بكين ـ وكالات
نشرت جامعة الشعب الصينية تقريرا أشار إلى أن المدن الصينية الكبرى والمدن الإقتصادية المتطورة والمدن الصناعية تعاني من جودة هواء رديئة ومتجهة نحو الأسوأ. حيث كشف التقرير أن 10.7% فقط من المدن الصينية تتميز بجودة هواء جيدة، في حين أن 75.8% تعاني من جودة هواء رديئة، و13.52 % من المدن تعاني من جودة هواء رديئة جدا، كما أوضح التقرير أن 46.02 % من السكان قد عبروا عن عدم رضائهم عن جودة الهواء.
"وقام التقرير بتقييم وضع جودة الهواء وإتجاهات تغيراته في 281 مدينة صينية وفقا للبيانات ذات الصلة (2005- 2010)." وأشار سونغ قوجين الأستاذ بمعهد علوم المحيط بجامعة الشعب إلى أن مؤشرات التقييم تشمل وضع واتجاه تطور مادة الـ PM10 في الهواء، ووضع ثاني أكسيد الكبريا في الهواء واتجاه تطوره، ووضع ثاني أكسيد النيتروجين واتجاه تطوره.
كما أشار هذا التقرير التقييمي إلى أن السياسات الصينية في مكافحة تلوث الهواء تعد متخلفة عن التطور الإجتماعي والإقتصادي الحاصل في البلاد. حيث تشهد مختلف المدن الكبرى والمدن الإقتصادية المتطورة، والمدن الصناعية تفشي ظاهرة ردائة جودة الهواء، وتشهد في مجملها تطورا نحو إتجاه أكثر خطورة. أما بالنسبة للمدن التي تتميز بجودة هواء جيدة فهي عادة ماتكون المدن غير المتقدمة إقتصاديا أو المدن التي تعتمد السياحة والصناعة الحديثة كأهم قطاعين إقتصاديين.
"لاشك بأن مشكلة جودة الهواء على علاقة بمستوى التنمية الإجتماعية والإقتصادية في المدن وجهود التحكم في جودة الهواء. حيث أثبتت التجربة بأن جودة الهواء يمكن تحسينها عبر الإدارة المناسبة. " لذا فإن المدن التي تشهد تطورا إقتصاديا سريعا وردائة جودة الهواء في حاجة إلى إعادة التفكير في ماقاله مدير معهد علوم المحيط بجامعة الشعب الصينية الأستاذ ماتشونغ.
خصائص التلوث تختلف حسب المدن
أشار التقرير التقييمي سابق الذكر إلى أن خصائص التلوث تختلف من مدينة إلى أخرى، حيث يتركز التلوث في المدن الواقعة بوسط مقاطعة لياونينغ أساسا في مدن الصناعات الثقيلة. وتعرف شاندونغ بتلوثها الخطير بثلاثة أنواع من المواد الملوثة هي PM10وSO2وNO2. وتعد المادة الملوثة PM10 السمة الرئيسية للمدن الصناعية الكبرى. أما المدن الغربية في الشمال الصيني فتعد مركز ثقل التلوث في الصين، حيث تعد المادة الملوثة SO2 أكثر العناصر الملوثة للهواء في مدن وسط الشمال بشانشي. كما تعد باي يينغ ولانتشو وأورومتشي أخطر المدن تلوثا في كامل الصين خاصة بمادتي PM10 و SO2. فيما تعد المدن الواقعة على ضفتي المضيق الأقل تلوثا، وتعد مادة PM10 الأكثر إنتشارا في هذه المدن.
كما يرى التقرير التقييمي بأن هناك إمكانا كامنة كبيرة لتحسين جودة الهواء. حيث بدأت الصين بناء وتركيب منشآت السيطرة على التلوث في مختلف المناطق، لكن السبب الرئيسي للتلوث يبقى عدم إستمرارية مكافحة الإنبعاثات، مايدل على أن آداء الإدارة لم يصل بعد إلى المستوى المطلوب. وينصح التقرير بأن يتم تأسيس منظومة لتقييم جودة الهواء في المدن الصينية، وتقييم جودة الهواء بمختلف البلاد بصفة دورية، ثم نشر نتائج التقييم ليطلع عليها المجتمع.
أرسل تعليقك