الدوحة ـ وكالات
عاد الشيخ محمد بن عبدالله آل ثاني، مؤسس موقع "مسافر دوت كوم" للسفريات منتصراً من رحلته الأخيرة وهي بمثابة مغامرته السادسة لتسلق قمة "أكونكاجوا"، أعلى قمة جبلية في أميركا الجنوبية ، كممثل وسفير فخري لمؤسسة "أيادي الخير نحو آسيا" و التي تهدف إلى توفير أعلى مستويات التعليم لكل الأطفال في القارة الآسيوية – وً كممثل لشركة "رحالة"، شريك السفر الذي يقدم مجموعة متنوعة من برامج السفر المفعمة بالأنشطة الممتعة في العديد من الوجهات الفريدة حول العالم. وفي طريقه إلى القمة التي يبلغ ارتفاعها 6962 متراً، رافقه زملائه رائد زيدان، زياد الشرابي، وأنيس طبقة إلى جانب مصور الفيديو إليا سيقلي. ومعاً، شكلوا فريق "عرب الارتفاعات"، فريق من المستكشفين ومحبي المغامرة ممن يجولون الأرض سعياً لتحقيق طموحهم ومواجهة تحدي التغلب على مزيد من القمم الشاهقة. يمتاز جبل "أكونكاجوا" أعلى جبل في الأميركيتين الذي يقع في سلسلة جبال الأنديز، في الأرجنتين وقمته هي من ضمن أعلى سبع قمم من قارات العالم السبع . وفي حين أن هذا التسلق لا يُعتبر الأصعب من الناحية الفنية، ولكنه يتطلب إستخدام أحذية تسلق مسننة و فأس مخصص للتسلق على الثلج، أثناء مواجهة الارتفاعات العالية وظروف الطقس الصعبة من ضباب ورياح وبرد قارس. وفي خضم جهوده للوصول إلى القمة، واجه الفريق نشوء عاصفة من شأنها أن تعيق التسلق ، قرروا المضي قدما. وأشار آل ثاني أن هذا التسلق هو بمثابة اختبار للقدرة على التحمل، وقال:" تخللت رحلة تسلق القمة رياح عاتية (بسرعة 60 كلم/ الساعة)، تحمل في طياتها الثلوج. وفي مواجهة سماء تغمرها الضباب، وحرارة متدنية تصل إلى ما دون - 15 درجة مئوية ؛ أجمعنا كلنا على المضي قدماً نحو الهدف الذي عزمنا معاً على تحقيقه منذ البداية. كان من المفترض الوصول للقمة في خلال فترة ثمانية ساعات من التسلق ولكن لم نصل يومها الا بعد ثلاثة عشر ساعة نظرا لسوء التغيرات المناخية الغير متوقعة". وأضاف: " المرحلة الأصعب كانت في طريق النزول حيث توجّب علينا أن نبذل قصارى جهودنا للحفاظ على القوة والتوازن نظرا لثقل حقيبة الظهر التي يصل وزنها الى أكثر من 20 كيلو والتعرض للرياح والصقيع بما في ذلك المجابهة النفسية لتحمل ضغوط عوارض الإرهاق من المرتفعات بعد إستنفاذ معظم الطاقة الجسدية في خلال مرحلة الصعود في كل مغامرة تسلق يخوضها آل ثاني، يحمل معه راية منظمات تسعى إلى تحفيز الأفراد على تحقيق أحلام كبيرة وتسجيل مزيد من الإنجازات، وهي تتمثل في مؤسسة "أيادي الخير نحو آسيا" الهادفة إلى "جعل التعليم حقاً مشروعاً لكل طفل"، وشركة "رحالة" المنضمة حديثاً إلى لائحة المؤسسات الخيرية العزيزة على قلب آل ثاني، والتي تدعو الأفراد للنظر إلى مفهوم العطلات بمنظور مختلف يركز على تعزيز الرعاية البيئية والثقافية والصحية، واحترام الأراضي التي يقومون بزيارتها وتقدير شعبها وثقافتها. ويعبر آل ثاني عن مشاعره حيال هذه المؤسسات الخيرية بالقول:" إنني أتأثر بشكل عميق بالقضايا التي تسهم في تحفيز الأفراد على تحقيق نقلة نوعية في نمط حياتهم وتغيير نظرتهم لها أو المسار نحو آفاق أفضل. في كل رحلة تسلق، أسعى إلى الخروج من إطار "دائرة الارتياح" التي اعتدت إليها وتعزيز الخصال والسمات التي أتطلع للتميز بها." يُشار الى أن هذه الرحلة هي السادسة للشيخ محمد آل ثاني بعد خوضه تحديات أخرى تمثلت في تسلق: جبل "كيليمانجارو" ، جبل مون بلان ، جبل فينسون ، جبل إلبروس ، جبل كوشويسكو واليوم يحقق إنجازاً جديداً بتغلبه على قمة جبل أكونكاجوا. ويؤكد الشيخ محمد آل ثاني على أن كل تسلق يمثل إنجازاً مختلفاً في رحلة مفعمة بالمزايا وحس المغامرة، ويقول:" في كل رحلة، تعلمت أن أكنّ التقدير لكل قمة جبلية أواجهها، لما تنطوي عليه من تحديات خاصة. كل قمة هي بمثابة درس لي في تنمية سمات الصبر والمقاومة، إذ تمثل المقولة الشهيرة في أن " العزيمة تقوى وتشتد بزيادة الصعاب."