القاهرة ـ لبنان اليوم
أثار فيديو احتراق الصحفية اليمنية رشا الحرازي وجنينها؛ إثر تعرضها لتفجير عبوة لاصقة على سيارتها، ذهول وحزن بمواقع التواصل الاجتماعي وعاصفة استهجان من مختلف المنظمات والوزارات اليمنية في وضع متأجج ينذر باستمرار بيئة الخطر البالغ حد الموت على الصحفيين الساعين لكشف الحقيقة ضمن الأراضي اليمنية.
وقد أسفر انفجار العبوة اللاصقة في سيارة الزوجين المتجهة للمشفي قرب خور مكسر بمحافظة عدن اليمنية عن مقتل الصحفية رشا الحرازي مع جنينها الذي كانت على وشك ولادته، بينما أصيب محمود العتمي المصور الصحفي وزوج الصحفية القتيلة بجروح بليغة تسببت بدخوله للعناية المركزة.
- اللحظات الأخيرة
وتحدث الصحفي فواز منصر زميل العتمي، عن اللحظات الأخيرة قبيل التفجير إذ يقول إنه كان في محادثة هاتفية مع العتمي حين أخبره أنه في طريقه للمشفي لتوليد زوجته التي وصلت الشهر التاسع من الحمل ولم تمضي ثلث ساعة علي ذلك الإتصال حتي أتى نبأ استشهاد رشا بالتفجير الإرهابي.
- الإرهاب لطمس الحقيقة
ورجح العديد من زملاء العتمي أنه من كان المستهدف بعملية الإغتيال التي راحت الزوجة ضحية لها.
ويقول بسيم جناني صحفي زميل للعتمي، إن مجموعة من مسلحي الحوثي قاموا باستدعائه منذ شهر في محافظة الحديدة لاستجوابه عن محل إقامة العتمي وزوجته وسؤاله تحديدا عن نوع السيارة التي يستقلها العتمي.
وأضاف أنه أبلغ العتمي في محادثة واتساب أرفق صورتها مع تغريدة له بشأن ملاحقة الحوثيين له ولكن ظروف ولادة زوجة العتمي حالت بينه وتغيير محل إقامته إذ كان ينوي الرحيل بعد ولادة الزوجة إلا أن عملية الاغتيال عاجلته قبل اتخاذه أي قرار.
- صحافة تفضح جرائم الحوثي
وعن دور العتمي الذي جعله هدفا للحوثيين يقول الصحفي نبيل الصوفي في منشور له تعليقا على الواقعة إن العتمي الذي صور مآسي أهالي الحديدة في مواد فيلمية تم إرسالها لليونيسيف للتعريف بالأزمة تعرض للاعتقال علي يد مسلحي الحوثي ترهيبا له للتوقف عن دوره الصحفي ما جعله يغادر بالحال عقب الإفراج عنه.
وأضاف الصوفي، أن العتمي استمر بعد مغادرته للحديدة مع فريق صحفي مقرهم مدينة المخا في متابعة تطورات الأحداث في الحديدة ورصدها باستمرار وتغطيتها ما جعل الحوثيون يهددون العتمي بالتصفية حسب ما نقل عنه عدد من زملائه.
ويقول الصحفي محمد حنيش، إن الحوثيين قاموا منذ شهر باعتقال شقيق العتمي واستدعاء والده وإجباره علي التبرؤ منه والتنازل عن جميع ممتلكاته للحوثيين.
- ناج من الاغتيال
وأما عن وجود ناجين من الأسرة الصحفية الصغيرة يقول نبيل الصوفي إن للعتمي طفل يدعي جواد كان يحبه كثيرا لا يزال بخير لأن الأبوين لم يصطحباه معهما بالسيارة المستهدفة ليبقي هو الأمل المتبقي للعتمي الذي فقد زوجته وابنه الذي لم يولد بعد عقابا له علي تغطيته الصحفية للحقيقة.
- بيئة مميتة للصحفيين
وتتزايد وتيرة قتل الصحفيين باليمن إذ لقي 3 صحفيين مصرعهم منتصف الشهر الماضي بعبوة ناسفة استهدفت موكب محافظة عدن الذي كانوا برفقته ولتنضم لهم رشا في شهر بلغت حصيلة قتلاه من الصحفيين 4 أشخاص.
وبحسب مرصد الحريات اليمني فقد بلغت حصيلة قتلي الصحفيين في اليمن منذ عام 2015 بعمليات إغتيال وجراء التعذيب نحو 50 صحفيا سقطوا شهداء لإظهار الحقيقة.
- إدانات واسعة
ولقي نبأ استشهاد الصحفية رشا عاصفة من الإدانات تباينت بين نقابة الصحفيين اليمنية ووزارة حقوق الإنسان وتصاعدت لتشمل المبعوث الأممي لليمن وبيانا مستنكر من الإتحاد الأوروبي لجريمة تكاد تكون غير مسبوقة، إذ أن رشا أول صحفية يمنية تتعرض للاغتيال بواسطة عبوة ناسفة في سيارتها.
وقد يهمك أيضًا:
نقابة الصحفيين التونسية تعترض على منع أعضائها من تغطية زيارة الرئيس التركي