لندن ـ ماريا طبراني
حذّر أطباء بريطانيون من أنَّ الحبوب المنومة التي يتناولها المشاهير، وعلى رأسهم ليندسي لوهان وتايغر وودز، والتي توصف بشكل كبير في بريطانيا، تتسبَّب في عدد كبير من الحالات الصحية البالغة أو حتى تؤدي إلى ارتكاب سلوك إجرامي.
وتعدّ أقراص "الزولبيديم"، التي يتناولها نحو 750.000 مريض لعلاج حالات الأرق كل عام، أحد العوامل التي تتسبَّب في ارتكاب أحداث إجرامية بين العشرات من متناوليها أثناء النوم.
وتضمنت تلك الحوادث 43 حادث سير، و9 حالات اغتصاب، و8 حالات اعتداء، و10 حالات قتل أو ذبح وسطو، زعموا ارتكابها جميعًا أثناء النوم، وفي أغلب تلك الحالات لا ينسى الجناة الجرائم التي ارتكبوها.
ومن ناحيته، أشار طبيب الأمراض العصبية، مارك ماهوالد، من جمعية الطب الشرعي، ومقرها الولايات المتحدة الأميركية، إلى أنَّ تلك الأقراص تساعد على تهذيب سلوك الخارقين للقانون أثناء النوم، وأنه فيما يبدو أنَّ جزء من الدماغ البشرية والمسؤولة عن الأنشطة المعقدة مثل القيادة والطبخ، وتظل يقظة في حين تظل أخرى ثابتة في الذاكرة.
وتابع: "من يتناول العقاقير ويغفون أثناء القيادة على سبيل المثال، يذهبون إلى الأسِرة، ومن ثم يستيقظون في السيارة مرتدين ملابسهم المنزلية، وعندما يوقفهم رجال الأمن لا يتذكرون كيفية القيام بذلك على الإطلاق".
وأضاف الطبيب في كلية الطب جامعة مينيسوتا: "تتمثل إحدى الصعوبات التي نواجهها في توجيه النصيحة حيال تعاطي المواد المخدٍّرة، وتأثيرها الخطر وعدم وجود أيّة طريقة لتحديد عدد الأشخاص الذين تزداد لديهم مخاطر هذه الآثار الجانبية الغير الشائعة".
وذكرت العديد من الدراسات أمثلة نادرة للمرضى أثناء القيادة وتناول الطعام والمحادثات الهاتفية تحت تأثير هذه الطرق العلاجية، كما أوصى عدد من الخبراء بأنه لابد من أنَّ يحكِّم المرضى إغلاق نوافذ غرف نومهم والذهاب إلى السرير قبيل تناول العقار لتقليل أيّة احتمالية للأذى.
وقد تم تحذير الأطباء الذين يصفون أقراص "الزولبيديم" بالفعل، من أنَّ أيّة تغيُّرات تطرأ أثناء النوم، ومنها المشي أثناء النوم، تعد آثار جانبية محتملة ولكن هذه هي المرة الأولى التي يتم الربط فيها بين البيانات الخاصة بالسلوك الإجرامي بتناول هذه العقاقير.
فيما أشارت دراسات أميركية حديثة إلى أنَّ هذا العقار يتسبَّب في واحد من بين كل عشر حالات بأقسام الطوارئ ولاسيما بسبب العقاقير التي تستخدم في علاج الحالات النفسية.