحيوانات المصابة بداء السكري. وبينما تُجرى الدراسات على البشر حاليًا لمعرفة ما إذا كانت هذه الطريقة يمكن أن تحقق نفس النتائج، فإن هناك عقبات أخرى تواجه النشر السريري الواسع لهذه التقنية بخلاف إثبات فعاليتها. إذ تتطلب أدوات الموجات فوق الصوتية الحالية المستخدمة لأداء هذا النوع من تقنية pFUS فنيين مدربين.
ويوضح الباحثون أن التكنولوجيا موجودة لتبسيط وأتمتة هذه الأنظمة بطريقة يمكن استخدامها من قبل المرضى في المنزل، ولكن يجب تطويرها قبل نشر هذا العلاج على نطاق واسع. ويقول كريستوفر بوليو، الباحث المشاركة في الدراسة وكبير مهندسي الطب الحيوي في GE Research، إن هذه الأنواع من الأساليب غير الصيدلانية الجديدة يمكن أن تحل محل عدد من العلاجات الدوائية في المستقبل.
قد يهمك أيضا
خبيرة تغذية توضح أهمية الألياف للتغلب على انتفاخ البطن
النظم الغذائية الجيدة تقلل حالات الاصابة بالخرف المتوقعة الى الخمس
أرسل تعليقك