اللبنانيون يهربون من الليرة مع ارتفاع سعر الدولار بشكل خيالي
آخر تحديث GMT11:49:30
 لبنان اليوم -

"المركزي" لم يعد قادرًا على تثبيت سعر الصرف برفع الفائدة

اللبنانيون يهربون من الليرة مع ارتفاع سعر الدولار بشكل خيالي

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - اللبنانيون يهربون من الليرة مع ارتفاع سعر الدولار بشكل خيالي

مصارف لبنان
بيروت - لبنان اليوم

لم يعد مستغربًا رؤية مشاهد الطوابير الطويلة داخل المصارف والشجارات بين صغار المودعين والموظفين ومحاولة المحتجين تعطيل عمل الفروع عبر إلقاء الخطابات في أوقات الدوام.يعود ذلك إلى حجز المصارف لدولارات الزبائن وإجبار من يحتاج أمواله على بيع دولاراته بـ1500 ليرة للدولار ومن ثم الى شرائها من عند الصيرفي بما يفوق 2000 ليرة للدولار، أي باقتطاع نسبة %30. (Haircut) وفي ظل تهافت المودعين (Bank Run)، يلعب المصرف المركزي دور المقرض الأخير (Lender of Last Resort) ويؤمّن كمية لامتناهية من السيولة بالليرة، بما يرفع من جميع الأسعار ويدفع بالليرة إلى مزيد من التدهور في سوق القطع الشغال، أي سوق الصيارفة.   اليوم، تعدّت المشكلة شح الدولار لتصبح أزمة هروب الناس من الليرة وتحويلها إلى دولار أو إنفاقها سريعًا قبل أن تخسر المزيد من قيمتها. ولم يعد مصرف لبنان قادرًا على تثبيت سعر الصرف كما في السابق عبر رفع معدلات الفائدة، لأنّ الناس فقدوا ثقتهم بقدرة القطاع المصرفي على ردّ هذه الأموال. فقد استدانت الدولة ودائع الشعب من القطاع المصرفي (المصارف ومصرف لبنان) وصرفتها على الصفقات العمومية وفائض الموظفين والتعليم الرسمي والقروض المدعومة والجيش والرعاية الصحية والضمان الاجتماعي والصناديق والمجالس وغيرها. لذا فإنّ هذه الأموال غير متوفرة لدى المصارف، إذ أنفقته الحكومات المتعاقبة منذ زمن بعيد.   حاليًا، يرتفع الدين العام إلى حوالى 85 مليار دولار، ويتشكّل في غالبيته من قروض القطاع المصرفي لخزينة الدولة. وكذلك تقدّر نفقات الحكومة (الواقعية، لا الرسمية) للعام 2020 بـ18 مليار دولار مقارنة بـ11 مليار دولار من المدخول، أي أنّ على وزارة المالية إيجاد من يسلّفها 7 مليارات دولار جديدة تضاف إلى الدين القائم. وكانت المصارف في الماضي قادرة على جذب ودائع جديدة لتغطية حاجات الخزينة وترحيل الدين (Debt Roll-Over). ولكن النمو الاقتصادي في لبنان انخفض إلى معدلات سلبية في 2019، وارتفعت نسب الفائدة إلى أكثر من 10% وفهم المستثمرون أن لا قدرة للدولة اللبنانية على تسديد ديونها للمصارف، فامتنعوا عن تحويل أموال جديدة، ما رفع الدولار إلى 1650 ليرة في النصف الأول من تشرين الأول، أي قبل اندلاع الاحتجاجات.   وفهم صغار المودعين هشاشة الوضع فهرعوا لإنقاذ ما أمكنهم من الودائع. وها نحن اليوم أمام مشكلة انكشاف موجودات المصارف على الدين العام (Troubled Assets) وتهافت الزبائن على المطلوبات (Liabilities) لسحب ودائعهم. ولا يمكن لأي قطاع مصرفي في العالم تخطّي مشكلة تهافت الزبائن على المطلوبات، إذا ما كانت ودائعهم بعملة لا يتحكّم بإصدارها المصرف المركزي، أي الدولار في حالة لبنان. ولسوء الحظ، تغفل كل الافكار المطروحة حاليًا مشكلة المطلوبات، فنسمع عن قص الشعر (Hair Cut) ووضع إجراء قانوني على السحوبات (Capital Control) وإلغاء مقاصة الشيكات بالدولار وفرض استعمال الليرة على المواطن. وتذهب كل هذه الإجراءات في اتجاه السطو على أموال المودعين وتفاقم هلعهم وتكبر مشكلة المطلوبات وتزيد من الانفجار الاجتماعي والمعيشي. كما تكافئ هذه الاقتراحات المصارف المأزومة التي استفادت من الفوائد المرتفعة في السابق، وتريد الآن تحميل خسائرها للمودعين وتعاقب المصارف الآمنة التي تعاملت بحذر مع مخاطر الانكشاف على الدين العام في الماضي وجهدت لمناسقة مطلوباتها وموجوداتها (Asset-Liability Matching).   يمكن للمواطن العادي التمييز بين المصارف الآمنة المأزومة بالنظر إلى شروطها المستجدة. فالمصارف الآمنة تسمح لمودعيها بسحب مبالغ بالدولار تصل إلى أكثر من أربعة أضعاف السقوف المعمول بها في مصارف أخرى وبالتحويل إلى خارج لبنان وبتسديد قروض الدولار بالليرة اللبنانية على سعر الصرف الرسمي، وتفتح الاعتمادات لشركات الاستيراد. وفي المقابل، ثمة مصارف وصل بها الحال إلى التضييق على السحوبات حتى بالليرة، ومنع الناس من نقل حساباتهم الجارية إلى مصارف أخرى وإجبار مودعيها على تجميد أموالهم. وتحاول المصارف المأزومة الضغط لاستصدار قانون من مجلس النواب أو تعميم من مصرف لبنان يفرض على جميع المصارف التقيّد بالمعايير نفسها من أجل طمس الحقيقة ومنع المواطن من القدرة على التمييز وتحميل المودعين والمصارف الجيدة كلفة مصاعبها.   يمرّ لبنان اليوم بمرحلة مفصلية في ظلّ أزمة غير مسبوقة يفاقمها الحديث عن تدابير يتعدّى ضررها حجم حسناتها. ولكن الحلول السليمة ما زالت متوفرة، على صعوبتها، ومنها على سبيل المثال لا الحصر:   1- على صعيد الموجودات: ينبغي فعليًا تخفيض الحكومة لنفقاتها بما لا يقلّ عن 7 مليارات دولار، بما يعيد الثقة بقدرة لبنان على تسديد ديونه ويحسّن تصنيفه الائتماني ويخفّض الفوائد المفروضة عليه ويرفع قيمة سندات الدين وبالتالي قيمة موجودات المصارف.   2- على صعيد المطلوبات: ينبغي فتح القطاع المصرفي اللبناني أمام المصارف الخليجيّة والعالميّة التي تمتلك فائضًا في السيولة، في ظل معدل الفوائد الذي يناهز الصفر عالميًا. ويمكن لهذه المصارف شراء المصارف المتعثرة وضخ السيولة، معيدةً الثقة بالقطاع ومنهيةً حالة الهلع على الودائع.   فهل من يقارب الوضع المعيشي والمالي والنقدي من مختلف زواياه في هذه الفترة المفصلية، أم أنّ الأفرقاء ما زالوا منهمكين بتسجيل الإنتصارات السياسية على خصومهم ولو على حساب المواطن والبلد؟

قد يهمك أيضًا

189 مليار ريال حصيلة اكتتاب المؤسسات في "آرامكو" بنهاية اليوم الـ17 للطرح

لبنان يعيد طرح مناقصة لشراء 180 ألف طن من وقود الديزل

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اللبنانيون يهربون من الليرة مع ارتفاع سعر الدولار بشكل خيالي اللبنانيون يهربون من الليرة مع ارتفاع سعر الدولار بشكل خيالي



GMT 22:02 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

"كورونا" يهدد الملياردير اللبناني الأصل كارلوس سليم حلو

GMT 03:22 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

ماسك يحقق أرباحًا لشركة إلكترونية بفضل تغريدة و"خوذة كلب"

GMT 13:10 2021 الأحد ,24 كانون الثاني / يناير

صندوق النقد الدولي يدعو تونس لحماية الفقراء

GMT 02:25 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

أميركا تتوقع سعرًا أعلى للنفط وتراجعًا طفيفًا بإنتاجها

GMT 03:18 2021 السبت ,09 كانون الثاني / يناير

حاكم مصرف لبنان يؤكّد أن ربط العملة بالدولار انتهى

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 11:49 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 لبنان اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 17:54 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
 لبنان اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 12:03 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

تعرف على تقنية "BMW" الجديدة لمالكي هواتف "آيفون"

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 07:21 2021 الثلاثاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات ساعات متنوعة لإطلالة راقية

GMT 09:17 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

6 نصائح ذهبية لتكوني صديقة زوجك المُقربة

GMT 12:59 2021 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

مصر تعلن إنتاج أول أتوبيس محلي من نوعه في البلاد

GMT 06:22 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

استغلال وتزيين مساحة الشرفة المنزلية الصغيرة لجعلها مميزة

GMT 21:49 2022 الأربعاء ,11 أيار / مايو

عراقيات يكافحن العنف الأسري لمساعدة أخريات

GMT 12:22 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

أفضل العطور النسائية لصيف 2022

GMT 21:09 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

القماش الجينز يهيمن على الموضة لصيف 2023

GMT 17:08 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

اتيكيت سهرات رأس السنة والأعياد

GMT 21:25 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 06:17 2014 الثلاثاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

السيسي يجدد دماء المبادرة العربية

GMT 09:55 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

المغربي سعد لمجرد يُروج لأغنيته الجديدة "صفقة"

GMT 08:41 2023 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

مكياج مناسب ليوم عيد الأم
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon