محمود عباس وخالد مشعل
غزة ـ محمد حبيب
قال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إيهاب الغصين، إن الحكومة الفلسطينية سمحت بعودة الفتحاويين الهاربين منذ أحداث الانقسام في منتصف عام 2007 إلى قطاع غزة، معتبرا هذه الخطوة في تصريح صحافي، الاثنين، "بادرة حُسن نية" من طرف الحكومة في غزة، لترطيب الأجواء،
وخلق مناخ إيجابي للمصالحة وإنهاء الانقسام.
وأكد أن الحكومة لم تمنع أي شخص ينتمي لحركة فتح أو كان متسببًا في الانقسام، من العودة إلى القطاع، موضحا أن الخطوة تأتي تطبيقاً عملياً لقرار الحكومة بالعفو عمن شاركوا في أحداث الانقسام الداخلي.
وكانت الحكومة في غزة قررت العفو عن أصحاب القضايا المتعلقة بأحداث الانقسام عام 2007، وتشكيل لجنة للبدء في تفعيل هذا القرار، بهدف تدشين مرحلة جديدة من التوافق الوطني.
وأشار رئيس المكتب الإعلامي الحكومي، إلى أن خطوات الحكومة، تأتي في ظل "الأجواء الوحدوية" التي ظهرت عقب معركة "حجارة السجيل"، داعيا إلى ضرورة تفويت الفرص على الاحتلال الإسرائيلي، بإعادة "اللحمة والوحدة الوطنية".
بدورها رحبت حركة فتح، الاثنين، بما أعلنته داخلية حماس في غزة، واعتبر الناطق باسم حركة فتح في قطاع غزة الدكتور فايز أبو عيطة، في تصريح صحافي، أن السماح بعودة بعض كوادر حركته خطوة ايجابية على طريق المزيد من خلق أجواء المصالحة التي من شأنها أن تعزز الوحدة الوطنية الفلسطينية.
وأعرب أبو عيطة، عن أمله في أن تكون هذه الخطوة بداية لعودة كافة عناصر حركة فتح الذين غادروا غزة، مضيفا أن ترك الوطن والأهل معاناة مؤلمة .
وأعلن الناطق باسم داخلية حكومة غزة إسلام شهوان، أنه سيتم دخول عناصر فتح إلى غزة، الاثنين، من خلال معبر رفح البري، عقب إتمامهم إجراءات الدخول بشكل قانوني، ولن يتم التعرض إليهم بأي حال من الأحوال.
وتشهد العلاقات بين حركتي فتح وحماس حاليا أجواء إيجابية، كان أبرزها تأييد الأخيرة لخطوة الرئيس محمود عباس في التوجه نحو الأمم المتحدة، رغم المعارضة والانتقادات العنيفة سابقا .
وقررت حماس قبل عدة أيام العفو عن أصحاب القضايا ذات العلاقة بالأحداث التي واكبت الانقسام بين حركتي فتح وحماس، وحسب بيان لها فإن هذه الخطوة تأتي انطلاقا من إحساسها بضرورة استعادة مفردات الوحدة الوطنية.
من جهته عبَّر أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح أمين مقبول، عن أمله في أن يُطوى ما قال عنه "ملف الاعتقال السياسي"، مؤكداً على وجوب أن ينتهي الاعتقال على الخلفية السياسية بأسرع وقت ممكن.
وقال مقبول في تصريحات صحافية: "إن الأجواء إيجابية جداً والظروف مواتية وهناك فرصة أقرب وأهم من أي وقت مضى لإنجاز المصالحة الوطنية"، لافتاً إلى أنه شعر خلال زيارته الأخيرة إلى غزة بالأجواء الوحدوية التي عبرت عنها حركة فتح والقوى والفصائل كافة، كما أن جميع مكونات الشعب الفلسطيني كانت تدفع باتجاه إنجاز المصالحة وإنهاء الانقسام، وفق تعبيره.
ورحب مقبول بخطوة العفو عن المعتقلين في غزة على خلفية الانقسام قائلاً: "إن أي خطوات إيجابية في الضفة وغزة بهذا الاتجاه، ستلاقي ترحيب ودعم كل الجهات والفئات، وستساهم وتساعد في دفع عجلة المصالحة إلى الأمام وإنهاء الانقسام".
وفيما يتعلق باللقاء الذي سيجمع أمناء القوى والفصائل في القاهرة برعاية مصرية، أكد أمين سر المجلس الثوري لفتح، أن دور مصر سيكون له تأثير كبير ومحرك لتنفيذ بنود الاتفاق الذي وُقع في القاهرة، معربًا عن أمله في أن يكون اجتماعاً تاريخياً تسفر عنه خطوات عملية في تطبيق المصالحة واستعادة الوحدة الوطنية.
وكان مصدر فلسطيني أعلن أن رئيس السلطة محمود عباس ينتظر دعوة مصرية لاستئناف جهود المصالحة ولقاء رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، لافتاً إلى أن اتصالات متواصلة تجرى مع القاهرة لتنسيق أقرب موعد ممكن للبدء في جولة جديدة من مباحثات تحقيق المصالحة.
من جهته، وصف القيادي في حركة حماس، صلاح البردويل، خطاب الرئيس محمود عباس، بـ"الواقعي الذي لم يتطرق لأي خيالات سياسية أو استفزازات"، موضحا أن خطاب الرئيس عباس لم يضع أي شروط من أجل تحقيق المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام، والجمهور الملتف حوله هتف بضرورة إنهاء الانقسام وهذا يشير لوجود رغبة حقيقية في إتمام المصالحة وتحقيقها على أرض الواقع، وفق قوله.
ودعا القيادي في حماس، إلى عقد اجتماعات عاجلة تجمع كافة القوى الفلسطينية من أجل تحقيق المصالحة وإعادة بناء منظمة التحرير وفق شراكة فلسطينية.
وكانت مصادر فلسطينية متعددة أكدت، الأحد، بأن المصالحة الوطنية في طريقها للتحقق ما بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وأن الانظار تتجه حاليا نحو القاهرة لدعوة جميع الفرقاء لإنجاز المصالحة وإنهاء الانقسام المتواصل منذ منتصف 2007.
وفيما تعهد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمام آلاف الفلسطينيين الذين احتشدوا، الأحد، أمام مقر الرئاسة الفلسطينية لاستقباله بعد عودته من الأمم المتحدة، بأنه سيسرع في تحقيق المصالحة الوطنية، أكد رئيس المجلس التشريعي الدكتور عزيز الدويك، أحد قادة حماس البارزين في الضفة الغربية، أن الأيام المقبلة ستشهد لقاءات مكثفة بين حركتي فتح وحماس لإنجاز المصالحة.
وأضاف الدويك: "نحن بانتظار لقاءات مكثفة لانجاز هذا المشروع'في اشارة للمصالحة، وذلك بناء على وعد من عباس وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس"، على حد قوله.
وبشأن موعد البدء بعقد الاجتماعات قال الدويك "لعله في خلال عشرة أيام من الآن، ولكن لا نستطيع ان نعطي موعدا محددا"، وتداولت الأوساط الفلسطينية، الأحد، معلومات مفادها بأن هناك اتصالات تتم حاليا للترتيب زيارة عباس إلى القاهرة الخميس المقبل، لوضع الخطوط النهائية لاتفاق المصالحة الفلسطينية، بين حركتي 'فتح' و'حماس' والذى يتم بوساطة مصرية.
ونقل عن مصدر فلسطيني قوله إن 'اتصالات تتم حاليا بين الجانبين الفلسطيني والمصري، لبحث عقد لقاء بين أبو مازن والرئيس المصري محمد مرسى، على هامش الزيارة، كي يبحث الجانبان آخر تطورات القضية الفلسطينية، وعملية السلام المجمدة'.
ولفت المصدر إلى أن زيارة عباس للقاهرة تأتي تتويجا لعدة زيارات قامت بها وفود من حركتي فتح وحماس، للقاهرة خلال الأسابيع الماضية لإنجاز ملف المصالحة، مؤكدا أن 'هذه الجهود شهدت تكثيفا واضحا خلال الأسبوعين الأخيرين بعد العدوان الاسرائيلي الأخير على قطاع غزة'.وكشف المصدر عن وجود وفدين من حركتي فتح وحماس في القاهرة حاليا لإنهاء ملف الانقسام حيث يرأس وفد حركة فتح، روحي فتوح مستشار عباس، فيما يرأس وفد حماس، القيادي بها غازي حمد.
ومن جهته أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الدكتور صائب عريقات، الأحد، أن موعد زيارة عباس إلى القاهرة لم يتحدد بعد، لافتا إلى اتفاق مسبق بين مرسي وعباس على زيارة الأخير لمصر بعد العودة من الأمم المتحدة.
وعن أولويات عباس بعد النجاح في رفع مكانة فلسطين فى الأمم المتحدة إلى صفة مراقب، شدد عريقات على أن المصالحة على قمة تلك الأولويات.
وفيما تتجه الأنظار الفلسطينية للقاهرة توقعت مصادر فلسطينية، أن توجه مصر في القريب العاجل دعوات للفصائل والقوى الفلسطينية للتوجه إليها للبدء بعقد جسات المصالحة الداخلية.
وفي ذلك الاتجاه، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، واصل أبو يوسف، الأحد، أن الفصائل تنتظر الضوء المصري للبدء بعقد جلسات الحوار الوطني، متوقعا أن يتم عقد الإجتماع الفلسطيني على مستوى الأمناء العامين للفصائل خلال الأيام المقبلة، مشيراً إلى أن الوضع الحالي إيجابي جداً ويشجع على عقد لقاءات مصالحة.
ولفت إلى أن مصر ستقوم بجهد وضغط كبيرين على كافة الاطراف الفلسطينية بما فيها حركتا'فتح وحماس' لتجاوز كافة الخلافات التي تعطل تطبيق إتفاقات المصالحة وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية