لندن - ماريا طبراني
كشفت تقارير طبية عن أبرز الأسباب الشائعة للشعور بالإرهاق والتعب، وقدّمت أهم الطرق التي يمكن من خلالها استعادة مستويات الطاقة، ويعد فقر الدم من أهمها، إذ تعاني حوالي أربعة ملايين امرأة في بريطانيا من فقر الدم الناجم عن نقص الحديد، وتشمل أعراضه التعب وتسارع دقات القلب، ويحتاج الجسم إلى الحديد لإنتاج خلايا الدم الحمراء التي تحمل الأكسجين وتنقله إلى أجزاء الجسم، ومن دون ذلك من الممكن أن يشعر الشخص بالسبات العميق، دون النظر إلى عدد ساعات النوم التي يحصل عليها.
ويفضل عدم تناول مكملات الحديد إلا في حالة الإصابة بفقر الدم، وعند تناولها يجب إعادة إجراء فحص طبي للتأكد من أن مستويات الحديد في الدم عادت إلى وضعها الطبيعي.
وإذا كانت المرأة تعاني من التعب أو ثقل العادة الشهرية، فمن المفضل إجراء فحص الدم ""VWD أو مرض "فون ويلبراند"، والذي يؤثر على حوالي 300 ألف امرأة في بريطانيا، ويتسبب في عدم تجلط الدم بشكل صحيح، ومن الضروري أن يفحص الطبيب مستويات الحديد، وفي سبيل الحد من خطر الإصابة بفقر الدم، يجب اتباع نظام غذائي متوازن يحتوي على الكثير من الخضروات.
وتؤدي ممارسة التدريبات الرياضية بصورة مكثفة إلى استنزاف الطاقة، ومن المفضل عدم ممارستها بشكل مكثف قبل النوم، لأنها ستؤدي إلى ارتفاع نسبة "الأدرينالين" وزيادة ضربات القلب ومعدلات التنفس، مما سيعيق القدرة على النوم.كما ستؤدي الممارسة المكثفة سواء أكانت طويلة المدة أو أقوى من المستوى الحالي للياقة البدنية للشخص، إلى استنزاف الطاقة بدلاً من تنشيطها.
وينصح الخبراء بممارسة التدريبات التي تعزز الطاقة مثل الجري أو التدريبات الرياضية في الصباح والتركيز على الأنشطة الأكثر اعتدالا في وقت لاحق في المساء، مع محاولة المشي في نهاية اليوم أو القيام بجلسة "اليوغا" لتهدئة العقل واسترخاء العضلات.
وبيّنت التقارير أنّ الشعور بالإرهاق من أبرز الآثار الجانبية شيوعاً للاكتئاب، فضلاً عن فقدان الرغبة الجنسية وزيادة الوزن وعدم وجود الحافز، ولذلك ينصح الخبراء بتناول الطعام الصحي وممارسة التدريبات العادية في الهواء الطلق لتحسين المزاج، أو محاولة الخضوع للعلاج السلوكي المعرفي "CBT"، وتعبتر هذه الطرق فاعلة في تغيير كيمياء العقل بحيث يمكن التحكم في التوتر والاكتئاب.
وتظهر الأرقام أن هناك أكثر 300 ألف شخص في بريطانيا يعانون من مرض السكري غير المشخص، ويرتبط هذا المرض بشكل جزئي بتناول الوجبات الغذائية التي تحتوي على درجة عالية من السكر والبدانة وأسلوب الحياة قليل الحركة.
ويصاب الشخص بمرض السكري عندما ترتفع نسبة الجلوكوز في الدم للغاية، ويكون الجسم غير قادر على تحويله إلى طاقة، مع عدم توفر ما يكفي من الأنسولين أو أن الأنسولين الذي ينتجه الجسم لا يعمل بشكل صحيح.
عندئذ يفرج الجسم عن مخازنه من الدهون والبروتين في محاولة للإفراج عن المزيد من الجلوكوز وتزداد المشكلة سوءا، وهذه هي الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى الإصابة بمرض السكري والذي يصاحبه الشعور بالتعب وفقدان الوزن. وتشمل الأعراض الأخرى التبول في كثير من الأحيان والعطش الشديد.
كما يشعر الشخص بالجفاف، عندما يفقد كمية كبيرة من السوائل مقارنة بما يتناوله، مما يعني عدم وجود كمية كافية من الماء والسوائل في الجسم حتى يتمكن من القيام بوظائفه الطبيعية، وقد يتسبب الجفاف المعتدل في الشعور بأعراض مثل الضعف والدوار والتعب، كما أن تناول كمية غير كافية من الماء في الطقس الحار أو ممارسة الرياضة قد ينتقص من مخازن الماء في الجسم، ومن الأسباب الأخرى الأكثر شيوعاً للجفاف نوبات شديدة من الإسهال والقيء والحمى والتعرق المفرط.
وينصح الخبراء بالوصول من نسبة الجفاف من المستوى المنعدم إلى المعتدل، عن طريق زيادة كمية السوائل، إلا أن الحالات المرضية الشديدة تحتاج إلى العلاج الطبي الفوري.
وقد ينتج الشعور بالتعب عند اتباع نظام غذائي صحي، من نقص في فيتامين B12"" الذي يساعد في حمل الأكسجين إلى أنحاء الجسم، وبالتالي هناك حاجة ماسة للحصول على الطاقة، ولذلك يقترح الخبراء استشارة الطبيب لفحص الدم للتأكد من مستويات الفيتامين. ويمكن بعد ذلك رفع مستوياته عن طريق أخذ الحقن إذا لزم الأمر.
ويعاني ما يقرب من 40 % من السكان من أحد أشكال الأرق، وبالتأكيد تؤثر اضطرابات النوم على الشخص جسديا وعقلياً، وعلى المدى الطويل ينتهي الأمر بتراكم ساعات هائلة من النوم لا يستطيع الجسم الوفاء بها، دون النظر إلى مقدار النوم الذي يحصل عليه الشخص.
وينصح الخبراء من أجل زيادة فرص الحصول على نوم عميق، بالتأكد من أن غرف النوم مليئة بالهدوء وتبعث على الاسترخاء مع وجود فراش مريح، فضلاً عن تخصيص الفراش للنوم وممارسة الجنس فقط، بحيث يرتبط بالراحة والمتعة فقط، وحجب أي ضجيج أو ضوء، لأن ذلك سيؤثر سلبا على إنتاج هرمون النوم "الميلاتونين".