ركزت حلقة نقاشية ضمن فعاليات اليوم الثالث لمنتدى دبي العالمي لإدارة المشاريع على معرض اكسبو العالمي 2020 وأهمية استضافة هذا الحدث العالمي في تحقيق التنافسية بين الدول في تنفيذ الأعمال وتطوير المشاريع واستدامتها.
وقال سعادة هلال سعيد المري مدير عام دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي الرئيس التنفيذي لمركز دبي التجاري العالمي إن فوز دبي باستضافة فعاليات "إكسبو 2020" يعكس الرؤية الثاقبة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي " للتطوير الوطني المستدام لمستقبل مشرق في الدولة ودعم الشعب الذي ساهم في استضافة هذا الحدث.
وأوضح المري خلال الحلقة النقاشية التي أدارها سعادة عبدالله ناصر لوتاه الأمين العام لمجلس الامارات للتنافسية أنه سيتم البدء خلال العام المقبل 2015 بالبنى التحتية للمدينة الذكية الخاصة بموقع الحدث حتى نكون على جاهزية قبل 2020 ليتسنى للقطاعات المختلفة العمل وفق الخطة الموضوعة .. مؤكدا أن الحدث يعتبر عاملا محركا للعديد من القطاعات على النمو والازدهار.
وأشار هلال المري إلى أن اكسبو 2020 يعد فرصة لانخراط الثقافات بين دول المنطقة ونقطة لانطلاق المشاريع المستدامة فضلا عن أنه سيسهم في تهيئة فرص للشباب على العمل لاسيما أن لدينا ما يقارب 90 مليار درهم تنفق على المشروع باعتباره إرثا للأجيال القادمة .. مطالبا القطاعين العام والخاص بضرورة السرعة والابتكار والانجاز حتى نتمكن من استقطاب ما يقارب 25 مليون زائر للحدث.
وأضاف أن موقع "إكسبو 2020" سيتحول ما بعد الحدث إلى موقع تعليمي ثقافي وسيصبح في حد ذاته معلما سياحيا مهما وإلى جانب ذلك فإن الحلول المبتكرة والشراكات العديدة التي ستنشأ نتيجة لهذا الحدث سيكون لها أثر دائم على المجتمعات في جميع أنحاء العالم.
وحول تساؤلات الناس وتخوفهم من امكانية حدوث ازدحامات مرورية خلال فترة تنفيذ البنى التحتية مع انطلاق المعرض أكد سعادة هلال المري أن هناك خططا موضوعة بهذا الجانب حتى تمنع حدوث أي ازدحام على الطرق المؤدية من وإلى الحدث .. لافتا الى أنه تم اختيار موقع استراتيجي لبناء المدينة الذكية الخاصة باستضافة اكسبو 2020 بحيث تكون قريبة من المطارات والموانئ .
وأظهرت جلسة المشروعات العملاقة في دولة الإمارات العربية المتحدة التي أدارها الدكتور المهندس خالد أحمد حمدي مستشار رئيس مجلس إدارة هيئة الطرق والمواصلات بدبي للمشاريع أن المشرعات العملاقة غالبا ما ترافقها تحديات عملاقة.
وقال المهندس فارس سيف المزروعي الرئيس التنفيذي بالإنابة لشركة الاتحاد للقطارات الذي كان أول المتحدثين إن الشركة تأسست عام 2004 بهدف تصميم وبناء شبكة قطار الإمارات الذي سيربط إمارات ومدن الدولة الرئيسة وسيربط الدولة بدول مجلس التعاون أيضا .. مشيرا إلى أن عمليات تصميم وإنشاء السكة الحديدية تسير على ثلاث مراحل بداية بالقسم الأول الذي يبلغ طوله 264 كيلومترا الذي انتهى العمل به حسب الخطة وبدأ ينقل البضائع.
وأضاف أن الشبكة مصممة لقطارات نقل الركاب التي تبلغ سرعتها القصوى 200 كيلومتر في الساعة وقطارات البضائع التي تبلغ سرعتها القصوى 120 كيلومترا في الساعة .. مشيرا إلى أن من أهم خصائص المشروع أنه يعبر في مناطق كثيرة وبمسافات شاسعة لكنه في الوقت نفسه واجه تحديات العمل في الفراغ دون وجود مرافق أو بنية تحتية أو خدمات وهو ما تغلب عليه بعزيمة كبيرة وحقق أهدافه حسب المراحل.
وأكد يوسف عبد الله بستكي النائب الأول للرئيس لشؤون المشاريع في شركة الإمارات للألمنيوم أن الشركة التي تأسست عام 2007 تملك أكبر مشغلات تذويب الألمنيوم وكان لديها 20 ألف شخص يعملون في إنجاز المشروع .. منوها إلى أن 30 بالمائة من ملاك المشروع كانوا من المهندسين ومن ملاك المشروعات من دولة الإمارات العربية المتحدة.
وقال إن التحديات تتغير بتغير مراحل المشروع وهذا مرتبط بالبيئة المحيطة ولم تكن لدينا المصادر والمواد الكافية حيث كان الطلب على المواد الخام ومواد البناء كبيرا جدا ثم أتت الأزمة العالمية التي أثرت كثيرا في قدرات المقاولين وأعمالهم .. كما أننا واجهنا تحدي الأمن والسلامة الذي يتطلب الالتزام بالمعايير الدولية في هذا الموضوع ونجحنا في تحقيق أعلى درجات الالتزام بتلك المعايير .. مشيرا الى وجود فريق متخصص بإدارة المخاطر والعمل على تلافيها أو تقليلها إلى أدنى مستوياتها ونجح في ضمان سير المشروع بالمستوى الأدنى من المخاطر.
من جانبه كشف أحمد الظاهري الرئيس التجاري لشركة حديد الإمارات أن أول التحديات التي واجهتها الشركة التي تأسست عام 2006 كانت البنية التحتية وطريقة وآلية استيراد المواد الخام التي كان يجب استيرادها بكميات كبيرة لضمان أسعار مجدية فكان القرار هو استيراد كميات كبيرة دفعة واحدة في بواخر ضخمة تقف على بعد /70 /كيلومترا من المصنع لتتولى بعد ذلك المراكب الصغيرة نقل الشحنات إلى المصنع.
و أشار إلى أن المشروع واجه في بداياته مشكلة الموارد البشرية حيث كان بحاجة إلى/ 800 /مهندس متخصص بتخصصات غير متوفرة في السوق بالكميات المناسبة ولكنه استطاع التغلب عليها ونجح في توفير الموارد البشرية ذات الكفاءة العالية .. مشددا على أن المصنع نجح في انتاج الحديد حسب الخطة الموضوعة وتمكن من تأسيس صناعة وطنية ضخمة تدعم الاقتصاد الوطني والدخل القومي وتعد محركا للصناعات الأخرى التي تحتاج إلى الحديد والفولاذ وتمكن المصنع من أن يكون الأول على مستوى دولة الإمارات والثالث على مستوى دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ومن أهم مصانع الحديد العالمية.
وقد تواصلت جلسات منتدى دبي العالمي لإدارة المشاريع لليوم الثالث على التوالي والأخير تناولت إحداها أهمية المدن الذكية في العصر الحديث حيث اكدت الدكتورة عائشة بطي بن بشر مساعد المدير العام في المكتب التنفيذي لحكومة دبي أن دبي الذكية لم تبدأ اليوم فهي تسعى دوما إلى الابتكار ولدينا إرث من البرامج التي صاحبت انطلاقة الحكومة الإلكترونية في عام 1999 .. موضحة أن لدينا رؤية واضحة لمدينة دبي الذكية يقودها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وأن هناك لجنة عليا وشركاء استراتيجيين لإطلاق مبادراتهم كجزء من مفهوم المدينة الذكية بل ونبحث عن شركاء جدد لتطوير هذا المفهوم في جميع القطاعات.
وتحدثت السيدة روزينا هاو تيو رئيس مجموعة الإبداع وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في هيئة النقل البري بسنغافورة عن تجربة المدن الذكية في بلادها معتبرة إن صغر حجم سنغافورة دفعها إلى ضرورة تحسين الحياة لسكانها بالبحث عن حلول جديدة خاصة في قطاع النقل باستخدام كل إمكاناتها .. مؤكدة أن المدينة الذكية لا تعني فقط مجرد استخدام التقنيات بل الاستخدام الأمثل لمواردها الأخرى وأن سنغافورة رصدت 60 مليار دولار لتنفيذ خطتها الطموحة حتى عام 2020 الأمر الذي نتج عنه تنافس كبرى الشركات للمساهمة في تحقيق رؤيتها وظهور فرص كثيرة للإبداع مع إفساح المجال لهذه الشركات أن تقدم كل ما لديها من منتجات ذكية نختار منها ما يناسب خطتها.
من جانبه تحدث الدكتور مايكل ديكسون المدير العام للمدن الذكية في شركة " آي بي إم" عن أهمية دراسة العوائد الاجتماعية عند إنشاء المدن الذكية خاصة في ظل توافر مواقع التواصل الاجتماعي وامتلاك الناس للهواتف الذكية ووصول صوتهم بسهولة إلى حكوماتهم.
وأكد أن كل المدن الجديدة تنمو وتبني لها هوية جديدة ولها كاريزما خاصة بها ومدينة دبي من هذا النوع .. مؤكدا أن الإمارة ستكون على مسرح العالم عند استضافتها إكسبو 2020 وأن لديها الإمكانيات والمبادرات لتأكيد قدرتها المتزايدة على تجسيد مفهوم المدينة الذكية .
أرسل تعليقك