سيدة تخضع للفحص بالمسح
لندن ـ ماريا طبراني
يتوقع العلماء قريبًا أن اختبار فحص الدم المتطور، سيسمح للأطباء بقياس فاعلية علاج سرطان الثدي بشكل فردي، في سبق يأملون أن ينقذ آلاف الأرواح. حيث أنهم يعتمدون على المسح، حتى الآن، لمعرفة ما إذا كان الورم يستجيب للعلاج أم لا. ويمكن لاختبار تم تطويره في جامعة كامبريدج، أن يمنحهم
تحذيرات أقرب، بعد اتباع علاج معين، بشأن ما إذا كان فعالاً أم غير فعال، مما يسمح لهم بتجربة أي بديل آخر.
يمكن أن يصبح هذا الاختبار متاحًا للاستخدام على نطاق واسع في أقل من ثلاث سنوات، ويأمل مطوروه أن ينقذ الاختبار أرواح الكثير من المرضى، ويقلل من الآثار الجانبية الضارة المرتبطة بالكثير من العلاجات، مثل العلاج الكيميائي.
قام باحثون في الدراسة، بدعم من معهد أبحاث السرطان في المملكة المتحدة، ونشر في مجلة "نيو إنغلاند" للطب، بأخذ عينات الدم العادية من 30 امرأة مصابة بسرطان الثدي المتقدم. ونظروا في ثلاثة علامات في الدم لمعرفة ما إذا كانت تعكس التقدم أو التراجع في هذا المرض.
تم اكتشاف مؤشر من تلك المؤشرات وهو"circulating tumour DNA"، في 29 من أصل 30 سيدة مشاركة، حيث تم تحديد التغيرات في المرض.
على الرغم من أن الاختبارات أجريت على عدد من النساء المصابات بسرطان الثدي النقيلي، وهو شكل أكثر عدوانية من أشكال هذا المرض الذي انتشر إلى أعضاء أخرى، أشار العلماء إلى أنه ينبغي أن يعمل على جميع المصابات بسرطان الثدي، مما يسمح باستخدام علاجات مصممة خصيصًا.
وتم تشخيص 49564 ألف حالة من النساء و397 رجل بسرطان الثدي في العام 2010، وحدثت 11633 حالة وفاة.
وقالت الطبيبة في مركز أبحاث معهد أبحاث سرطان المملكة المتحدة في معهد كامبريدج، سارة جين داوسون "إن الهدف الرئيسي من اختبار الدم هو معرفة ما إذا كان شخص يستجيب للعلاج أم لا، وإذا لم يستجيب يصبح لدينا الوقت الكافي لاستبدال العلاج بآخر".
وأضافت "نأمل أن يترجم هذا النهج الجديد إلى معدلات حقيقية على أرض الواقع، لأشخاص استطاعوا الحفاظ على حياتهم، أو في حالة الأشخاص الذين يعانون من سرطان النقيلي، أن يمتد عمرهم لأطول فترة ممكنة. والخطوة التالية هي دمج هذه التكنولوجيا في التجارب السريرية".
وقالت "نحن نتوقع أنه ينبغي أن تستخدم هذه الاختبارات بشكل روتيني، في غضون العامين أو الثلاثة المقبلة".
ويرصد الأطباء حاليًا التقدم المحرز في العلاج باستخدام المسح لمراقبة كيفية استجابة الجسم للعلاج. حيث تعطي اختبارات الدم صورة مسبقة وأكثر تفصيلاً عن التغيرات التي تحدث في الجسم.
وأضاف المؤلف الرئيسي البروفيسور كارلوس كالداس "هذه الدراسة تسلط الضوء على إمكانات الطب في مرض السرطان. يتم ذرف شظايا الحمض النووي بواسطة الخلايا السرطانية عندما تموت، وهذا يعني أنها يمكن أن تكتشف عن طريق عينات الدم باستخدام التقنيات الحساسة للتسلسل الجديد، وتوضح مستويات الحمض النووي كيف يستجيب السرطان للعلاج".
وقال كبير أطباء أبحاث السرطان في بريطانيا البروفيسور بيتر جونسون "هذه النتائج تبشر بنظام يمكن أن يسمح لنا بتعديل العلاج لشخص مصاب بالسرطان، وتعتبر وسيلة مثيرة للحصول بسرعة على التفاصيل الشخصية لتطور السرطان، وذلك لاستهداف علاج أكثر فعالية".